إطار سياسي أممي لإجبار طرفا الحرب للخضوع للسلام

> المحامي يحيى غالب الشعيبي

> جاءت إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن السيد هانس جروندبرج الأخيرة بتاريخ 16 فبراير الجاري مختلفة عن الإحاطات السابقة منذ فترة جمال بن عمر حتى مارتن جريفثس، وتؤشر إلى فرض المبعوث الأممي إطار عملية سياسية ووقف إطلاق النار بقرار عبر مجلس الأمن الدولي ونوجز التحليل بما يلي:

1 - قال المبعوث الأممي في إحاطته لمجلس الأمن الدولي إن نداءاته بوقف الحرب التي طرحها للأطراف في مسقط والرياض لم تتم الاستجابة لها ولم يستجيبوا لنداءات مجلس الأمن.

2 - وقال إن عنصر الثقة مفقود بين طرفي الحرب ولن يقدموا أي تنازلات لبعضهم وليس لديهم قناعة بإيقاف الحرب.

3 - وقال في إحاطته إنه يقوم بتحديث وعمل إطار سياسي لعملية سياسية شاملة بإشراف الأمم المتحدة ودعم مجلس الأمن الدولي.

وسيلتقي بكل الأطراف خلال أسبوعين.

الاستنتاج
أولا - إن المبعوث الأممي ومجلس الأمن وصلوا إلى قناعة بعدم جدوى المشاورات والمفاوضات مع طرفي الحرب ولا بد من وسيلة لإجبارهم للخضوع لوقف الحرب.

والاحتمال الثاني أن مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني الجارية في جنيف اقتربت من نهايتها بتوافقات من ضمنها اقتناع إيران بوقف حرب اليمن بعد أن حققت نتائج إيجابية بمفاوضات جنيف واستخدمت الحوثيين كأدوات ضغط تقلق دول التحالف وتزعج حلفاء التحالف أمريكا ودول كبرى. واحتمال أن إيران تريد الحفاظ على الحوثي وتجنيبه مخاطر عقوبات دولية ومخاطر تصنيفه منظمة ارهابية وتريد الحفاظ عليه كطرف سياسي وليس انقلابي متمرد أو منظمة إرهابية وتقطع طريق المساعي الدولية والعربية والإقليمية الجارية لتصنيف الحوثي منظمة إرهابية.

وحيث إن الشرعية ودول التحالف تطالب دائمًا بوقف الحرب وتطالب الحوثيين بالدخول بعملية سلام وهذه المطالب تواجه برفض وتعنت الحوثي بإيعاز إيراني، فاحتمال أن إيران ترى ضرورة وقف الحرب لما ذكرناه أعلاه.

والاحتمال الثالث ورقة ضغط وفزاعة فقط وأن مجلس الأمن منح المبعوث الأممي ضوءًا أخضر من خلال إحاطته الأخيرة للتلويح بفرض أطار للعملية السياسية بدعم من مجلس الأمن ينهي الحرب كفزاعة فقط تجبر طرفي الحرب للإنصات للمبادرات الأممية للسلام.

ثانيا - قال المبعوث الأممي إنه سيعد إطار سياسي لعملية سياسية شاملة ويقدمه لمجلس الأمن لاعتماده بقرار ويفرضه مجلس الأمن لوضع حد للحرب بقرار.

ثالثا - هذه الإحاطة تختلف عن سابقاتها وعن ما قدمه المبعوثين السابقين من جمال بن عمر حتى مارتن جريفثس، حيث إن المبعوث الجديد سيفرض إطار سياسي جديد على الأطراف وقبول هذا الإطار أو رفضه ليس برغبة الأطراف السياسية وجاء بعكس الإطار السابق للمبعوث جريفثسس الذي كان عمل على تصميمه لتقتنع به أطراف الحرب برغبتها ولكنها قامت برفضه حينها وتعطيله.

رابعا - الموضوع الأهم بالنسبة لقضية الجنوب أن جهود المبعوث الجديد جاءت بعد اتفاق الرياض والانتقالي شريك بالحكومة وسيشارك بالمفاوضات وفق اتفاق الرياض. ووجه المبعوث الأممي دعوة للمجلس الانتقالي لحضور المشاورات التي سيجريها خلال أسابيع بعد إن كان الانتقالي مستبعدًا من المشاركة بالعملية السياسية السابقة وبعد الضغوطات التي تعرض لها المبعوث السابق جريفثس من الشرعية والحوثي لاستبعاد الانتقالي من المشاركة.

وهذه مرحلة مفصلية وحاسمة ومهمة لقضية الجنوب وموقعها في الاطار السياسي والعملية السياسية التي سيعدها المبعوث الأممي واحتمال يقرها مجلس الأمن بقرار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى