إعلام إسرائيلي: لقاءات "شرم الشيخ" رسالة احتجاج لواشنطن
>
ووصل بينيت وبن زايد إلى شرم الشيخ، الإثنين، وعقدا لقاءات ثنائية مع السيسي، ويُتوقع أن يعقد الزعماء الثلاثة، قمة ثلاثية، اليوم الثلاثاء، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ونَقلت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، لم
تسمه، قوله إن “اللقاء سيتناول المصالح الأمنية التي تتقاسمها الدول
الثلاث”.
وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي إيدان رول، لهيئة البث الإسرائيلية، اليوم
الثلاثاء: “نبني باستمرار علاقات مع الدول من حولنا؛ نحن في حوار مكثف مع
الأمريكيين للتأثير على الاتفاق النووي، إسرائيل مصممة على التأثير على
الاتفاق”.
ونقلت عن مصدر حكومي إسرائيلي، لم تسمه قوله إنه “تم التخطيط للقمة الثلاثية سراً في الأيام القليلة الماضية”.
وأضافت: “إسرائيل معنية أيضا بمساعدة مصر في إيجاد مصادر بديلة للقمح، في ظل احتدام الصراع الروسي الأوكراني”.
وقالت: “تم تنسيق هذه اللقاءات مسبقا، مع التقييم في إسرائيل بأن توقيع
الاتفاق النووي هو قرار تم اتخاذه بالفعل، ويعتمد الآن على الإيرانيين فقط؛
إنه يتعلق بتعزيز جبهة إسرائيل والإمارات ضد إيران، وأيضاً رسالة إلى
الإدارة الأمريكية، مع انتقاد كل من الخليج وإسرائيل لإدارة بايدن”.
وقالت: “واشنطن غاضبة من زيارة بشار الأسد للإمارات (يوم الجمعة الماضي)،
ووصفتها بأنها استفزازية، إذ يقاطع الأمريكيون الرئيس السوري؛ من ناحية
أخرى فإن الإمارات غاضبة لأنها تشعر أن هناك نقصا في الدعم الأمريكي في
قضية هجمات المتمردين الحوثيين”.
وأشار إلى أن بينيت التقى، الإثنين، مع السيسي في لقاء هو الثاني الذي
يجمعهما على أرض مصرية، بعد لقائهما الأول، في شهر سبتمبر الماضي.
وتابع: “تعارض إسرائيل بشدة العودة المشتركة بين الولايات المتحدة وإيران
إلى اتفاقية 2015، (انسحب الرئيس السابق دونالد ترامب منها عام 2018)، لكنّ
القاهرة وأبو ظبي أكثر ودية لإحياء الصفقة”.
وتابع: “مع ذلك، قد يستخدم بينيت القمة لحشد دعم مصر والإمارات العربية
المتحدة، لحملته العامة ضد الخطط الأمريكية، المُبلغ عنها لشطب الحرس
الثوري الإيراني من قائمة الجماعات الإرهابية”.
وقالت: “من المتوقع أن تتناول القمة الإقليمية المصالح الأمنية المشتركة،
فبالنسبة لرئيس الوزراء بينيت، فإن القضية المهمة التي يطرحها على الاجتماع
الثلاثي هي القضية الإيرانية بشكل عام، والحرب الاقتصادية فيها بشكل خاص”.
وأطلقت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على اللقاء وصف “خطة محاصرة إيران”.
وقالت: “يحاول بينيت، الذي سيلتقي السيسي وبن زايد، توحيد القوى في المنطقة، ضد إيران؛ والهدف الآخر هو تخفيف حدة التوتر بين الإمارات والولايات المتحدة التي ترفض إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب وتفكر في إخراج الحرس الثوري الإيراني منها”.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ودول الخليج، وعلى رأسها الإمارات والسعودية
“تخشى من تداعيات إمكانية تجديد الاتفاق النووي مع إيران، ورفع العقوبات
الأمريكية عنها”.
وأضافت: “على صعيد اقتصادي آخر، ترغب إسرائيل في مساعدة مصر في إيجاد مصادر
بديلة للقمح، فحتى اندلاع الحرب في أوكرانيا، كانت البلاد تعتمد على القمح
من أوكرانيا وروسيا، كما تضررت من الارتفاع الحاد في أسعار القمح
العالمية”.
اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن لقاءات رئيس الحكومة نفتالي بينيت،
والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، في
مدينة شرم الشيخ، بمثابة رسالة احتجاج إلى واشنطن بشأن تقدم المحادثات
النووية مع طهران، واستعدادها لإزالة “الحرس الثوري الإيراني” من قائمة
المنظمات الإرهابية؛ وبحْث للتداعيات الاقتصادية للعملية العسكرية الروسية
في أوكرانيا.
