​لا تظلموا التلال

>
وعد أمان
وعد أمان
شهدت عدن الجمعة الماضي ملحمة كروية، ووصفها آخرون بالعرس الكروي، مباراة مثيرة كعادتها بين التلال والوحدة سبق هذه المباراة هالة إعلامية كانت في حقيقة الأمر بحجم أهمية هذا اللقاء، باعتباره يمثل ديربي على مر التاريخ، تاريخ الفريقين اللذين أضافا لحركتنا الرياضية الكروية في الجنوب نكهة خاصة ومواهب ونجوم.

 خسر التلال هذه المباراة بثلاثية نظيفة، وظهر العميد (كما يحلو للبعض تسميته) باعتباره النادي العريق في اليمن والجزيرة والخليج الذي تأسس في 190‪5 ظهر على غير مستواه المعتاد مرتبكا غير واثق الخطى في المستطيل الأخضر، صفوفه لم تكن مترابطة، ولاعبوه كانوا خارج نطاق الجاهزية والتركيز، أما جهازه الفني "حديث التعيين" فقد ظهر عاجزا عن فعل أي شيء، وكان لسان حاله يقول: "هذا كل ما لدينا

ولا بد من الوقوف أمام أمور كثيرة تتعلق بأسباب ظهور التلال بهذا المستوى، في الديربي، وهنا سأورد مسألة مهمة قد لا يعرفها كثير من محبي التلال في الداخل والخارج، وهو أن هذا الفريق الكبير الذي يمثل واجهة عدن يعيش منذ 2015 في حالة من عدم الاستقرار المرفقي والإداري والمالي والفني وحتى الجماهيري، فالجماهير التي حضرت الديربي لم تكن سوى جزء من جمهور التلال الكبير الذي تفكك وعزف عن حضور الملاعب بعد أن فقد التلال مقر ناديه العريق الذي كان جامعا لكل أبناء النادي من مشجعين ولاعبين وإداريين ومدربين، وأصبح الجميع على الرصيف منذ أن تم تدمير النادي في أثناء الحرب وما أعقبها من تفجيرات إرهابية.

أكثر من 6 سنوات وإدارات التلال المتعاقبة وكل الإعلاميين الغيورين على رياضة عدن المحبين للتلال يناشدون ويطالبون كل الجهات المختصة في الحكومة والسلطة المحلية أن يلتفتوا إلى التلال وأن يعيدوا تأهيل مقره، ولكن لا حياة لمن تنادي، كلهم أعطوا للتلال ظهورهم، وعندما يأتي التلال إلى الملعب يتسابقون على إعطاء التصريحات في الواقعة الكروية التي يكون التلال طرفا فيها، يتسابقون للظهور أمام عدسات الكاميرات لأنهم يعرفون جيدا قيمة التلال وما يقدمه من فنون وسحر الكرة وجمالياتها، ويعرفون مدى حب الجماهير العريضة للتلال، ويدركون أن التلال هو الصرح الرياضي الذي يظهرهم، ويعطيهم كثيرا، ولا يحصل منهم سوى على كلام لا يسمن ولا يغني من جوع.

إلى جانب ذلك كله، وما انعكس سلبا على أداء الفريق هناك مشكلات وأزمات مالية تعصف بالتلال بعد أن فقد كل ممتلكاته ومنشآته الاستثمارية ومحلاته التجارية التي كانت تعتبر المصادر المالية الوحيدة تقريبا التي يعتمد عليها التلال في تسيير نشاطاته المختلفة، وإيفائه بالتزاماته المتعددة، وهي كثيرة، ومع ذلك رأينا التلال في الديربي تتسابق الجماهير لمشاهدته، ورأينا المحبين يمنون النفس بأن يعود إلى سابق عهده، والإدارة الحالية تعمل جاهده من أجل ذلك، ولن تكون هناك حلول لمشاكل وأزمات التلال بتغيير الإدارة، فهي تمتلك من الأدوات الفاعلة والجيدة ما يمكنها من تجاوز هذه المشكلات والأزمات، متى ما كان هناك دعم وآذان صاغية من الجهات المختصة بالشأن الرياضي والسلطة المحلية في عدن لتسهيل مهمتها من خلال إعادة تأهيل مقر النادي، ومختلف ممتلكاته ومنشآته الأخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى