عالم جديد

> شهد كوكبنا ثلاثة أحداث بارزة مؤخراً، ظهور فيروس كورونا كوباء عالمي، ونشوب حرائق الغابات كعلامة على الاحتباس الحراري، وحرب روسيا وأوكرانيا في عالم صراع الأضداد، ويضيف البعض حدثاً رابعاً تمثّل في صراع بايدن وترامب في مضمار الديمقراطية الأمريكية.

ما الذي ستؤول إليه مجريات أحداث كهذه على ظهر الكوكب؟

نحن في هذا البلد نشهد حرباً طاحنة منذ سبع سنوات ذاق الناس خلالها موجات نزوح غير مسبوقة، ذرفوا جراءها نهرا من الدموع على نهر من الدم، وما زلنا نتمنى لبلدنا السلام كما نتمناه للعالم.

وفي معترك الحدث الراهن بين روسيا والغرب يبدو من الأهمية بمكان اقتناص الديبلوماسية العربية لصالح الملف اليمني.

ففي حين انقسم المراقبون للشأن اليمني إزاء التوتر الروسي الغربي إلى فريقين بخصوص ارتداده على الأزمة اليمنية بين متفائل ومتشائم، صوّت مجلس الأمن الدولي على مقترح تقدمت به دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز حضر بيع الأسلحة للمتمردين الحوثيين في اليمن، وتصنيفهم جماعة إرهابية.

إن هذا البلد الطيب الذي دمرته الحرب لم يكن بوسعه منذ الانقلاب إلاّ أن يلوذ بالله ثم بجيرانه، وأثبتت أحداث السنين السبع أن اليمن والخليج وفي المقدمة السعودية والإمارات كانتا كالجسد الواحد، بينما بدأ الموقف الأمريكي إزاء الحرب يمضي لجهة طموح واشنطن بانتزاع اتفاق مع طهران بخصوص النووي في فيينا.

أي عالم جديد سنراه بعد أن تضع الحرب أوزارها بين روسيا وأوكرانيا، كون الحدث يمس العالم بأسره؟

هل سينبت السلام من جديد تحت هذا الركام الهائل من الدمار مع حلول فصل الربيع القادم، أم أن النار ستحرق كل الزهور وتذيب صخور الجليد وتحيل ضباب أوروبا إلى بارود؟

هل سيفك الحدث الأكبر هذا عقدة الحرب في اليمن ويخرج البلد إلى بر الأمان؟

من الضرورة التأكيد على أن الدبلوماسية التي نشطت في أروقة مجلس الأمن فاجتذبت موسكو للتصويت لصالح قرار حضر السلاح على جماعة الحوثي كانت دبلوماسية ناجزة.

لقد سبق هذا التصويت حركة واسعة من العمل السياسي الدؤوب، فأبو ظبي تحفظت على قرار بإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا إلى جانب الهند والصين، ورأت أن الحل في المفاوضات والعمل السياسي، ومثّل هذا الإجراء مهارة في الأداء الديبلوماسي لصالح التصويت على المقترح الإماراتي.

وبحسب جريدة العرب اللندنية، فإن مراقبين يشيرون إلى إمكانية استثمار الحرج الذي تعيشه واشنطن بسبب الاتهامات الموجهة إليها بخذلان حلفائها في أوكرانيا وأفغانستان في إجراء الإدارة الأمريكية مراجعات سريعة في سياساتها الخارجية خصوصاً تجاه حلفائها في الخليج مثل السعودية والإمارات الذين لم يخفوا شعورهم بخيبة الأمل جرّاء التعاطي الأمريكي مع التصعيد الحوثي الذي يرتبط بحسابات لطهران.

ماذا تفرز مجريات الأحداث بعد هذه الحرب في شرق أوروبا؟

هل تهيأت روسيا لهذا السيل من العقوبات؟ وهل ستخرج من حصار الغرب عليها سالمة بمعاونة الصين الصاعد؟

والى أن نلقى عالمنا الجديد في قادم الأيام، فلنصل من أجل السلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى