اشتعال الحرب باليمن ولا نهاية في الأفق.. والرياض تبحث عن صفقة مع طهران

> القاهرة/صنعاء «الأيام» د ب أ

> ​لأن الحرب في اليمن لا تزال مشتعلة بدون توقف، يتم تحديث الخسائر في الأرواح يوميًا، وغالبًا ما يتم ذلك وقت الظهيرة.
وتضم قائمة الخسائر الأخيرة، مقتل ثمانية مدنيين في هجوم صاروخي على مدرسة، وتدمير عدة جسور بالمتفجرات، ومقتل خمس نسوة من جراء عملية قصف، وتم تدمير برج لاسلكي في غارة جوية، وتم قتل طفلين بقنابل يدوية.

ويحصي مشروع رصد أثر الحرب على المدنيين عدد الضحايا المدنيين، للحرب الأهلية المستعرة في اليمن، وهنا نجد أن الموت والدمار أصبحا جزءًا من الحياة اليومية، ويتم إحصاء الخسائر بشكل موجز ومقتضب.
ويجتاح الصراع اليمن منذ سنوات، حيث يدور القتال على السهل الساحلي الضيق في البلدات والقرى، وفي مناطق الجبال الوعرة وعلى الهضاب الصحراوية.

وانهارت الدولة ومعها الاقتصاد إلى حد كبير، وأصبحت ملايين الأسر تعيش بالكاد اعتمادًا على الأغذية والأدوية والمساعدات التي تقدمها منظمات المعونة غير الحكومية.
وعلى الرغم من المجاعة اضطر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إلى تخفيض حصص المواد الغذائية للمحتاجين بسبب نقص التمويل.

وتم حتى الآن تسجيل أكثر من 145 ألف قتيل كضحايا للحرب، وفقًا لمشروع تحليل بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها، وهو منظمة غير ربحية مسجلة في الولايات المتحدة.
ويتضاعف إجمالي الوفيات في حالة إدراج تداعيات الصراع على السكان، وذلك وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

ولا يبدو من مسار الأحداث أنه من المرجَّح أن تنتهي العمليات القتالية قريبًا. بل إن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، يشنون هجمات على مأرب، وهي آخر مدينة في المنطقة الشمالية التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة اليمنية.
وهذه الهجمات قد تسفر عن سيطرة الحوثيين على الدولة اليمنية التي دمرتها الحرب.

ورد التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، ويسعى إلى صد هجمات الحوثيين بشن عمليات قصف مكثفة.
وأعلن التحالف في نهاية ديسمبر الماضي، أنه قتل 30 ألفًا من المقاتلين الحوثيين، في عام 2021 وحده.

ويتقدم المتمردون حاليًا صوب مأرب من ناحيتي الجنوب والغرب.
وقال هانز جروندبرج مبعوث الأمم المتحدة في اليمن، إن "التصعيد الذي حدث خلال الأسابيع الأخيرة هو من بين الأسوأ الذي شاهدناه في اليمن خلال السنوات الماضية، كما أن التهديدات لحياة المدنيين تتزايد".

وأضاف إن "الضربات الجوية ضد صنعاء أسفرت عن خسائر في أرواح المدنيين، ودمرت البنية التحتية المدنية والمناطق السكنية، كما أن الهجوم المستمر على مأرب والهجمات الصاروخية المتواصلة على هذه المحافظة، أسفرت أيضًا عن قتل المدنيين وتدمير الأهداف المدنية والنزوح الجماعي للسكان".

ومضى جروندبرج قائلًا إن عمليات القتال حول مأرب، تقوض أيضًا فرصة التوصل إلى حل سياسي للصراع.
وفي أوائل عام 2021 كان يعيش نحو 800 ألف نازح في المناطق المحيطة بمأرب.

ونزح 50 ألف يمني من أماكنهم مرة أخرى في سبتمبر الماضي.
وسعت السعودية في البداية عندما بدأت قصف اليمن عام 2015، إلى احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة.

وأصبح لدى الأمم المتحدة أدلة متزايدة على أن الحوثيين يتلقون كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد وأشياء أخرى من إيران.
وصار الحوثيون يشنون هجمات على السعودية الآن، عبر الحدود بشكل أسبوعي بالصواريخ الموجهة من طراز كروز، وبالطائرات المسيرة، في الوقت الذي بدأت الذخائر تنفد فيه لدى السعودية واللازمة للدفاع عن نفسها.

ودعت الرياض حلفاءها في الولايات المتحدة، ودول الخليج وأوروبا لتزويدها بالإمدادات، وذلك وفقًا لما ذكره المسؤولون الأمريكيون والسعوديون لصحيفة وول ستريت جورنال.
ويقول جويدو شتاينبرج الباحث بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، "التكاليف والمخاطر عالية بدون احتمالات تحقيق النصر".

وفي المنطقة الجنوبية والغربية من اليمن أعادت القوات السعودية والإماراتية الانتشار مؤخرًا.
وهذه الخطوة تعد إشارة مؤكدة على أن الدولتين، تريدان الانسحاب من الصراع، وفقًا لما يقوله جريجوري جونسين العضو السابق في لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة بشأن اليمن.

والآن مع توجه كل من السعودية والإمارات نحو إيران بانتهاج دبلوماسية حذرة، يبدو أن الأمر كما لو كان يمكن للرياض وأبوظبي التوصل إلى صفقة خاصة بهما حول اليمن مع طهران.
ولم تتمكن الأمم المتحدة والولايات المتحدة من التفاوض حول التوصل إلى صفقة سلام شاملة حتى الآن.

ومن ناحية أخرى يعاني اليمنيون من أجل البقاء على قيد الحياة.
وعلى سبيل المثال، كانت الصحفية اليمنية رشا عبد الله الحرازي تستقل السيارة مع زوجها، متوجهين إلى مستشفى بعدن في نوفمبر الماضي، لكي تضع مولودها.

ولكن انفجرت بهما عبوة ناسفة وهما في الطريق، فيما يبدو أنه محاولة اغتيال للزوج الذي يعمل صحفيًا أيضًا، وفارقت رشا الحياة على الفور بينما تعرض زوجها لإصابات بالغة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى