أيوب شمسان..

> محمد العولقي

> ما أقسى الدنيا وما أشد مرارتها حين تدير ظهرها لأيوب الحراسة الشمسانية، وهو الحارس الذي آثر أن يبقى ظلا للعملاق الراحل عادل إسماعيل..

* وما أشده من موقف عندما تسقط من عيني نزار الحاج (أيوب شمسان) كما يلقبونه في المعلا دمعة كبرياء على وجنتي رجل عشق شمسان حتى النخاع وارتضى أن يكون ظلا في ناديه على أن يغادر مزارع البرتقال إلى واجهة أخرى..

* كان نزار الحاج وفيًا لنادي شمسان لا يرضى عنه بديلًا مهما كانت المغريات، لكنه اليوم وبعد أن دخلت قدماه نفق الاستكانة لم يجد الوفاء في شدته ومحنته لا من ناديه ولا من وزارة الشباب والرياضة ولا من اتحاد الكرة.

* كل الذين زاملوا نزار الحاج يشهدون أنه بالفعل كان ضحية لقلبه المثخن بوجع وعشق شمسان، كان يمكنه في عز شبابه أن يغادر مزرعة البرتقال ويبحث عن فرصة للأضواء في مكان آخر، لكن مشكلة نزار أن شمسان بوصلة قلبه.

* أكثر من أربعين عامًا ونزار الحاج يوزع غزله وشعره العاطفي على شمسان، عاش مع شمسان كل التقلبات قديمها وحديثها، وكلما أوشكت أرض البرتقال على التصحر يهرع أيوب شمسان إلى تسميدها من دموعه ومن تضحيات قلب عاشق لا يطلب مقابلًا ولا شكورًا.

* تعرض نزار الحاج قبل فترة ليست قصيرة لمرض لعين استوطن قدميه احتار في أمره الأطباء، لكنه رفض أن يكون رهينًا للمحبسين، رفض العزلة واختار الاتكاء على عكازين ليبقى حارسًا وفيًا تحت ظلال أشجار البرتقال.

* تعرض نزار الحاج لنكران غير مسبوق من ناديه أولًا ومن ذوي الشأن في القيادات الرياضية ثانيًا، ومع كل هذا الخذلان ظل يكافح ليعيش حياته ويصارع مرضه مع من هوت نفسه وعشق قلبه.

* كلما التقيته في (المعلا) إلا ووجدت في أعطافه رائحة البرتقال، لا يخلف لشمسان موعدًا، قال ذات يوم:

أحب أن أموت بين جدران نادي شمسان حيث رائحة البرتقال تزكم أنفي.

* بصرت وفكرت كثيرًا في فقره وعوزه ومرضه وقد ضاقت به السبل ولم أجد أمامي إلا طرح قضيته ومعاناته على الأخ العزيز (خالد خليفي) وكيل وزارة الشباب والرياضة، فنزار كما يعلم (خالد) يستحق تقديرًا من الوزارة يفوق ما تم تقديمه لمن تسلقوا مواسير الشهرة ظلمًا وعدوانا.

* نعم نزار الحاج لا يمتلك سيرة ذاتية كبيرة مع كرة القدم بحكم أن حظه العاثر وضع في طريق مشواره العملاق عادل إسماعيل أولًا، ثم حسين ميسري ثانيًا، إلا أنه يمتلك ما لا يمتلكه الآخرون، صدق مع الذات، إخلاص ووفاء نادر للمحبوب، عشق عذري لشمسان يمنعنا من سؤاله في ليلته الظلماء من عصر برتقال نزار الحاج وظلمه شابًا ثم كهلًا يستجدي ولع شمسان ليعيش رمقه الأخير في سلام ووئام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى