اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن لقاءات رئيس الحكومة نفتالي بينيت،
والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، في
مدينة شرم الشيخ، بمثابة رسالة احتجاج إلى واشنطن بشأن تقدم المحادثات
النووية مع طهران، واستعدادها لإزالة “الحرس الثوري الإيراني” من قائمة
المنظمات الإرهابية؛ وبحْث للتداعيات الاقتصادية للعملية العسكرية الروسية
في أوكرانيا.
ولم يصدر أي بيان رسمي عن مصر أو إسرائيل أو الإمارات، عن فحوى اللقاءات.
وأضافت: “تُعارض إسرائيل والإمارات المسعى الامريكي لشطب اسم الحرس الثوري الايراني، من قائمة الإرهاب لإرضاء إيران”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد ذكرت الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة
الأمريكية تدرس إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، مقابل تعهد
علني من إيران، بوقف التصعيد في المنطقة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “من بين المواضيع التي ستكون أيضا في صلب
محادثات القمة الثلاثية، التوتر القائم بين كل من الولايات المتحدة ومصر
والإمارات، في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا وارتفاع أسعار القمح،
واحتمال رفع كميات النفط التي تصدرها الإمارات، نظرا لارتفاع أسعاره الحاد
في الأسواق العالمية”.
ومن جهتها، فقد اعتبرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، الثلاثاء أن “القمة الثلاثية هي وليدة الغضب تجاه الرئيس الأمريكي جو بايدن”.
وقالت: “رسميا، كان الاجتماع مخططا لإعلان تجديد الرحلات الجوية بين شرم
الشيخ ومطار بن غوريون الدولي، لكن، وفقا لمسؤول إسرائيلي، كان السبب
الحقيقي للاجتماع هو غضب الأطراف الثلاثة من الولايات المتحدة بشأن تقدم
المحادثات النووية مع إيران واستعداد إدارة بايدن لإزالة الحرس الثوري
الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية”.
وبدورها، وصفت هيئة البث الإسرائيلية اللقاء بأنه “قمة مناهضة لإيران”.
ولكنّ هيئة البث الإسرائيلية ذاتها، نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية، لم
تسمها قولها: “تقوم إسرائيل بدور الوسيط بين الإمارات والولايات المتحدة،
لتهدئة التوترات بين الطرفين”.
وبدورها، قالت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، الثلاثاء، إن الإمارات
العربية المتحدة وإسرائيل، تُعارضان تحرك الولايات المتحدة نحو إزالة الحرس
الثوري الإسلامي الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
ولاحظ موقع (تايمز أوف إسرائيل)، الثلاثاء، أن اللقاء هو القمة الثلاثية الأولى، بمشاركة بينيت والسيسي وبن زايد.
وقال: “ستُمثل القمة الثلاثية أحدث التطورات في اتفاقات إبراهيم، التي شهدت
تطبيع إسرائيل للعلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب في اتفاقات تمت عام
2020 بوساطة إدارة ترامب”.
وأضاف (تايمز أوف إسرائيل): “سيكون الاتفاق النووي الإيراني بالتأكيد على
جدول أعمال شرم الشيخ، حيث تسعى إسرائيل إلى مزيد من التنسيق مع حلفائها
العرب بشأن هذه القضية”.
وأكمل موقع (تايمز أوف إسرائيل): “القاهرة وأبو ظبي، قلقتان بشأن دعم إيران
للوكلاء في جميع أنحاء المنطقة، لكنهما تريان أن إيران قادرة على السباق
نحو قنبلة، في غياب أي اتفاق”.
بدورها، فقد اعتبرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية القمة الثلاثية المرتقبة اليوم بأنها “حدث غير مسبوق”.
كما أشارت إلى أن اللقاء بين السيسي وبينيت يأتي بعد الإعلان، الأربعاء، عن
تسيير الخط الجوي بين تل أبيب وشرم الشيخ، بدءا من مطلع شهر أبريل المقبل.
وقالت: “يحاول بينيت، الذي سيلتقي السيسي وبن زايد، توحيد القوى في المنطقة، ضد إيران؛ والهدف الآخر هو تخفيف حدة التوتر بين الإمارات والولايات المتحدة التي ترفض إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب وتفكر في إخراج الحرس الثوري الإيراني منها”.
وقالت: “الاجتماع الذي يعقد في منتجع سياحي بشبه جزيرة سيناء، هو جزء من هندسة إسرائيلية كاملة لمحاصرة الإيرانيين”.
وأضافت: “هدف إسرائيلي آخر في القمة، هو تخفيف التوتر بين الولايات المتحدة
والإمارات، على خلفية الرفض الأمريكي لإعادة الحوثيين في اليمن، إلى قائمة
الإرهاب حتى بعد الهجمات ونيرانهم الصاروخية على الإمارات والسعودية؛
وازداد الغضب الإماراتي عندما علموا أن الأمريكيين يفكرون في نفس الوقت في
إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة”.
من جهتها، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الثلاثاء: “إسرائيل مهتمة
بإقناع الإمارات والسعودية، بزيادة إنتاجهما النفطي لتقليل اعتماد العالم
على النفط الروسي”.