ولم يصدر أي بيان رسمي عن مصر أو إسرائيل أو الإمارات، عن فحوى اللقاءات.
وأضافت: “تُعارض إسرائيل والإمارات المسعى الامريكي لشطب اسم الحرس الثوري الايراني، من قائمة الإرهاب لإرضاء إيران”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد ذكرت الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة
الأمريكية تدرس إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، مقابل تعهد
علني من إيران، بوقف التصعيد في المنطقة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “من بين المواضيع التي ستكون أيضا في صلب
محادثات القمة الثلاثية، التوتر القائم بين كل من الولايات المتحدة ومصر
والإمارات، في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا وارتفاع أسعار القمح،
واحتمال رفع كميات النفط التي تصدرها الإمارات، نظرا لارتفاع أسعاره الحاد
في الأسواق العالمية”.
ومن جهتها، فقد اعتبرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، الثلاثاء أن “القمة الثلاثية هي وليدة الغضب تجاه الرئيس الأمريكي جو بايدن”.
وقالت: “رسميا، كان الاجتماع مخططا لإعلان تجديد الرحلات الجوية بين شرم
الشيخ ومطار بن غوريون الدولي، لكن، وفقا لمسؤول إسرائيلي، كان السبب
الحقيقي للاجتماع هو غضب الأطراف الثلاثة من الولايات المتحدة بشأن تقدم
المحادثات النووية مع إيران واستعداد إدارة بايدن لإزالة الحرس الثوري
الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية”.
وبدورها، وصفت هيئة البث الإسرائيلية اللقاء بأنه “قمة مناهضة لإيران”.
ولكنّ هيئة البث الإسرائيلية ذاتها، نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية، لم
تسمها قولها: “تقوم إسرائيل بدور الوسيط بين الإمارات والولايات المتحدة،
لتهدئة التوترات بين الطرفين”.
وبدورها، قالت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، الثلاثاء، إن الإمارات
العربية المتحدة وإسرائيل، تُعارضان تحرك الولايات المتحدة نحو إزالة الحرس
الثوري الإسلامي الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
ولاحظ موقع (تايمز أوف إسرائيل)، الثلاثاء، أن اللقاء هو القمة الثلاثية الأولى، بمشاركة بينيت والسيسي وبن زايد.
وقال: “ستُمثل القمة الثلاثية أحدث التطورات في اتفاقات إبراهيم، التي شهدت
تطبيع إسرائيل للعلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب في اتفاقات تمت عام
2020 بوساطة إدارة ترامب”.
وأضاف (تايمز أوف إسرائيل): “سيكون الاتفاق النووي الإيراني بالتأكيد على
جدول أعمال شرم الشيخ، حيث تسعى إسرائيل إلى مزيد من التنسيق مع حلفائها
العرب بشأن هذه القضية”.
وأكمل موقع (تايمز أوف إسرائيل): “القاهرة وأبو ظبي، قلقتان بشأن دعم إيران
للوكلاء في جميع أنحاء المنطقة، لكنهما تريان أن إيران قادرة على السباق
نحو قنبلة، في غياب أي اتفاق”.
بدورها، فقد اعتبرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية القمة الثلاثية المرتقبة اليوم بأنها “حدث غير مسبوق”.
كما أشارت إلى أن اللقاء بين السيسي وبينيت يأتي بعد الإعلان، الأربعاء، عن
تسيير الخط الجوي بين تل أبيب وشرم الشيخ، بدءا من مطلع شهر أبريل المقبل.
وقالت: “يحاول بينيت، الذي سيلتقي السيسي وبن زايد، توحيد القوى في المنطقة، ضد إيران؛ والهدف الآخر هو تخفيف حدة التوتر بين الإمارات والولايات المتحدة التي ترفض إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب وتفكر في إخراج الحرس الثوري الإيراني منها”.
وقالت: “الاجتماع الذي يعقد في منتجع سياحي بشبه جزيرة سيناء، هو جزء من هندسة إسرائيلية كاملة لمحاصرة الإيرانيين”.
وأضافت: “هدف إسرائيلي آخر في القمة، هو تخفيف التوتر بين الولايات المتحدة
والإمارات، على خلفية الرفض الأمريكي لإعادة الحوثيين في اليمن، إلى قائمة
الإرهاب حتى بعد الهجمات ونيرانهم الصاروخية على الإمارات والسعودية؛
وازداد الغضب الإماراتي عندما علموا أن الأمريكيين يفكرون في نفس الوقت في
إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة”.
من جهتها، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الثلاثاء: “إسرائيل مهتمة
بإقناع الإمارات والسعودية، بزيادة إنتاجهما النفطي لتقليل اعتماد العالم
على النفط الروسي”.