مجموعة السلام العربي… اشتباك إيجابي مع القضايا العربية

> م. سمير الحباشنة

>
م. سمير الحباشنة
م. سمير الحباشنة
منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات وشخصيات فكرية أكاديمية /اقتصاديه/ وسياسية ينوف عددها عن الأربعين شخصية، لم تتوقف عن الاشتباك الإيجابي مع القضايا العربية، وبالذات في الأقطار التي ابتليت بحروب وانقسامات، وما ترتب عليها من قتل لمئات الألوف من أبناء جلدتنا الأبرياء، وبالذات في سوريا واليمن وليبيا، وذلك الانقسام الفلسطيني المقيت الذي يعتبر من أسوأ المحطات في تاريخ القضية الفلسطينية. حيث أدى فيما أدى إلى تقسيم للجغرافيا وللمؤسسة الفلسطينية السياسية، وأدى إلى أضعاف القضية على الصعيدين العربي والدولي، ناهيك عن آثارها السيئة على المستوى الوطني الفلسطيني.

***
هذه المجموعة اشتبكت مع القضايا العربية، اشتباكًا يسعى إلى وضع كتف لمساندة الجهود الدولية والعربية والإقليمية نحو إحلال السلام، وإعادة الأمن المفقود لهذه الأقطار المبتلاة، والتي لا زالت تعيش في ظلال الحرب، وتعيش في ظلال القتل والتهجير والفاقة، ملايين في مخيمات تفتقد إلى الحياة الإنسانية بأدنى شروطها.
***
وكان لهذه المجموعة دورها الكبير في محاولة إحياء وتفعيل المبادرات العربية والإقليمية والدولية الخاصة بوقف الحرب في اليمن، حيث التواصل لم ينقطع بين المجموعة وبين أطراف المعادلة اليمنية. اتصلت بصنعاء، وبالشرعية، وبجماعه الجنوب، بل وبالكثير من الدول ذات التأثير في الموضوع اليمني، وأصدرت أكثر من مبادرة، لقيت ترحيبًا من مئات الشخصيات اليمنية، التي لم تنحاز إلى هذا الطرف أو ذاك. مازالت المجموعة تعني بموضوع اليمن، وخصوصًا أنها تضم في ثناياها شخصيات يمنية وازنة ومهمة، وتمثل رأس حربة لهذه المجموعة في التعامل مع الموضوع اليمني، سعيًا لوقف الحرب والاحتكام إلى الحوار كسبيل وحيد ومجدي، لإعادة السلام والأمن للشعب اليمني والحفاظ على وحدة ترابه الوطني.
***
كذلك فإن المجموعة لم تألوا جهدًا نحو الموضوع الليبي، والاتصال بكافة أطراف المعادلة الوطنية هناك، الاتصال بالحكومة في طرابلس، وفي بنغازي، بل والتواصل مع الأحزاب وشيوخ القبائل، والشخصيات العامة، من أجل إنهاء الحرب وضمان أمن وسلامة ووحدة ليبيا أرضًا وشعبًا. علمًا بأن مجموعة السلام العربي تضم أيضًا شخصيات ليبية مؤثرة، وترى الوطن الليبي كوطن واحد، غير قابل للانقسام أو التشظي، وتسعى إلى وقف تلك الحرب وتأمين وحدة البلاد.
***
وأن، مجموعة السلام العربي، كانت قد بذلت جهدًا كبيرًا في موضوع الانقسام الفلسطيني، بالاتصال المباشر وعبر التطبيقات الإلكترونية وبالمكاتبة كذلك، مع الرئيس عباس ومع حماس ومع كل الفصائل الفلسطينية، لهذه الغاية السامية، الهدف الأهم المتمثل بإنهاء الانقسام.
والعجيب أن كل الأطراف الفلسطينية والفصائل تبدي استعدادها لإعادة اللحمة للجسم الفلسطيني في إطار م.ت.ف، إلا أننا على الأرض ومع الأسف، ما زلنا نشهد هذا الانقسام ونشهد الاتهامات المتبادلة، ونرى حكومتين وهميتين في كل من رام الله وغزة!!

ومع ذلك فإن محاولات المجموعة مستمرة بهذا الخصوص، وتأمل من الجميع الاستجابة العملية لمبادرة الرئيس الجزائري، علنًا نشهد وحدة سياسية وجغرافية فلسطينية.. طال انتظارها.
إن مبادرة الأخوة الجزائريين فرصة جديدة مأمولة، تضاف إلى جهود الأشقاء المصريين المستمرة بهذا الشأن، فتحقق للشعب الفلسطيني وحدته.. لأنه بها ومن خلالها يعود ألألق للقضية الفلسطينية، وتنتهي حالة الإحباط العام التي نعيش جميعًا في مناخاتها، وبالذات شعبنا الفلسطيني البطل الصابر والصامد.
***
واليوم فإن مجموعة السلام العربي هي على مشارف مرحلة جديده، ذلك أنها في الشهر القادم سوف تعقد اجتماعها الوجاهي الأول، بعد سلسلة من الاجتماعات عبر “الزووم” فرضتها الجائحة، تتحضر اليوم لعقد اجتماعها في الجامعة العربية، حيث رحب معالي أمين الجامعة العربية باستضافة هذا الاجتماع. وبالتالي أن تصبح هذه المجموعة ذات كينونة وذات شخصية اعتبارية، معنية بإصدار مبادرات محددة وآليات عملية لتحقيق طموحات العرب في طي تلك الملفات الساخنة، كما هي الحال في اليمن وسوريا وليبيا وموضوع الانقسام الفلسطيني.
***
وبعد / لا نقول بأن مجموعة السلام العربية وحدها يمكن أن تحقق إلا أنها تمثل جزءًا من الجهد الملقى على عاتق المجتمع المدني العربي، والمفكرين والسياسيين والمثقفين والأكاديميين العرب بأن ينزلوا من صفوف المتفرجين، وأن يحاولوا توظيف جهودهم في سبيل حل القضايا العربية العالقة، وإعادة الأمن والسلام إلى هذه الأقطار المكلومة، وبالتالي إعادة بعض من الأمل، في لقاء ووئام عربي طال انتظاره.

منسق عام مجموعة السلام العربي
"رأي اليوم"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى