هل تصبح مسقط مقر المفاوضات "اليمنية - اليمنية" المقبلة؟

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> تواصل سلطنة عُمان استثمار حيادها السياسي ودبلوماسيتها الخفية من أجل إنهاء الاقتتال الدائر بين الأطراف اليمنية منذ 7 سنوات، وهو ما بدا عليه من قبول الحوثيين لأراضيها مقرًا لأي مفاوضاتٍ مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
وبعد فشل الأمم المتحدة خلال الأعوام الثلاثة الماضية في جمع أطراف الصراع في اليمن، بعد تعنتٍ حوثي أمام كل المحاولات، عادت الجماعة التي تمولها إيران، لإعلان استعدادها لأي مفاوضات (يمنية- يمنية) تعقد في سلطنة عُمان.

ويعول المجتمع الدولي كثيرًا على مسقط لتوقيف نزيف الدم اليمني، من خلال اقتراح خطة سياسية تصالحية يتفق عليها جميع الأطراف.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تنجح سلطنة عُمان بأداء هذا الدور؟

بعد رفضٍ مستمر للحوثيين لأي اقتراحات لإنهاء الأزمة اليمنية قبل تنفيذ عدة شروطٍ وضعوها مسبقًا، خرجت الجماعة المتمردة بإعلان مقترحٍ لها حول عقد حوار مع الحكومة اليمنية في سلطنة عُمان، لحل الأزمة المستمرة منذ نحو 7 سنوات.
كان القيادي الحوثي البارز، محمد البخيتي، قال أمس الأول: "‏إن الحل السياسي في اليمن ممكن، إذا ما امتلكت أطراف الصراع الرغبة والقرار"، مضيفًا: "نحن نملك الرغبة والقرار لعقد حوار يمني - يمني، سواءً في اليمن أو أي دولة محايدة مثل عُمان".

وتابع: "الكرة كانت ولا تزال بيد الأطراف التي استدعت العدوان (تحالف دعم الشرعية)".
وحتى كتابة التقرير (31 يناير 2022- أمس) لم يصدر تعليق فوري من قبل الحكومة اليمنية التي سبق أن اتهمت الحوثيين مرارًا بعدم الرغبة في تحقيق السلام، كما لم يصدر تعليق من قبل سلطنة عُمان حول تصريحات القيادي الحوثي.

هذه الخطوة الحوثية جاءت مع تكثف تحركات دبلوماسية دولية وأممية لتحقيق تهدئة باليمن، في واقع صعد فيه الحوثيون من هجماتهم على دول بالتحالف العربي، وهو ما ردت عليه الأخيرة بإنهاء تهديدات الجماعة.
وأصبح لافتًا زيادة لقاءات يعقدها مسؤولون دوليون وإقليميون وأمميون، في محاولة لخفض منسوب الصراع باليمن، الذي يهدد الأمن الإقليمي ويفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

وعقد المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، الأسبوع الماضي، لقاءً في مسقط مع وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، وأيضًا مع جيمس كليفرلي وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يرجع الباحث اليمني، نجيب السماوي، طرح الحوثيين مقترحًا لإقامة المفاوضات اليمنية - اليمنية في عُمان إلى احتواء الأخيرة لقيادات من جماعة الحوثي ممن شاركوا في مفاوضات سابقة في جنيف والسويد.

ويقول لـ الخليج أونلاين "يبدو أن هناك اتفاقًا دوليًا على أن عُمان أصبحت الوسيط الفعلي لجمع المجتمع الدولي بالمتمردين الحوثيين، وكذا احتواء قياداتها بحيث تصبح أرضية للمتحاورين".
ويضيف: "لا أستبعد أن يكون تصريح القيادي الحوثي البخيتي عبارة عن جس نبض الحكومة اليمنية، خصوصًا أن الحوثيين لا يريدون أن يصدر شيء رسميًا منهم دون إرسال رسالة بأنهم الأقوى في أي مفاوضات".

وحول مدى تقبل عُمان لاستضافة مفاوضات بين الجانبين اليمنيين، يقول السماوي: "عُمان كان لها كثير من الأدوار مؤخرًا، كان أبرزها إنجاح صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين، ولذلك أعتقد أنها لن ترفض استضافة أي مفاوضات، بل على العكس سترحب بذلك الأمر وستوفر الأرضية المناسبة لها".
ويؤكد ضرورة أن يقبل الحوثيون الدخول في مفاوضات "دون شروط مسبقة، خصوصًا أن جميع المفاوضات السابقة اتسمت بالمراوغة من الحوثيين، لذلك يبقى على عُمان الضغط من أجل ذلك، خصوصًا أنها تستضيف قيادات الحوثي لديها".

محاولات سابقة
وسبق أن حاولت الأمم المتحدة عقد مفاوضات في مسقط خلال العام الماضي، خلال تولي المبعوث الأممي السابق مارتن جريفيثس مهمته، والتي لم يحقق فيها أي تقدم ملموس.

ولم يطرح الإعلان الجديد للحوثي أي شروط للمفاوضات، في الوقت الذي تشهد الحرب في اليمن مؤخرًا تصعيدًا عسكريًا متبادلًا، حيث كثفت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية ضرباتها الجوية ضد مواقع مليشيا الحوثيين في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم باليمن، ومنها العاصمة صنعاء، واستعادت القوات الحكومية محافظة شبوة ومناطق في مأرب من الحوثيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى