منتخب الناشئين من صنعه؟!

> بدر بالعبيد

>
بدر بالعبيد
بدر بالعبيد
ونحن نعيش هذه الليالي منافسات بطولة كأس غرب آسيا للناشئين لسن السادسة عشرة فما دون، المقامة بالمملكة العربية السعودية بمدينة الدمام، التي تراها بعض الدول بمنزلة زيادة احتكاك لفرقها لخوض غمار منافسات القارّة ككل، وأخرى وضعتها ضمن أهدافها الرئيسة، المنتخب اليمني للناشئين حدث الساعة، وحديث العرب عطفا على ما قدم ويقدم من مستويات فنيّة، كيف لا، وقد تجاوز هذا المنتخب بأقل الإمكانات منتخبات ثقيلة فنيا ومستعدة وفي جهوزية عالية وإمكانات كبيرة؟ وبالعلامة الكاملة يصل لنهائي البطولة، بعد تجاوزه للأردن فالبحرين ثم سوريا، ليضرب موعدا مع المنتخب السعودي الذي وصل على حساب المنتخب الإماراتي، كيف لا وهو قطع مسافة 1800 كيلو تقريبا برا مستقلا حافلة متهالكة، لا تدعم نظام جوجل للخرائط لتحديد الوجهات، تماما كما هو حال اتحاد الكرة الذي تكفل بهذه المهمة، ليصل للعاصمة الرياض بعد يومين، ومن ثم للمنطقة الشرقية لاحقا قادما من العاصمة عدن.

السؤال: في ظل تخبط اتحاد الكرة، من صنع هذا المنتخب؟ يتبادر لذهنك أن الاتحاد من يقف خلف هذا الإنجاز، بطبيعة الحال، ووفق المنطق والفرضية. لا لا يا عزيزي، من يصنع المنتخبات هي الأندية، ومن يحدد مستويات الأندية الفنية هي الدوريات الناجحة التي تقدم منتجا عالي الجودة، وجميعها عناصر يفتقدها اتحاد الكرة مع هذا المنتخب باستثناء الحافلة المذكورة، ومكافأة الألف دولار العيسية، بدءًا من التغطية الباهتة للدائرة الإعلامية المهاجرة للاتحاد، لذا، فعليا، من صنع هذا الفريق في المقام الأول اجتهاد مدرب ورغبة لاعبين، وتكافؤ الفرص بين منتخبات الفئات السنيّة ولا علاقة لما سبق بعمل مؤسسي ممنهج أو خطط وأهداف واضحة المعالم لاتحاد الكرة، والسبب الآخر حراكا رياضيا يناصبه الاتحاد العداء ويحاربه، فقد أتخذ قرارات تعسفية بحق أندية عدن (وحدة عدن الذي قدم لهم المهاجمين الهدافين بمركز تسعة ونص البرواني، والخضر، والتلال قدم عادل عباس بمركز 10 الممون والرابط للخطوط) هؤلاء نتاج حراك رياضي عدني أدارته دائرة الشباب والرياضة بالانتقالي الجنوبي بقيادة الكابتن مؤمن السقاف ورفاقه بكل اقتدار ليُكافَأ مؤمن بقرار يمنعه من دخول الملاعب! وأخرى قدمت للمنتخبات لاعبين من نوعية ممتازة وهي: الدوريات التنشيطية بصنعاء، كشعب صنعاء، قدم ردمان، والطريقي، فضلا عن نجوم اليرموك، والسد المنيع وضاح ردفان، ولا أنسى الدقين، محمد خالد، الشبعان وحتى من يجلسون على البنش كلهم نجوم، ارجع للتشكيلة، وستجد هذه الدوريات تترجم توليفة هذا المنتخب المتجانس بفلسفة مورينو اليمن قيس صالح. نعم هذه بعض الأسباب وليست جميعها، لأن كرة القدم منظومة تكمل بعضها، ففي وجود جهاز فني بقيادة المدرب الوطني قيس محمد صالح ومساعده الحالي ومساعده السابق في الاختيارات المناسبة المدرب علي النونو كذلك، ثم جيل قدم نفسه بكفاءة ولم يكن ينتظر أن يتفضّل عليه مسؤولو الرياضة اليمنية، اللذين جعل حملة المباخر ما يقدمون للمنتخبات من إكراميات فضائل وتكرما منهم على هؤلاء الأبطال، وفي كل مرة يظهرونهم أبطالا كرماء، وبالعودة لماضي تلك الشخصيات ستجدها نكرة! لولاء أن منحتها هذه المناصب والوجاهة المال والنفوذ الذي تنفقه اليوم على من تريد بالطرق التي تريدها. في الوقت الذي يمتنعون فيه عن تقديم الدعم اللازم للاستراتيجيات والعمل المقنن وفق اللوائح والأنظمة، التي تضمن حقوق الفرق واللاعبين ورفعة الأوطان دونما حاجة لإكراميات المسؤول، وللأسف بعض البسطاء يفكرون أن ذلك محض صدفة! لا يعلمون أن تلك سياسة لإبقاء الفرق تتسول الإكراميات وتظل في حاجة ذاك الكريم ذي الأيادي البيضاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى