تقرير عبري: التصعيد في أوكرانيا يشجع إيران على امتلاك السلاح النووي

> ربيع يحيى

> ​ينظر مراقبون إسرائيليون إلى ملف الغزو الروسي لأوكرانيا من زاوية تأثيره على برنامج إيران النووي.

وخلص المراقبون إلى أن التطورات الحالية تصب في مصلحة الإيرانيين، وتدفعهم لتشديد موقفهم بشأن ضرورة امتلاك القنبلة النووية، وفق تقرير موقع ”إسرائيل ديفينس“.

وعبر محللون إسرائيليون في وقت سابق عن مخاوفهم من التنازلات الأمريكية والغربية لصالح إيران خلال المفاوضات الدائرة في العاصمة النمساوية، فيينا.

وتسبب الغزو الروسي لجارتها أوكرانيا في تراجع ترتيب ملف المفاوضات مع إيران على جدول أعمال الدول الكبرى.

وقال تقرير نشره موقع ”إسرائيل ديفينس“ المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، السبت، إن ”الغزو الروسي لأوكرانيا، جاء على خلفية مطالب موسكو بتسوية عادلة لإجراءات الأمن في أوروبا“.

وأضاف: ”بزعم أن روسيا تحاول منذ 30 عاما التوصل إلى ترتيبات أمنية في أوروبا من شأنها ضمان سلامة الحدود الروسية، لكنها لم تحصل من الغرب في المقابل سوى على أكاذيب“.

الردع النووي 

وبحسب الموقع، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتسبب في تشجيع إيران على المضي نحو امتلاك القنبلة النووية، بشكل غير مباشر.

وأشار الموقع إلى أن حلف ”الناتو“ أرسل قوات تدخل سريع إلى دول في شرق أوروبا، لكنها لن تشارك في الحرب الدائرة في أوكرانيا“.

وذهب إلى أن ”عدم تدخل الناتو والولايات المتحدة الأمريكية في الحرب بشكل فعال، ينبع من حقيقة أن أوكرانيا ليست عضوة بالحلف، لذا لا يمكن تفعيل البند 5 من اتفاق الدفاع المشترك، وأن البند الشهير يخول كل أعضاء الحلف من دول أوروبا للقتال ضد الجيش الروسي“.

وأشار إلى أن عام 1994 شهد اعلان أوكرانيا تخليها عن ترسانتها النووية مقابل وعود غربية بضمان سلامتها وحماية أراضيها، وأن مراقبين حذروا وقتها من أن المبادرة التي نسبت للرئيس الأسبق بيل كلينتون كانت خاطئة.

وذكر أن معادلة الردع النووي الأوكراني كان من شأنها أن تسهم في منع روسيا من غزو البلاد.

من أجل البقاء

وأفاد الموقع بأن ”طهران التي تتابع هذه التطورات، سيكون عليها أن تقرر خلال الفترة المقبلة إذا ما كانت ستعود للاتفاق النووي مع الغرب، بما سيقيد أنشطتها النووية أما لا.

وخلص إلى أن الحرب في أوكرانيا وعدم احترام الاتفاقات من جانب موسكو بشأن تخلي كييف عن الترسانة النووية مقابل سلامة أراضيها، يعد درسا لإيران بأن القنبلة النووية ضرورية من أجل البقاء“.

وذهب ”إسرائيل ديفينس“، إلى أنه ”حتى ولو عادت طهران إلى الاتفاق النووي، فإنها ستفعل ما في وسعها من أجل امتلاك السلاح النووي، وأن أي فرضية أخرى، بالتحديد مع استخلاص دروس غزو أوكرانيا، ستعني أن الإيرانيين لا يمتلكون قدرا من العقلانية.

واعتبر أن حرب أوكرانيا على الأقل من هذه الزاوية ستعزز الادعاءات الإسرائيلية بشأن مواصلة إيران تطوير السلاح النووي.

مصالح اقتصادية

وفي أعقاب بدء الغزو الروسي، ذكر تقرير صادر عن ”مركز القدس للشؤون العامة والدولة“، أن هناك أسبابا منطقية تدفع إيران للارتياح بشأن هذا التطور.

وفسر التقرير ذلك بأن أزمة عالمية تضرب قطاع الطاقة ستعني تحسين مبيعات النفط الإيراني.

يعتقد النظام الإيراني، وفق التقرير، أن رفع العقوبات عن طهران، في ظل التقدم على صعيد المفاوضات النووية، من شأنه أن يعيدها كلاعب مهم في أسواق الطاقة العالمية، وفقا للموقع.

ولفت إلى أن الموقف الرسمي الإيراني الذي يطالب بضبط النفس والامتناع عن تصعيد الموقف، يتناقض مع الارتياح الذي يستشعره النظام الإيراني جراء الغزو الروسي.

ورصد التقرير، وسائل إعلام في إيران تبدي موقفا منحازا لموسكو، ودلل على ذلك بعدد من الاقتباسات.

وأشار إلى أن إيران ترى أن الفشل الأمريكي في التعاطي مع الأزمة يمنحها أفضلية خلال المفاوضات النووية، ويدفعها للتطلع لإدخال مليارات الدولارات لخزينتها، حال رفع العقوبات عن صادرات النفط وعن الأموال المجمدة.

ورأى أن هناك آراء إيرانية تؤكد أن النظام في طهران انتظر بفارغ الصبر تطور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ويصلي من أجل اندلاع أزمة مماثلة بين الصين وتايوان، على أمل استغلال الأزمتين لتحقيق مزايا اقتصادية لإيران“.

وذكر ”مركز القدس للشؤون العامة والدولة“، بالأزمة الإيرانية مع كييف على خلفية إسقاط طائرة مدنية أوكرانية ومقتل 176 مواطنا في يناير 2020، فيما شهدت العلاقات الروسية الإيرانية تقاربا في ظل المصالح المشتركة بمناح عدة، منها الساحة السورية، معتبرا أن كل ذلك يعني أن الغزو الروسي جاء متماشيا مع مصالح إيران.

إرم نيوز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى