​* وحدة تريم .. يا رب يا كريم..!

>
* إذا زرت تريم فحتماً ستحن لها وستشد الرحال إلى تلك المدينة ، التي رأيتها جغرافيا الزهاد الذين نذروا حياتهم للعلم و صناعة الفكر والوعي على أسس تناسب تماماً طبيعة الجغرافيا القاسية .. وإذا مكثت فيها ساعة أو ليلة حتماً ستعشق ثلاثاً ، وستصبح جزءاً من تركيبتك لأنها فعلاً تمثل نداء الطبيعة هناك.

* مساجد تريم التي ينطلق من مناراتها صوت الحق وتهاليل صوت السماء .. هذه الأولى .. أما الثانية التي عادها ، لما تكون على حد تعبير الهاشمي الذي قال : عندك خطأ ما قرأت البسملة ، فتتعلق بالبيوت والمباني الرملية الحجرية ، التي تشبه في هندستها عوالم علاء الدين ومصباحه السحري .. والثالثة : نادي وحدة تريم الرياضي ، النادي الذي برز من بين رمال الحارات و أزقتها وشوارعها ، وصار بالنسبة لأبناء تريم مجتمعاً رياضياً وثقافياً واجتماعياً.

* وبيت القصيد هنا نادي الوحدة في تريم ، وما يقوم به من دور رياضي توعوي في مدينة الزهاد ، حتى أصبح بالنسبة لهم مفازة المنذورين للعلم والرياضة والثقافة والحركة التي تسبق البركة.

* تحتار ويحتار دليلك ، وأنت تشاهد هذا التنوع الكمي في الألعاب ، التي يمارسها منتسبو هذا النادي بانتظام ، وتسأل :

كيف لناد مثل الوحدة ، يحافظ على الساعة البيولوجية لأنشطته المتنوعة ، رغم شحة الامكانيات المالية؟ .. وكيف يقدم كل موسم أبطالاً في مختلف الألعاب الفردية والجماعية في غياب البنية التحتية؟
* أغلب الأندية تختزل عملها وأنشطتها في كرة القدم ، ومع ذلك تحظى بدلال كبير ودعم مالي أكبر ، وهذا بالطبع لا ينطبق على وحدة تريم الذي يمارس أكثر من 14 لعبة رغم فقر المنشأة الرياضية ، ولسان حاله يخاطب بخلاء السلطة : يا رب يا كريم ، ولو نظرنا إلى دلالات الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل فالوضع الطبيعي أن يكون وحدة تريم (الأول) وادياً وساحلاً.

 * ولو تم وضع تقويم حقيقي للنشاط ، دون عواطف ومحسوبيات ، فسيأتي نادي وحدة تريم ، بين أفضل ثلاثة أندية في الوطن تنتصر لشعار (الأسرع والأعلى والأقوى) .. وما يفقع المرارة (مع العلم أنني ما عنديش مرارة ، أصلهم شالوا العدة) أن نادي وحدة تريم رغم مقوماته واستناده على قاعدة بشرية ضخمة إلا أنه بعيد عن عين الدعم وقلب الاهتمام.

* وإذا كانت (الأوليات) بالنسبة لهذا النادي (أولويات) تكشف عن حجم المناجم والمواهب التي يكتنزها عميد أندية الوادي ، ففي الواقع أنه رغم كل ما يطرحه للبلاد من عملات في مختلف الألعاب ، لم ينل حظه من الدعم ، سواء كان دعماً رسمياً، أو خاصاً .. وتسأل : كيف يكون رائداً في كرة الطاولة دون صالة؟ .. وكيف يخترق عداؤه الضاحية ، ويحطم أرقامها القياسية دون مضمار؟ .. كيف يكون الأول في كرة اليد وينقل يد الوطن إلى الصالات العربية دون ملعب حقيقي؟ .. وكيف يصرف على ألعابه ونشاطه من عرق جبينه دون دعم رسمي أو خاص؟
* نادي وحدة تريم غني بموارده البشرية والفكرية والثقافية ، لكنه فقير في المنشآت، ومترب في المشاريع الاستثمارية .. هل
يمتلك وحدة تريم مقومات النادي النموذجي الذي يمكن أن يكون نسخة طبق الأصل من هندسة مدينته الفاضلة؟ ، بالتأكيد نعم .. فهذا النادي الذي يقع في قلب جغرافية الزهاد يتمدد على مساحة كافية لتحريك ضمائر المسؤولين في السلطة المحلية ، وينام على رقعة كفيلة بجذب المستثمرين ، ويتموضع في بقعة استراتيجية ، يسيل لها لعاب السماسرة ، لكن تظل كل هذه الامتيازات مجرد صورة تعكس نظرة السلطة القاصرة لهوية وطبيعة هذا النادي.

* لن تجد بيئة رياضية نظيفة وصالحة للاستثمار وبناء المنشآت ، أفضل من وحدة تريم، ولن تجد أبطالاً يرفعون رأسك في المحافل الخارجية في معظم الألعاب ، أحسن من مواهب وحدة تريم ، ولن تجد فكراً متجدداً ، وعملاً متوثباً ، ونهجاً مستقيماً أجمل من محتوى نادي وحدة تريم.

* أتمنى على الجميع في وزارة الشباب والرياضة ، والسلطة المحلية ، والقطاع الخاص ، من تجار ورجال أعمال حضرموت تقديم يد العون لهذا النادي وسترون ما يسركم ..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى