ذوي الاحتياجات الخاصة.. الفئة المنسية في واقع اليمن المر

> عدن «الأيام» عبدالقادر باراس:

>
جمعية الحياة تطالب الحكومة والمنظمات بالالتفات ودعم الأطفال المرضى
أثرت الحروب والأزمات في اليمن كثيرا على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وألقت عليهم واقعًا أكثر قساوة في ظل انهيار منظومة الدولة وحالها المزري، إذ أصبحوا في الغالب فئة منسية نتيجة غياب الجهات الرسمية التي ترعاهم وتقوم بدعمهم وحمايتهم.

وتكمن مشكلتهم في الظروف الحالية من عدم مشاركتهم في فعاليات الحياة الاجتماعية بسبب الطريقة التي ينظر بها مجتمعهم إليهم، وعدم وجود كوادر متخصصة بالمراكز الكبيرة وتجهيزات تقنية وطبية شاملة لرعايتهم وإبراز مواهبهم وتعليمهم بشكل حديث.


في ظل الظروف التي تمر بها البلاد صاروا يشكلون عبئا ماديا على الأسر المتعففة التي لا تتمكن من توفير هذه الرعاية وبقي الدور مقتصرا على بعض الجمعيات التي تقوم على رعايتهم وفق إمكانيات بسيطة ليتمكنوا من التعلم والحصول على رعاية تليق بهم.

وكما هو معروف أن لجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة دورا وأثرا بالغ الأهمية في مجال رعايتهم من الناحية النفسية، والطبية، والاجتماعية، وهذا ما تسعى إليه جمعية الحياة للتدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة في عدن.


وحول مهام الجمعية والدور الذي تلعبه في خدمة المجتمع والتحديات والصعوبات التي تواجهها، زارت "الأيام" مقرها بمديرية خورمكسر في العاصمة عدن، والتقت برئيسة الجمعية ابتهال محروق التي تعمل جاهدة لضمان السير الجيد لعمل الجمعية، كونها هي الجمعية الوحيدة في عدن التي تحتضن رعاية خمس إعاقات متعددة، وتضم الجمعية ستة أقسام منها قسم التدخل المبكر والبرامج الأولية، وقسم اضطراب التوحد، وقسم البرامج التعليمية، وقسم التعليم الأكاديمي، وقسم التهيئة التعليمية، وقسم المعالجات النطقية والتخاطب.

قالت محروق، إن "الجمعية تبذل قصارى جهودها وفق إمكانياتها المتاحة لها بتقديمها الخدمات الإنسانية تجاه شرائح متعددة لأطفال وطلاب لذوي الاحتياجات الخاصة وعددهم 189 من عمر سنتين حتى 22 سنة، منهم إعاقة ذهنية بسيطة، واضطراب التوحد، والاضطرابات النمائية، وصعوبات التعلم، وصعوبة النطق والتخاطب".


وعن الدور الذي تبذله الجمعية في تأهيل وتدريب الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لإدماجهم في الحياة العامة قالت: "هدفنا في الجمعية الوقاية من تخفيف مخاطر الإعاقة بقدر المستطاع ومن سن مبكر لتأهيلهم وتدريبهم من عمري سنتين حتى 12 إلى 18 سنة، ونعمل على تدريبهم وتحفيزهم لصقل مهاراتهم الأساسية بهدف إدماجهم في المجتمع والتكيف مع قدراتهم ليتأقلموا مع البيئية المحيطة بهم، وكذا تخفيف معاناتهم والصعوبات التي يعانونها من الاضطرابات الاجتماعية والنفسية والصحية والتعليمية والمشكلات المختلفة، أيضًا نقدم لهم الخدمات الاستشارية المتعددة منها الطبية والنفسية والتشخيصية، رغم أن جميعهم لا يتحصلون على رعاية صحية إلا أننا نحاول أن نقدم لهم خدمات ترتقي بمستوى قدراتهم". موضحة أن للجمعية منهجها التعليمي المتبع بنظام تعليم الأطفال لذوي الاحتياجات الخاصة بالقول:


"لدينا في الجمعية منهج خاص لتأهيلهم تم تصميمه بدقة عالية تتناسب مع قدراتهم، وأننا نعتمد على المنهج الحكومي ونظام البيكس ونظام البورتاج ونظام منتسوري ونظام اللوفاسظن وكذا التعليم في المؤسسة للأطفال والطلاب يأتي من برامج المهارات، وهناك المقاييس المقياس الهندي واختبار الذكاء المقياس الحسي مقياس هليب مقياس ابليز للذاتويين".

وأكدت رئيسة الجمعية، بوجود برامج توعية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على فترات بين الحين والآخر وتحضره الأسر والمهتمون لهذه البرامج، ويقيمون معارض لإبراز إبداعاتهم.

وعن التحديات التي تعانيها الجمعية والدعم التي تتلقاه من الجهات الحكومية ممثلة بصندوق المعاقين لدعم الجمعية، قالت، "لا يوجد دعم، ونعاني من تحديات وصعوبات من شحة الموارد المالية، ونقص الطاقم العامل، وصعوبات نقل المواصلات، وكذا صعوبات في تنفيذ الأنشطة.


وأضافت، "ميزانيتنا التشغيلية مقتصرة فقط خلال الثلاثة الأشهر بحوالي سبعمائة وثمانية وتسعين ألفاً وتسعمائة ريال يمني (798.900)، وفي الوقت نفسه لذينا 17 متعاقدا من المعلمات فقط.

ودعت محروق كافة الجهات الرسمية وأفراد المجتمع والمنظمات للوقوف إلى جانب هؤلاء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة باحتوائهم واهتمامهم وشددت على ضرورة النظر إلى هذه الفئة بشكل مستمر وتشجيع مواهبهم وتطويرها من خلال توفير الإمكانيات اللازمة التي يحتاجونها، وعلى كل المهتمين بحقوق هؤلاء الأخذ بعين الاعتبار تحسين واقعهم باعتبارهم جزءًا من أفراد هذا المجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى