(إلى أين يذهب العرب؟) كتاب يمثل رؤية 30 مفكّراً عربيّاً

> عرض/ مصطفى العبد الله الكفري*

>
إلى أين يذهب العرب؟ "عنوان كتاب صدر عن مؤسّسة الفكر العربي في بيروت يمثل العدد الخاص من سلسلة كتب "معارف" التي تصدرها المؤسّسة شهرياً، يتضمن الكتاب رؤية ثلاثين مفكّراً عربيّاً من مختلف الانتماءات الفكريّة والسياسيّة والأيديولوجية، لمعرفة آرائهم حول مستقبل الوطن العربي والفجوة المعرفية العربيّة، وإمكانية قيام مشروع عربي بديل، عن المشروعات الإقليمية أو الدولية غير العربية، كما يناقش الكتاب المخاوف والاضطرابات التي يثيرها التنوّع الديني والطائفي والعرقي والنظرة/ الحلّ إلى مثل هذه القضية.

جاء الكتاب في 491 صفحة من القطع الكبير بعنوان "إلى أين يذهب العرب.. رؤية ثلاثين مفكراً في مستقبل الثورات العربية". كتب سليمان عبد المنعم الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي المقدمة وتضمنت خلاصة لما اشتمل عليه الكتاب وتحت عنوان "هذا الكتاب المشروع". قال: (هذا كتاب في "المبنى" ومشروع معرفي في "المعنى" ومحاولة لقراءة المستقبل العربي في "المغزى". هو إذن أكثر من مجرد كتاب. هو أقرب إلى شهادة معرفية تضم رؤية ثلاثين مفكراً عربيًا بارزاً حول أسئلة التحول العربي. نحن إذن أمام شهادة عن الحاضر والمستقبل أيضاً، وفي هذه الشهادة شئنا أم أبينا استحضار للماضي أيضاً).

وأضاف سليمان عبد المنعم: أفرز الحاضر العربي أزمة الثقة التي تعيشها الذات العربية. وقد تجلت هذه الأزمة في السنوات الأخيرة بفعل عاملين:
العامل الأول - الحالة العراقية انطلاقا من الغزو الأجنبي فالاحتلال، فالصراع الداخلي الذي كاد يصل إلى حد الحرب الأهلية. "لكن الملاحظ ان الحالة العراقية وما تزامن معها من أحداث عنف في دول عربية أخرى لم تكن الا أعراضاً ظاهرة لازمة من الشك تساور العرب منذ بدأ الحديث عن مشروع الشرق الأوسط الجديد. وهو مشروع فيه الكثير عن نشر الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان لكنه مبطن بنوايا وإشارات لا تخطئها العين بشأن الجغرافيا السياسية العربية وأوضاع الأقليات داخل هذه الجغرافيا. "وقد بدت المفارقة ان الأقطار العربية التي تاقت يوما إلى الوحدة والتكامل أصبحت قلقة على حدودها الداخلية وسيادتها القطرية لتنخفض بذلك سقوف الأحلام والتطلعات القومية بقدر ما تزداد المخاوف والهواجس القطرية."

العامل الثاني - "أزمة الثقة التي تعاني منها الذات العربية فيبدو متمثلاً في حركة العولمة الهادرة وهي تقذف كل صباح بتجلياتها وأدواتها العابرة للحدود. وكان التدفق الفوري والحر للمعلومات سواءً على شبكة الانترنت أم من خلال الفضائيات ووسائل النشر التقليدية مناسبة لان يتعرف العرب على الهوة الحضارية الواسعة التي تفصلهم عن الغرب وعن بعض القوى الاسيوية التي فرضت وجودها على الساحة العالمية."

جمع الكتاب بين منهجي الاستبيان والتأصيل لعشرة اسئلة موجهة إلى ثلاثين مفكراً وخبيراً عربياً حول أهم القضايا والتحديات السياسية والثقافية والاجتماعية والمعرفية التي تجتاح الدول العربية والتي بلغت ذروتها باندلاع احداث ما يسمى بالربيع العربي.
المفكرون العرب المشاركون في تأليف الكتاب والإجابة على سؤال: إلى أين يذهب العرب؟ هم:

(ابتسام الكتبي وصلاح فضل وفهمي جدعان وأحمد إبراهيم الفقيه وطارق متري وليلى شرف وجمال خاشقجي وعبدالإله بلقزيز ومحمد الرميحي وجهاد الخازن وعبدالحسين شعبان ومحيي الدين عميور وحسن حنفي وعبدالسلام المسدي ومراد وهبة وحيدر إبراهيم وعلي أومليل ومصطفى الفقي ورضوان السيد وعلي حرب ومعن بشور وسليمان العسكري وعلي فخرو وميشال كيلو والسيد ياسين وعمر كوش وهاني فحص وصالح المانع وفالح عبدالجبار وهشام نشابة).

من المفيد التعرف إلى مناطق الاتفاق والاختلاف في المرجعيات الفكرية ورؤى هؤلاء الثلاثين مفكراً عربياً المعبرة عن كل ألوان الطيف السياسي والثقافي العربي، فهي تعكس التيارات الليبرالية واليسارية والإسلامية والعروبية، وهي التيارات السائدة اليوم في الوطن العربي إلى حد بعيد. إن رؤى هؤلاء الثلاثين مجتمعة " تقدم لنا تفسيراً تكاملياً لقضايا الراهن العربي وتحولاته.
كتاب:
(الى اين يذهب العرب.. رؤية 30 مفكراً في مستقبل الثورات العربية).
تحرير: سليمان عبد المنعم
الناشر: مؤسسة الفكر العربي
عدد الصفحات: 491 صفحة
*أستاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى