أصحاب الفخامة ما الذي يجري؟

> (الحرب مجزرة بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض من أجل أناس يعرفون بعضهم البعض ولكن لا يقتلون بعضهم البعض) بول فاليري

لا يتراءى شيء سوي للمواطنين سوى الخوف والقلق والمجهول.

الدولة لا دولة والوعود كاذبة وأزمة في الضمائر ورهاب من القادم.

يستمر ذلك سواء كنا دولة برئيس أو دولة بعدة رؤوس.

فالوضع المعيشي والحياتي للمواطنين يزداد سقوطًا في هاوية البؤس والهلاك.

فما كان يجري من بلاء شديد ونحن برأس واحد يزداد سطوة ونحن بعدة رؤوس كريمة أيدها معظم الناس مدفوعين بأمل الخروج من المأساة، ولكن على ما يبدو لا فائدة في ذلك وأن الرؤوس تشابهت علينا كبقر بني إسرائيل.

لقد نمنا ليلة السبت الماضي لنصحو يوم الأحد وسعر دبة البترول 26 ألف ريال هكذا بغمضة عين دون أن ترف عين لمجلس رئاسة أو وزراء أو حتى مجلس إدارة البنك المركزي الذين تفاءلنا كثيرًا بدخول قلعة البنك الموبوءة خيرة كوادر هذه البلاد ممن كان يعول عليهم كثيرًا ولا داعي لسرد أسمائهم ليتذكرها المواطنون فلربما هم أنفسهم قد نسوا أسماء أنفسهم.

 ولكن الخطاب موجه بل العتب موجه أساسًا لمجلس القيادة الرئاسي، ماذا؟  وحتام ننتظر؟ وهل هناك رجل رشيد ننتظره فعلًا ليخرج على رؤوس الأشهاد ليقول للمواطنين:

- لقد اتفقنا نحن مجلس القيادة الرئاسي ومن هم دوننا مرتبة في المقام الوظيفي الأعلى أن نسلم رواتبنا بالعملات الأجنبية لخزينة البنك المركزي وعكس رواتبنا بالريال اليمني وفقًا لقانون الأجور الساري في البلد.

 وهل سيخرج رشيد ثان ليبشر المواطنين بأن (معاشيق) قد انتفض على محولات الكهرباء الكبرى فيه وأهداها إلى مؤسسة الكهرباء في عدن لتساهم في تقليل الانقطاعات على المواطنين ولو من باب إبراء الذمة وستر العورات بورق التوت.

لكل فرد في هذا المجلس الإنقاذي احترامه وتقديره وتاريخه، ولا يجوز أن تدوسوا على كل ذلك عندما تشاهدون شعبكم يتضور جوعًا ويقتله المرض والفاقة، وتزداد الأسعار بمتوالية هندسية دون استطاعة منكم لردع أركان دولة الظل التي تتحكم بمصير شعب وأمة وأنتم تنظرون.

صحيح أنه لن يمسكم شيء مما يمس شعبكم ببداهة ما تتحصلون عليه من أموال مذ بدء الحرب التي أغنت من أغنت من النخب الحاكمة والسياسية وغيرها وجعلت مأساة الشعب مجرد شعارات يتغنى الإعلام بها من القنوات المختلفة.

إن لم تفعلوا ولن تفعلوا فلا أقول لكم: ارحلوا.. لأن هذه الأرض هي غنيمتكم وهذه الحرب وسيلتكم.. بارك الله لكم، ولكني أقول لكم ابحثوا مع الأمم المتحدة عن معابر آمنة ليخرج هذا الشعب العظيم كما خرج أجداده في فجر التاريخ فلن تستوعبه أرض يقف فيها أمام قاتليه وجهًا لوجه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى