​خريج روسيا وقيادي بسلاح المهندسين تقاعد براتب لا يساوي «كيس دقيق»

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

>
  • متقاعدو 2001 من العسكريين.. بين مآسي الماضي وإهمال واقع اليوم
يتكبد المئات من الضباط العسكريين الذين أحالتهم صنعاء قبل عقدين للتقاعد تعسفا، مآسي سنوات من الظلم والقهر والجوع، وتتفاقم معاناة هؤلاء العسكريين يوما تلو الآخر وخاصة في ظل ارتفاع الأسعار جرّاء الفجوات المالية بين صنعاء وعدن وسط عجز الكثير منهم عن القيام بالأعمال التي من الممكن أن تعينهم على التأقلم مع ظروفهم المعيشية التي أفرزتها السياسة والحرب.

ويعلق الأغلبية من المتقاعدين اليوم آمالهم بواقع جديد يساعدهم على تجاوز ظروف المعيشة العصيبة التي خلفتها الحرب الدائرة منذ سبع سنوات ويزيد بين جماعة الحوثي المسنودة من إيران والشرعية المعترف بها دوليا والمسنودة من التحالف الذي تقوده السعودية.

العميد حسن أحمد عباد علي "سبعيني"، من مديرية تبن بلحج، نموذجا لواحد من العسكريين الذين وقعوا ضحية التهميش الذي مارسته صنعاء قبل عقدين وهو أحد منتسبي الجيش الجنوبي وأحد الكوادر العسكرية المتخصصة في الجانب الفني والهندسي وأحد مناضلي الثورة اليمنية.

يقول العميد حسن إنه كان ضمن الآلاف ممن تم إقصائهم من كوادر الجنوب العسكرية التي صدر بها قرار التقاعد القسري آنذاك من قبل نظام صنعاء في 2001م، مشيرا إلى أن راتب العسكري المتقاعد يقدر بـ 69 الف ريال ويضيف "بالكاد يوفر هذا الراتب كيس دقيق وقطمة رز هذه الأيام".


في حديثه مع "الأيام" يقول حسن إن خدمته في الجيش تمتد من السبعينيات حيث التحق بالكلية العسكرية ثم سافر إلى روسيا للدراسة هندسة ميكانيك في 76م مشيرا إلى أنه شغل الكثير من المناصب في السلك العسكري حيث كان نائب قائد سلاح المهندسين ومسؤول قيادة المشاريع وكبير المدربين في معسكر العند وآخر منصب شغله هو مدير إدارة الملحقيات العسكرية بوزارة الدفاع.

يتحدث العميد المتقاعد بغصة كبيرة ويحكي أن المئات من المتقاعدين يستلمون ما يقارب 30 ألف ريال فيما آخرين تمت تسوية أوضاعهم المالية ويستلمون مبالغ كبيرة.

وقدم حسن خدمة في القوات المسلحة طوال عقود من الزمن لينتهي به المطاف بالتقاعد بهذا المبلغ الذي لا يساوي شيئا مقابل ما قدمه وبذله في سبيل هذا الجيش ونقل معارفه وخبراته العملية للآخرين خلال مسيرته العسكرية الفنية.

وكان قد أصدر قرار في العام 2014 م من قبل الرئيس الأسبق عبدربه منصور هادي حمل رقم 11 بشأن إعادة الضباط من التقاعد والتسوية والاحالة للتقاعد في القوات المسلحة بناء على عرض لجنة معالجة قضايا الموظفين المبعدين عن وظائفهم في المجال المدني والأمني والعسكري بالمحافظات الجنوبية إلا أن العميد يقول إن القرار لم ينفذ، رغم تسليمنا الملفات للجان المختصة خلاف المتابعة المستمرة مع تلك الجهات.

ويتساءل العميد العسكري المتقاعد "هل ما قدمناه طوال مشوار حياتنا لا يستحق اهتمام أو معالجة أو النظر لنا وخاصة وأن الحرب ضاعفت معاناتنا وعقدت أوضاعنا المعيشية والاقتصادية".

وتهدد الأوضاع المعيشية الخانقة في البلاد والتي صنفتها الأمم المتحدة كأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب تقارير سابقة، حياة المئات من المتقاعدين العسكريين والمتقاعدين في بقية القطاعات وخاصة أن مؤشرات الوصول لتسوية سياسية يبدو بحاجة لوقت أطول في ظل تعنت صنعاء ونجاحها في سد طرق الحوار الدولي والأممي وقتل آمال اليمنيين، وفق مراقبون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى