فحمان.. أنس المخاوف.. كلهن أمان

> محمد العولقي

> ويسألونك عن فحمان وما يفعله بأرقام التاريخ ومساحة الجغرافيا؟

مدد رجليك بلا مبالاة كما كان يفعل (أبو حنيفة) وقل في فحمان ما شئت:

- فريق يتجدد من رماد معاناة أبين الجريحة وكأنه طائر فينيق يأتي بالربيع في غير أوانه.

- فريق مدهش مركب في جسد الكرة الأبينية وكأنه ساعة بيولوجية تضبط عقاربها على مواعيد الأفراح في زمن باتت فيه أبين تقتات يوميا على الأتراح.

- فريق يمثل واقعية أبين و كرتها اللاتينية المعجونة بسحر الموهبة الفطرية.

- فريق جاء من جبال مودية ليقرع جرس المعجزات في ظل فقر مدقع وجماجم أبينية تتساقط في ساحات الوغى.

- فريق حضر من قلب محافظة تقطعت أوصالها ليذكرنا بالعيد دون أن يسأل وهو يلتهم الفوز تلو الفوز بلسان حال المتنبي:

بأي حال عدت يا عيد؟

* بلوغ فحمان المباراة النهائية للدوري اليمني وسط عواصف وزوابع وتوابع الحرب الاقتصادية لم يكن جبراً لخاطر محافظة رائدة في تصدير المواهب فقط، بل جاء ليؤكد أن فحمان مارس طقوس تجلياته انتصاراً لتضحيات أبين التي تدفع ثمن الحروب كاش من خيرة أبنائها.

* هل هناك سر في انتصارات فحمان على فرق تفوقه من كافة النواحي المادية والبشرية والإدارية؟

* بالطبع إنه سر يتعلق بروح وإصرار وعزيمة لاعبين موهوبين مارس معهم الكابتن محمد حسن عمليتي الطرق والسحب ليقدم لنا فريقاً ذهبياً عيار 24 قيراطاً يتشكل في كل مباراة ببريق يسر الناظرين.

* إحقاقاً للحق تعاملت مع معظم المدربين شمالاً وجنوباً، ولم أقتنع إلا باثنين يفكران دوماً ويبتكران المفاجأة التكتيكية، الأول المرحوم الكابتن سامي نعاش، والثاني الكابتن محمد حسن البعداني.

* أمر طبيعي أن يقدم فحمان نفسه فريقاً مبدعاً متوازناً فنياً وتكتيكياً ونفسياً، فلاعبوه هم أصلاً نتاج أرض خصبة طيبة، أقلب حجراً تجد تحتها لاعباً موهوباً، هكذا أخضر من الله لا مطر ولا شيء.

* ومع تقديري وحبي لنادي وحدة صنعاء أقول دون تحفظ أو دبلوماسية:

لو كان لكرة القدم منطق تستند عليه فيجب أن يفوز الفريق الأبيني الفقير ببطولة الدوري.

لو كان للكرة عدل فمن المنطق أن يكمل لاعبو فحمان ملحمتهم حتى النهاية كما فعل منتخب اليونان في يورو 2004 عندما انتزع الكأس من الأغنياء وكبار القوم.

لو كان للكرة ضمير وعرق ينبض للواقعية لتوج الذين يفطرون ويتعشون خميراً أبطالاً للدوري.

* في تقديري الشخصي وبحسب معرفتي بوحدة صنعاء، لا أظنهم سينزعجون لمجرد أنني أتجرد من حياديتي، ولا أظنهم سيأخذون على خاطرهم من كاتب غلبته عاطفته في لحظة ضعف، فما أكثر بطولات الوحدة التي تغنيت بها شعراً ونثراً، وما أكثر الألقاب التي أطلقتها على أهم لاعبي (مستر بلو).

* عموماً.. فاز فحمان بالبطولة أو نقلت فؤادها نحو ناصية حبها الأزرق الوحداوي سيبقى فحمان بطلاً متوجاً في عيون محبيه، وسيكتب له التاريخ أنه في غياب أندية الجنوب العملاقة التلال والوحدة والشعلة بسبب قرار الاتحاد الجائر حمل منفرداً لواء مجد الأزمنة الغابرة وتصدى لأندية النفوذ وتفوق عليها، وهذا في حد ذاته بطولة عظمى لا تقل إطلاقاً عن رفع درع الدوري في سيئون.

* كابتن محمد حسن وكتيبتك المعجونة بالياقوت والبارود: المجد أمامكم وعلى مقربة منكم، وتذكرواً أن العناية الإلهية إذا راقبتكم عيونها، فانسوا المخاوف كلهن أمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى