ناشئين اليمن حالة نادرة

> بدر بالعبيد

>
بدر بالعبيد
بدر بالعبيد
تلعب مباريات خروج المغلوب على تفاصيل دقيقة، والنهائيات تكسب لا تلعب، هكذا علمتنا الساحرة المستديرة. منتخب اليمن للناشئين كسر القاعدة وجمع بين الاثنتين لعب على التفاصيل، وكسب بنفس الوقت، لم تقدم له ميزانيات محترمة، ولم يهيأ له معسكر خارجي، ولم يحظى كغيره ممن لعب أمامهم بمباريات ودية من العيار الثقيل للوقوف على الجاهزية لخوض استحقاق قارّي، كل ما قدم له اتحاد اللعبة معسكر داخلي، وحافلة نقل للسعودية برا، ولو فيه قدرة على السير على الأقدام لأقترحها اتحاد العيسي لما للمشي من فوائد صحية وبدنية للاعبين.

الحسنة الوحيدة للاتحاد اختيار جهاز فني بقيادة قيس محمد صالح، وإن كان الاتفاق مع المدرب، والله أعلم، من خلال مكالمة هاتفية، لا عقود ولاهم يحزنون، وكذلك الجهاز الإداري والطبي، استغل الجهاز الفني وجود الدوري اليمني "الدورة المجمعة" في سيئون ولعب مباريات ودية بحدود 13 مباراة، لعب أمام جل الفرق، منها بطل الدوري فحمان. الجدير أن المنتخب الصغير كسب الجميع. ثم انتقل لمدينة الإبداع والإنجاز العاصمة عدن، ليجد المنشآت الفريدة والمرافق المهيأة لهذه الاستعدادات، وأكمل معسكره هناك.

بدأ المنتخب اليمني الناشئ أولى مبارياته أمام ناشئ الأردن، وكسبهم بثلاثية لهدف، وكانت الدفعة الكبيرة نفسيا وبدنيا ومعنويا، ثم البحرين بخماسية عززت من الثقة لدى اللاعبين والأجهزة، ليصلوا لنصف النهائي، ثم كسبوا المنتخب السوري ليصلوا للنهائي، وهم في قمة عطاءهم، ثم خاضوا النهائي أمام المنتخب السعودي ليحققوا اللقب بكل استحقاق.

فنيا: الجهاز الفني بقيادة السيد قيس صالح، تحدث قبل بدء الاستحقاق بحديث ينم عن ثقة، وإن كان سلاحا ذو حدين، لكنه انعكس على نفسية اللاعبين، مما عزز ثقافة الثقة بالنفس وبالإمكانات، حين قال: "أتينا للمنافسة وتحقيق اللقب لا المشاركة" جملة لم تسمع بها اليمن من قبل.

استقر الجهاز الفني على تشكيلة ورسم 4/3/3 وفي الملعب تشاهدهم برسم أحياناً 4/4/2 مع عدم وجود رأس حربة، لعب بمهاجمين: البرواني والخضر، خلفهم المايسترو عادل عباس. هذا الاستقرار خلق تجانسا وتناغما كبيرا ثماره كانت 11 هدفا توجته كأقوى خط هجوم خلال البطولة، ثم إن هناك حارس وقلوب دفاع مواهب ونجوم واعدة: الدقين والحصيني، أمامهم الصرابي والعولقي، وبالوسط ردمان والطريقي ومحمد خالد في الارتكاز، لم يستقبل خلال البطولة في شباكه سوى ثلاثة أهداف.

لعب السيد قيس بتشكيلة هجومية في كل مبارياته وكأنه يريد ترجمة تصريحه، مع عدم ترك مساحات خلفية إلا نادرا وتحولات دفاعية كذلك، لعب بأسلوب الضغط على حامل الكرة باستمرار وعملية الافتكاك كذلك تفوقوا فيها على معظم الفرق، كما تفوقوا بالثنائيات، تميزوا بتنوع اللعب لا يبنون من الخلف، ولكن بكرات طولية يستحوذون على العمق مع تفعيل الأطراف، خطورتهم كانت تكمن في الكرات الثابتة والعرضيات وبالفعل استغلوا معظمها بنسبة 90 % التحولات الهجومية رأينا هجوم يسجل وشاهدنا قلوب دفاع يسجلون كذلك، وفي كل مرة نجد اللياقة العالية هي عنصر المفاجأة والرهان الذي لا يخسر فتجدهم يسجلون في الوقت بدل الضائع في أكثر من مباراة.

بالمجمل تكتيك مدرب وازاه تكنيك لاعبين برغبة وروح وإصرار مخلوط بالأساس "الموهبة" توجهم أبطالا لغرب آسيا للناشئين 2021 تحت 16 عاما.
ختاما: الجندي المجهول الجهاز الإداري يستحق الإشادة لأن التعامل مع مثل هؤلاء اللاعبين بهذا السن يحتاج خبرة كبيرة. ولكن ماذا بعد!؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى