​من معارك المسلمين

> حرب 1973 في الجبهة السورية

كانت الخطة السورية تتضمن استعادة كافة مرتفعات الجولان في 30 ساعة بحسب ما قدرت القيادة لسورية أن إسرائيل ستحتاج إلى ضعف هذا الوقت لكي تعبئ احتياطاتها، وعلى أن ينجز ذلك مع نهاية يوم 7  أكتوبر وأن يكون نهر الأردن هو نقطة النهاية للهجوم حيث سيتم إعادة تنظيم القوات واتخاذ أوضاع دفاعية استعدادًا للهجمات الإسرائيلية المضادة.

في الساعة 14:00 من مساء يوم 6 أكتوبر شنت القوات الجوية العربية السورية غارات جوية على مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان، اندفعت بعدها الموجات الأولى من الدبابات السورية وناقلات الجنود المدرعة نحو خط آلون تحت ستر القصف المدفعي للمواقع والتحصينات الإسرائيلية، ويمتد خط آلون على طول الجبهة السورية نحو 70 كم.

وفي الساعة 15:00، عبرت الدبابات السورية وناقلات الجنود الخندق المضاد للدبابات، وبالرغم الخسائر في الدبابات إلى ان القوات السورية واصلت تقدمها في عمق الجولان مكبدة القوات الإسرائيلية المتراجعة خسائر كبيرة أمام التقدم السوري نحو بحيرة طبرية.

نفذت وحدات من القوات الخاصة السورية عملية عسكرية لاحتلال مرصد جبل الشيخ الذي تسيطر عليه إسرائيل، نجحت القوة السورية في احتلال المرصد وقتلت وأسرت  أفراد الجيش الإسرائيلي كافة في الموقع ، وكان الاشتباك أحيانا السلاح، وسيطرت على المرصد الإسرائيلي في جبل الشيخ بالرغم من قيام لواء الجولاني بمحاولة إنزال لاسترجاع المرصد إلا أن القوات السورية ألحقت به هزيمة وخسائر كبيرة.

وقد تمكنت القوات السورية من اختراق خط الدفاع الإسرائيلي إلى عمق نحو 20 كم داخل هضبة الجولان وهو العمق للمنطقة المحتلة حتى أصبحت الوحدات السورية على مشارف بحيرة طبرية.

وبحلول مساء اليوم الثاني للقتال (7 أكتوبر) كانت القيادة الإسرائيلية قد أستكملت تعبئة وحدات الاحتياطي وإرسالها إلى هضبة الجولان، وقد استطاعت هذه القوات المدعومة بسلاح الجو الإسرائيلي أن تصد الزحف السوري، كما اتخذت القيادة الإسرائيلية قرارًا بالتركيز على الجبهة السورية وإعطائها الأولوية كون الجبهة السورية، كانت تمثل الخطر الأكبر على إسرائيل.

واستمر الطيران الإسرائيلي في هجومه المركز على المدرعات والقوات السورية، في خلال الأيام الثلاثة الأولى من الحرب على الرغم من فداحة الخسائر التي تحملها الجيش الإسرائيلي نتيجة لقوة الدفاع الجوي السوري وإسقاط عدد كبير من الطائرات الإسرائيلية،  وقد أدى اشتراك سلاح الجو الإسرائيلي في القتال إلى تدمير عدد من المدرعات السورية، وهو ما ساعد القوات البرية الإسرائيلية على صد الهجوم السوري.

وابتداء من يوم اليوم الثالث للقتال شن الطيران الإسرائيلي هجماته في العمق السوري فتم قصف أهداف عسكرية ومدنية على السواء في دمشق، كما هوجمت محطة الكهرباء ومصفاة النفط في حمص، وخزانات النفط في طرطوس واللاذقية.

كما قررت القيادة الإسرائيلية شن هجوم مضاد في القطاع الجنوبي وتقدمت القوات الإسرائيلية في منطقة «العال» متجهة شمالًا وكذلك من جهة الوسط، واضطرت القوات السورية إلى الانسحاب يوم 10 أكتوبر خشية تعرضها لعملية التفاف.

بدأ الهجوم الإسرائيلي المضاد في يوم 11 أكتوبر، خلال الهجوم المضاد الإسرائيلي ما بين 11 إلى 14 أكتوبر استطاعت القوات الإسرائيلية إيقاف القوات السورية.

كثف سلاح الطيران السوري هجومه وأسقطت المضادات والصواريخ السورية أعدادًا كبيرة من الطائرات الإسرائيلية في أثناء الهجوم الإسرائيلي المضاد، في نفس الوقت وصل اللواء الآلي الثامن أولى طلائع الفرقة المدرعة الثالثة العراقية إلى سورية في 10 أكتوبر وتبع ذلك وصول اللواء المدرع 12 من نفس الفرقة في صبيحة يوم 11 أكتوبر واتخذ مقر قيادته في أنخل وضم اللواء 12 كتيبتي دبابات فيما تركت الكتيبة الثالثة للواء في العراق لعدم وجود الناقلات.

وقد باشرت القوات العراقية عملياتها بهجمات مضادة على القوات الإسرائيلية كما أرسلت السعودية في 14 أكتوبر جسرًا جويًا للواء مشاة يضم 2,000 جندي وشاركت مع القوات السورية وقيامها بهجمات مضادة، فقد ساعد ذلك على ثبات الجبهة وصمودها.

وبعد تجمد الموقف بدأت القوات السورية بإعادة التخطيط والتحضير لشن هجوم مضاد شامل على القوات الإسرائيلية، وكانت القيادة العسكرية السورية قد خططت للقيام بهذا الهجوم، والبدء به في أسرع وقت ممكن، لمنع العدو من تحصين وضعه الدفاعي، ولتخفيف الضغط على الجبهة المصرية، بعد نجاح اختراق القوات الإسرائيلية في ثغرة الدفرسوار وتراجع الجيش المصري.

وفي 20 أكتوبر وزعت القيادة العليا للجيش السوري المهام على القوات والوحدات القتالية السورية والأسلحة المختلفة وتم تحديد مهام القوات العربية المساندة وكان حجم القوات التي تقرر اشتراكها في الهجوم المضاد الشامل كافيًا للهجوم على القوات الإسرائيلية و متابعة الهجوم لتحرير هضبة الجولان،  غير أن صدور قرار مجلس الأمن رقم 338 في 22 أكتوبر بوقف إطلاق النار وقبول مصر له أصاب الجبهة السورية بمفاجأة فاضطرت إلى وقف تنفيذ خطة الهجوم المضاد برغم عدم قبول سوريا في البداية بوقف القتال واستمر القتال على الجبهة السورية.

واصلت القوات السورية عملياتها العسكرية في حرب مفتوحة هي ماعرفت بحرب الاستنزاف في الجولان بعد وقف إطلاق النار واستؤنفت الأعمال القتالية بشكل محدود في البداية ثم تطورت تلك الأعمال حتى اتخذت بدءًا من 13  مارس 1974، شكل «حرب استنزاف» استمرت ثمانين يومًا في محاولة لكسر الموقف الأمريكي ـ الإسرائيلي تجاه الوضع في الجولان، وفي 31 مايو 1974 توقفت الأعمال القتالية على الجبهة السورية وتم توقيع اتفاقية فصل القوات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى