نفوذ القوة الناعمة في اليمن

> بدر بالعبيد

>
بدر بالعبيد
بدر بالعبيد
يقول الأسطورة دييجو مارادونا متحدثاً عن الاتحاد الدولي لكرة القدم حين طلبوا منه الانضمام له : (لم يعد فيفا يخدم اللعبة بقدر ما يخدم مصلحة المشرفين عليه).

* نجح مجلس إدارة اتحاد الكرة اليمني في خصخصة هذا الكيان وتحجيمه في شخوص، مارس سياسة المئفوية حتى وصل لمبتغاه "وصباعه في عين التخين" كما يقول الأحبة المصريون"، امتلك حق التصويت وحق القرار وله حق الفيتو وحق التبرير في سجله العامر بالإخفاقات والتخبطات، فلا لجان فاعلة ولا جمعيات عمومية قادرة على تغيير شيء ولا إعلام رياضي رسمي ينتقده، إلا فيما ندر وعلى استحياء .. لا قانون لا أعراف ولا قيم تردعه، كل هذه السطوة فرضت دون الحاجة لقانون الميثاق الأولمبي، لأن السبب وببساطة هو : أن رئيس اتحاد الكرة ارتقى بمكانته ووجاهته ليصبح الرجل الثاني في الرئاسة اليمنية، فقد جمع بين الوجاهة والمال، وأصبحت معظم قرارات الرئاسة اليمنية تمرر من خلاله إن لم يكن الطبّاخ الرئيس لها والله أعلم .. فمن ذا الذي سيقف في وجهه إذاً؟!!

* بشكل أو بآخر المجتمع الرياضي كغيره من المجتمعات الأخرى هو من ينتج النُخب الرديئة الفاسدة أحياناً، ويضعها في مقدمة المشهد باستثناء المجتمعات الواعية، ومن المستحيل أن تنتج لك مثل تلك النخب وإن حدث فهو الاستثناء الذي يثبت القاعدة ولا ينفيها.

* الجمعيات العمومية سواء بالأندية أو الكيانات الرياضية أو اللجنة الأولمبية الوطنية واتحاداتها الرياضية هي حائط الصد الأول لكل ما من شأنه المساس بالكيانات أو بمصالحها أو بمصالح الرياضة والرياضيين في أي بلد في العالم، هذا وفق الميثاق الأولمبي، وهي صاحبة كلمة الفصل .. ولكن عندما تتحول تلك الجمعيات العمومية إلى ملكيات خاصة كما هو حاصل في اليمن اليوم وتحديداً في الاتحاد اليمني العام لكرة القدم هنا يتحول دورها إلى صناعة وتلميع المالك، ستضحك لحديثه وإن ثقل دمه وستصفق لقراراته وإن كانت غبية، ستتغنّى بعدله رغم ظلمه، ولعبقريته رغم التخلف وستصرخ ببلاهة بالروح .. بالدم نفديك يا رئيس، وبالتالي سيصبح هذا المالك ورم سرطاني في جسد المنظومة، ولا حل معه سوى الاستئصال، والاستئصال يحتاج إلى فريق جراحين ماهر فريد عصره ووحيد زمانه.

* الخاتمة : القوة الناعمة وسيلة للنفوذ وللوصول لمن وجهته مختلفة عن الوجهة الرياضية، ورئيس اتحاد الكرة اليمني وجهته (سياسية) بامتياز بعد أن تجاوز الوجهة الاقتصادية بنجاح بطبيعة الحال، أما الجوقة إياها ممن يدورون في فلكه، فهم المستفيدون من بقائه على رأس الهرم لحمايتهم، ولأنهم في شراكة مفتوحة معه ويشكّلون في ظله طبقة مخملية تدافع عنه، لأنها تدافع عن نفسها وامتيازاتها في الواقع.

* ليست لنا أطماع ولا تربطنا علاقات مصالح بأحد .. هدفنا أن يستيقظ أعضاء الجمعيات العمومية ويردون على عنجهية اتحاد الكرة اليمني عملياً .. نطالب الجمعية العمومية أن تدافع عن مصالح كياناتها ورياضييها، فليس من المعقول أن يصرح العيسي وشيباني وباشنفر بنص مشترك بعد 16 عاماً من الفشل: "لا يوجد أفضل منّا" وهم أكثر من يعرف حال الكرة اليمنية قبل وأثناء وبعد الحرب.

* كن بخير عزيزي القارئ وإلى اللقاء الأسبوع القادم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى