على وقع حرب اليمن.. السعودية تسعى لتوافق خليجي لمواجهة تهديد إيران

> مسقط «الأيام» وكالات

> في جولة استثنائية، بدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، زياراته لدول الخليج، في محاولة لتعزيز موقفه مع الحلفاء المجاورين وبناء توافق في الآراء بشأن التهديد الذي تشكله إيران، بينما تجري القوى العالمية محادثات لإحياء الاتفاق النووي.

ومع وصوله إلى عمان، أمس الأول الاثنين، لإجراء محادثات مع سلطان البلاد، اعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخين باليستيين فوق الرياض ومدينة حدودية جنوبية. وألقت وزارة الدفاع باللوم على جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران في اليمن، وقالت إن شظايا سقطت على بعض الأحياء السكنية في العاصمة دون أن تتسبب في أضرار.

وتشمل رحلة الأمير محمد، التي تستغرق خمسة أيام، الإمارات والكويت والبحرين وقطر.

وستكون زيارته لقطر هي الأولى التي يقوم بها منذ أن قاطعت الرياض وعواصم عربية أخرى الدوحة في منتصف 2017 في خلاف لم يُسو سوى في يناير الماضي.

وتأتي الزيارات بعد توقف محادثات إنقاذ الاتفاق النووي في فيينا، الأسبوع الماضي، بين إيران والولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى.

وفي جولة المباحثات الأخيرة، أثارت القوى الغربية الشكوك في عزم طهران على إنقاذ الاتفاق المبرم عام 2015، الذي ترى دول الخليج أنه معيب لأنه لم يتناول برنامج طهران الصاروخي وشبكة الفصائل الإقليمية التي تعمل لحسابها.

وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018، وعاود فرض العقوبات الأميركية على إيران، الأمر الذي دفعها للشروع في مخالفة القيود النووية بدءا من عام 2019. وتنفي إيران السعي لامتلاك السلاح النووي.

وقد بدأ ولي العهد السعودي جولته في اليوم الذي زار فيه مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، إيران.

تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن دول الخليج لا تسعى لمواجهة عسكرية مع طهران، لكنها تشعر بالقلق من أنه حتى لو اتفقت القوى العالمية على اتفاق، فإن دعم إيران للفصائل الإقليمية المسلحة في جميع أنحاء المنطقة ونشرها للطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية سيستمر في تعريض أمنها للخطر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي رفيع: "من بين الموضوعات التي ستتم مناقشتها كيفية معالجة التهديد الإيراني المستمر بشكل فعال".

وقال مسؤولون خليجيون إن اليمن ومواضيع أخرى، مثل الاستثمارات والأمن الغذائي والتجارة، ستناقش خلال الزيارات التي تأتي قبل قمة مجلس التعاون الخليجي، في وقت لاحق من الشهر الجاري في الرياض.

وقال الديوان الملكي السعودي إن الأمير محمد سيناقش مع قادة دول الجوار العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ولم يذكر إيران على وجه التحديد.

وأضافت وول ستريت جورنال "تكافح السعودية للخروج من الحرب في اليمن"، حيث تقود تحالفا عسكريا عربيا تدخل عام 2015 لدعم الحكومة المعترف بها دوليا بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة.

وتسعى إلى ضمان الدعم من الحلفاء الخليجيين، مع اكتساب الحوثيين أرضا جديدة، بما في ذلك حول مدينة مأرب الاستراتيجية الغنية بالنفط، بالقرب من الحدود السعودية.

وعقب الهجوم الصاروخي على الرياض الاثنين، تعهد التحالف الذي تقوده السعودية بـ "الضرب بقبضة من حديد"، معلنا عملية واسعة النطاق "ردا على التهديد".

ولدى سؤاله عن الهجوم، قال نائب وزير الإعلام في جماعة الحوثيين، نصر الدين عامر، إن الجماعة لها الحق في الرد على غارات التحالف الجوية في صنعاء وتعز ومحافظات يمنية أخرى، قتلت وجرحت عشرات الأشخاص في اليمن، اليومين الماضيين، على حد قوله.

وبينما يُنظر على الصراع في اليمن على أنه حرب بالوكالة بين المتنافستين (السعودية وإيران) فإن لطهران علاقات تجارية عميقة مع الإمارات، كما تشارك قطر أكبر حقل غاز في العالم.

أما الكويت وسلطنة عمان، وهما "الأقل قوة" في المجموعة الخليجية، حسب وول ستريت جورنال، فلطالما حاولتا الابتعاد عن الصراعات، مما سمح لهما أيضا بالمساعدة في كثير من الأحيان في التوسط في النزاعات الإقليمية.

وفي أبريل الماضي بدأت السعودية محادثات مباشرة مع طهران، ووصفت الرياض المحادثات التي جرت في العراق بأنها استكشافية إلى حد بعيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى