​المتسولون ..!

>
مشهد يقطع القلب
 * المنتخب الذي دغدغ العواطف وألهب المشاعر ، يتعرض للبهذلة في مطار علياء الدولي .. وصانع هذا المشهد بالتأكيد ليس النشامى ، لكنه من صنع (رئيس البعثة) الذي فرط في الحقوق الأخلاقية لأكبادنا التي تمشي على الأرض ، وتركهم لمصيرهم يهيمون هناك حيث لا شاهد سوى رب الوجود.

* تذكرون فوز منتخب الناشئين ببطولة غرب آسيا في الدمام .. وكيف تداعى السياسيون ، من نطيحة ومتردية ، وتسولوا بصغارنا بطريقة ليست مؤسفة فقط ، لكنها في الواقع مقززة تبعث على الاشمئزاز .. هذه المرة طابور طويل من فرقة حسب الله وهواة الرزق يحب الخفية ، انطلقوا في أثر المنتخب إلى (العقبة) الأردنية ، ظناً منهم أن تجربة الدمام ستتكرر مع قيس الولهان ، وبالطبع تفكيرهم كان في الفلوس وفي النفخ في مخلفات الشحاتة المهترئة.

* لكن قطار المنتخب تعطل في العقبة ، فترك لقبه خلف ظهره ، لسبب بسيط أن المتسلقين على أكتاف الصغار كانت نواياهم سيئة لا تراعي حقوق لاعبين صغار قلنا فيهم ، ما لم يقله العرب في الكوكا كولا والببسي كولا .. تكاثر السماسرة حول المنتخب وزينوا للصغار فنوناً جديدة في الشحت والتسول ، يعني بالمفتوح كان حبل المنتخب على غارب الانتهازيين ، بدليل أن الصغار لم يجدوا حماية لا من رئيس بعثة ، ولا من اتحاد المغتربين ، في شاليهات الخارج .. كلهم كانوا يتأهبون لتكرار جولات الشحت والتسول في دول الخليج ، فيما كان وزير الشباب والرياضة الأخ نائف البكري ، يبحث عن طريقة جديدة لعزف النشيد الوطني لأنه جرب طريقة عزف النشيد في الحمامات ، وعلى فوهة بركان السلتة والفحسة ، لكن أملهم في الاسترزاق هذه المرة خاب تماماً والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.

* و بما أن الصغار الذين لعبوا تحت ضغط السياسيين ، ومن تحالف معهم من مدبرين ومدمني (القطقطة) وهواة المبخرة فقد عجزوا عن هز الشباك في مباراتين ، وعندما طارت الطيور بأرزاقها ، تذكر الهداف (المتألق عبد الرحمن الخضر) بوصلة الوصول إلى الشباك العمانية أضعف ضعفاء المجموعة ، من دون أن يشفع هذا الفوز للصغار الذين عاملهم اتحاد الكرة على أنهم أكثر ضياعاً من الأيتام على موائد اللئام.

* المهم أن اتحاد عام الكرة ، الذي كان يفكر في موسم الشحت والتسول بإسم الصغار، اكتشف أن صناعة مشكلة في ظاهرها وباطنها العقاب أسهل من التسجيل في الشباك فتم إيكال المهمة لرئيس البعثة الذي (فحط) إلى القاهرة حيث يعيش البريزيدانت أحمد العيسي مانحاً الصغار فرصة رؤية النجوم في عز الظهر وتاركاً خلف ظهره أطفال لا عائل لهم ، ولا مدبر.

* هل ما حدث للناشئين من مرمطة وبهذلة وجعجعة في مطار علياء الدولي ، ناتج عن غلبة تفكير العجول ، على حنكة تدبير العقول؟ .. الإجابة بالقطع نعم .. لأن تجاربنا المريرة مع اتحاد العيسي مؤلمة ومرهقة وموجعة ومؤذية حتى لكباش العيد.

* مع هذا الاتحاد الذي يسقي الجماهير اليمنية المستبشرة سماً زعافاً ، يمكن أن تكون هذه المهزلة عادية ، فهذا الاتحاد لا يخجل من التمثيل بوطنه ، ولا يستحي من فضائحه ، ولا يخجل من تجاوزاته .. ومع اتحاد أهطل لا يُراعي الكفاءات الفنية ولا الكوادر الإدارية وينتهج سياسة الولاء والخضوع والخنوع طبيعي أن نرى هذه الفجوة في علاقته بالمنتخبات والجماهير اليمنية ، وطبيعي أن نرى ديماغوجية غبية ، تنتصر لأطماع الفاشلين ، وتصدر الأوجاع والفواجع إلى كل بيت مشجع غير ضال.

* لو كنت مكان أولياء أمور هؤلاء الصغار لمنعتهم من مصاحبة هذا المنتخب في المحافل القادمة، لأن نفسيات صغارنا ليست لعبة يتم المضاربة بها لأجل مواسم الفجور والشحت والتسول ، ولن أسمح لهم بالعودة لتمثيل المنتخب ، إلا إذا تم تسريح هذا الاتحاد، لأنه أثبت من خلال هذه الصور المؤلمة أنه غير جدير بالمسؤولية ولا يؤتمن على فلذات أكبادنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى