​إيران ترفض أي شروط حول دورها الإقليمي والسعودية تتمسك بالحوار

> «الأيام» العرب

> في ظل المكابرة الإيرانية وصمت الأميركيين بات من الواضح أن تبادر واشنطن إلى التوقيع على اتفاق لا يحقق مطالب حلفائها الإقليميين.
تستفيد إيران من صمت حاجة الولايات المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق نووي في أقرب وقت للمضي في فرض شروطها وإظهار أنها في موقع قوة وأنها هي التي تحدد شروط الاتفاق ومن بينها الفصل بين الاتفاق والحديث عن دورها الإقليمي مثلما تطالب بذلك دول الخليج.

يأتي هذا في وقت تقول فيه السعودية إنها متمسكة بجولة جديدة من الحوار مع إيران رغم أن الجولات الماضية لم تحقق أيّ اختراق في موقف يقول مراقبون إن الهدف منه منع انهيار مفاوضات تمثل بوابة تواصل مع إيران حتى وإن لم يتم التوصل إلى تفاهم محدود.

وقال وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان أمس الأول في مؤتمر ميونخ للأمن إن تحقيق الأمن والهدوء في الشرق الأوسط أمر ممكن بمشاركة دول المنطقة "ودون تدخل خارجي"، وهي رسالة واضحة على أن الاتفاق الذي قد يكون بات جاهزا ويجري التكتم عليه لن يتضمن موضوع الأمن الإقليمي ولا أيّ شروط تتعلق بسباق التسلح الإيراني.

ولا يستبعد مراقبون أن تبادر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التوقيع على اتفاق لا يحقق مطالب حلفائها الإقليميين، وخاصة ضبط عدوانية إيران ومنع أذرعها من تهديد دول الجوار واستهداف أمن الملاحة وحركة تصدير النفط، مشيرين إلى أن واشنطن لا تخفي أن استراتيجيتها لا تقوم على ردع إيران وأنها في مقابل ذلك قد تعقد اتفاقيات ثنائية مع حلفائها لتمكينهم من وسائل دفاعية متطورة كحد أدني وبهدف رفع العتب عن نفسها.

فيصل بن فرحان: ينبغي أن يكون اتفاق إيران النووي نقطة انطلاق لا نقطة انتهاء
وقال عبداللهيان إن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن يمكن أن تنجح "في أسرع وقت ممكن" إذا اتخذت الولايات المتحدة القرارات السياسية الضرورية.

وأضاف "أود أن أؤكد هنا على استعدادنا لإنجاز اتفاق جيد في أسرع وقت ممكن إذا اتخذ الطرف الآخر القرار السياسي المطلوب"، مشيرا إلى أن الغرب سيكون مسؤولا عن فشل المحادثات النووية الجارية في فيينا.

ومن الواضح أن إيران تريد من واشنطن أن تعلن عن الاتفاق وعن ضمانات نجاحه خاصة ما تعلق بإصدار موقف واضح بشأن رفع العقوبات بشكل سريع وتمكين إيران من تصدير النفط والاستفادة من عائداته.
وردا على سؤال عمّا إذا كانت طهران مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع واشنطن، أحجم الوزير عن استبعاد ذلك، وقال "نحتاج إلى رؤية خطوات ملموسة لحسن النية من جانب واشنطن مثل إلغاء تجميد الأصول الإيرانية في الخارج".

وفي ظل المكابرة الإيرانية وصمت الأميركيين بشأن خبايا الاتفاق، باتت السعودية على قناعة أن عليها أن تحاور الإيرانيين وبشكل مباشر وبعيدا عن أيّ وسطاء أو الرهان على حلفاء مثل واشنطن لا يفكّرون إلا في مصالحهم.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في تعليقه على سؤال بشأن فرضية الحوار "إذا شهدنا تطورا جوهريا في ملفات إقليمية مع إيران عندئذ يكون التقارب ممكنا"، وإن بلاده تتطلع إلى "جولة خامسة من المحادثات مع إيران على الرغم من عدم إحراز تقدم جوهري في الجولات السابقة".

وأضاف الوزير السعودي أنه "ينبغي أن يكون اتفاق إيران النووي نقطة انطلاق لا نقطة انتهاء"، في إشارة إلى أن الاتفاق النووي لن يطلق يد إيران لتفعل ما تشاء في المنطقة، وإنما هو بداية لحوارات تقود إلى لجم التوسع الإيراني.

وسبق أن أعلنت إيران رفضها مشاركة السعودية في أيّ مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، لكن الرياض تتمسك بأن يكون لها ولباقي دول مجلس التعاون الخليجي دور في هذا الحوار كونها هي الأكثر عرضة للخطر في حال حصول طهران على ترسانة نووية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى