لسيادة الرئيس الزبيدي: إنك لن تستطيع أن تحيي الموتى

> ما أكثر اللقاءات التي جمعتك سيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، خلال اليومين الماضيين، بقيادات عسكرية وأمنية ومدنية، ومكونات حزبية وقبلية، وشخصيات مختلفة تنتمي إلى شمال اليمن.

فجميع هؤلاء الذين قابلتهم سيادة الرئيس، هم الباحثون عن الحياة بدون مقابل، بل هؤلاء هم الأحياء في أجسامهم، والموتى في أرواحهم، فهل تستطيع أن تنفخ فيهم الأرواح؟

لن يستطيع أحد من البشر أن يحيي الموتى ويعيد الروح لهم ثانية، إلا فيما كان من نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام، الذي أيده الله بهذه المعجزة، ولن تتكرر لأحد غيره على مدى تاريخ البشرية.

يا سيادة الرئيس عيدروس، بالمختصر المفيد: هؤلاء هم من تركوا كل شيء في وطنهم غنيمة للحوثي بدون قتال، وتشتتوا في مشارق الأرض ومغاربها، بحثًا عن الحياة في أذل صورها وأهونها، هؤلاء لم يمتلكوا حتى الآن الاستعداد للتضحية والاستشهاد في سبيل الدين والعزة والكرامة والحرية والأرض والعرض ونصرة الوطن.

لقد شاهدتَ سيادة الرئيس، كم تساقط من الشهداء الجنوبيين في آخر معركة لهم في شبوة أثناء التحرير الثاني لمديريات بيحان وعسيلان والعين، من جحافل الغزو الحوثي، وشاهدنا جميعًا مواكب التشييع تزف جثث الأبطال من الجنود والقادة الجنوبيين في كل ساعة إلى كل مدينة جنوبية بدون استثناء.

عد بنفسك سيادة الرئيس الزبيدي، إلى معركة تحرير الضالع والهجوم على المواقع العسكرية العفاشية المتمركزة في وسط المدينة وعلى مرتفعاتها وفكر كم شهيد سقط في تلك المعركة وفي ذلك اليوم فقط؟

هل تتوقع أن يتدافع أبناء الشمال نحو الموت، مثلما تدافع أبناء الجنوب؟ لا والله وألف لا.

سيتدافعون نحو الحياة، بكل تأكيد، سيتدافعون نحو الريال في مناطق السلام، بعيدًا عن الحروب والموت.

تدافع شبابنا لتحرير الساحل الغربي في تعز والحديدة، بينما تدافع شبابهم نحو البسطات والمحلات التجارية في عدن، وتركوا أرضهم وأهلهم تحت رحمة الحوثي يعبث بها كيف يشاء.

وكانت النتيجة عودة شبابنا من بلادهم جثثا إلى المقابر، بينما شبابهم يتسابقون على فتح المحلات التجارية في الجنوب، وتوريد العملات إلى الشمال، مقابل دفع مائة بالمائة جزية للحوثي، وتحسين وضعه الاقتصادي في مناطق سيطرته. تلك هي نتيجة الموازنة بين شباب الجنوب وشباب الشمال، حقاً إنها نتيجة ظالمة مثيرة للاشمئزاز والغبن والتأوه.

يا سيادة الرئيس، هؤلاء هم من أشاروا للإمام إلى قتل الشهيد الثلايا، الذي لم يكن له ذنب سوى أنه امتلك روحًا شجاعة تنشد الحرية والتغيير، وترفض العبودية الإمامية، فصوّتوا على إعدامه وبالإجماع، وهؤلاء هم من أعجزوا، بل وقهروا قائد العروبة جمال عبدالناصر، وهؤلاء هم من أغرقوا مادياً أغنى دول العالم(دول الخليج) في مستنقع أوهامهم الكاذبة عن تحرير وطنهم من سيطرة الحوثي، ولكن لك الله يا وطن لم يتحرر، وربما لن يتحرر.

هؤلاء كانوا يعدون عبدالناصر وكذا قيادات التحالف أشقاء وحلفاء وأصدقاء، فكيف بك الذي يعدونك عدوهم اللدود ويجاهرون بعدائك أمام الله وخلقة بدون خجل ولا حياء ولا تستر، ولو استطاعوا لقدموك فدية رخيصة لروح سيدهم عبدالملك، ومعك كل قيادات الجنوب دون استثناء.

الخلاصة: سيدي الرئيس عيدروس الزبيدي، لا تشغل نفسك في إحياء موتى الكرامة والضمير، ولا تجعلهم يشغلونك عن قضيتك الكبرى المتمثلة في استعادة دولة الجنوب، ولا تنسى أن الذي فوضك لقيادة قضيته هو شعب الجنوب وليس شعب الشمال، فالأنظار الجنوبية تحدق فيك وترتقب منك زفة النصر الكبير وإعلان استعادة الدولة المفقودة، ليس غير، فبارك الله لك في كل جهد تبذله لأجل الجنوب، وجنبك الله غرق وفشل ومهانة دول الخليج، وقهر ودموع وحسرات جمال عبدالناصر في الشمال، في حال أي خطوة قد تتخذها هناك، فلا يصلح العطار ما أفسد الدهرُ.

ربنا يحفظك للجنوب وأهله، أما الشمال فله أهله، فإن لم يكن له أهل، فله رب يحميه، وذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى