بعد سقوط أبنائهم في الآبار.. مشروع يُنهي مأساة أهالي حبيل حنش بلحج

> حبيل حنش «الأيام» خاص :

> بعد مضي عدة سنوات من الانقطاع والإهمال والحرمان وسقوط ضحايا في الآبار من النساء والأطفال رافقتها الآلام والمعاناة في مركز حبيل حنش في مديرية المسيمير محافظة لحج تكفل رجل الخير اليافعي الشيخ سمير أحمد القطيبي مالك بنك القطيبي الإسلامي وشريكة القطيبي للصرافة بحفر بئر سطحية لمنطقة حبيل حنش لتكفي وتغطي حوالي 2000 نسمة من سكان المنطقة البالغ عددهم 5000 نسمة.


ويعتبر أول مشروع مياه يدخل المنطقة بعد تعثر وانقطاع وتهالك مشروعهم السابق قبل عشرين عاما حيث أتى المشروع ليكون حلا جزئيا لمشكلة المياه.

وبسبب إهمال المشروع السابق انقطعت المياه بالكامل عن المنطقة مما اضطر الكثير من الأهالي إلى النزوح لمناطق اخرى ليجدوا مبتغاهم.


وسيخفف هذا المشروع عن أهالي المنطقة أعباء الحياة ومتطلباتها وكذلك المبالغ الطائلة التي يدفعونها لأصحاب صهاريج المياه والتي كلفتهم ما لا يطيقون، بالإضافة إلى توصيل المياه لأكثر من ألفين نسمة من سكان حبيل حنش باعتبار هذه المنطقة من المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة.

وبدورها قامت "الأيام" بنقل أفراح الأهالي وانطباعاتهم حول هذا المشروع.



سنوات عجاف

البداية كانت مع الشيخ دحان العامري شيخ منطقة عريصمة الذي بدأ حديثه قائلا: "مشاعرنا لا توصف والفرحة كبيرة ونحن نرى بأم أعيننا بداية أعمال حفر أول بئر ومشروع مياه خيري يصل للمنطقة بعد سنوات عجاف مرت بها المنطقة جراء توقف المشروع التابع لها منذ عشرين عاما عن العمل وحرماننا من الماء وادركنا أننا هالكون لا محالة، لولا فضل الله وعنايته ثم موقف رجل الخير الشيخ سمير أحمد القطيبي الذي عمل لأجل انتشال المنطقة من جب المعاناة ووجّه بتوفير كل متطلبات المشروع واحتياجاته".

وأضاف العامري في تصريحه "حرمت هذه المنطقة منذ زمن من المياه وتوفرها وهو الأمر الذي جعلنا نعيش في تعب وشقاء ما جعل غالبية سكان المنطقة ينزحون إلى المدن المجاورة من أجل التخلص من أعباء شراء المياه بمبالغ خيالية وصل إلى 30000 ريال للألف لتر ولكن اليوم الحمد لله كانت عاقبة صبرنا أن عادت المشاريع الخيرية، مشاريع المياه للمنطقة"



مشروع الأجيال القادمة

أما الشيخ محمود أحمد ناجي الفتاحي عاقل قرية حجفار التابع لمركز حبيل حنش فقد كانت فرحته لا توصف وليس لها حدود حيث قال: "فرحتنا لا حدود لها بعد أن وصل أول مشروع مياه للمنطقة منذ عشرين عام، وهذا المشروع لا يخدمنا نحن فقط ولكن سيخدم بإذن الله الأجيال المتعاقبة إذا حافظنا عليه وساهمنا في تطويره والارتقاء به والوقوف إلى جانب القائمين به، ومن هناء أقول وداعا لسنوات الحرمان التي تجرعنا خلالها مرارة الحياة ومرحباً بحياة جديدة يتجدد معها النشاط والحيوية بوجود الماء بمشيئة الله".

أما الطفل إسحاق صالح الأقزعي رأيناه والفرحة بادية على وجهة وتعلو ملامحه فتحدث إلينا قائلا:"لا أجد كلمات تعبر عن ما في صدري من فرحة وسعادة بعد أن عادت مشاريع المياه التي ظننا أنها لن تعود أبداً".



الحلم الذي تحقق

من ناحيته قال الشيخ ياسين عبده محمد الفتاحي شيخ منطقة حبيل حنش: "عودة مشاريع المياه للمنطقة دليل كافٍ على صحوة الضمير وحب الخير والحرص على نفع المنطقة وأهلها من قبل القائمين على هذا المشروع.. فالمياه حلم يحلم بتحقيقه الجميع وغاية يتمنى الكل أن يصل إليها ويبلغها، أما الآن وبعد أن بدأت أعمال حفر بئر القطيبي في المنطقة من المؤكد أنه سيخفف الكثير من الأعباء التي كان المواطن يتحمل تبعاتها ومشاق الترحال للبحث عن الماء إلى مناطق بعيده جدا، فتحية حب وشكر للشيخ سمير أحمد القطيبي الذي أعطى من وقته الكثير والذي أسهم وبشكل كبير في خدمة هذا المشروع والمنطقة".

وفي آخر المطاف التقينا بالأخ/ مختار القاضي الذي كان له الدور الأكبر في التواصل مع الشيخ سمير القطيبي لأجل حل مشكلة المياه في حبيل حنش بعد أن تخلت الدولة عنهم منذ عشرين عاما ، وشكر خاص لـ "الأيام" التي كانت أول وسيلة إعلاميه تصل حبيل حنش قبل أكثر من سبعة أشهر لتنقل معاناة ومآسي أهالي المنطقة للداعمين وأهل الخير والدولة وبفضل من الله وصلت المشاريع البسيطة للمنطقة.


وتعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق التي تعاني كثيرا من شحة المياه وجفاف الآبار ونضوبها وقد أثر ذلك كثيرا على المواطنين وكلفهم ما لا طاقة لهم به، لأن غالبية أهالي منطقة حبيل حنش من ذوي الدخل المحدود ومن يقعون تحت خط الفقر، وتمتاز كذلك بكثافة سكانية، الأمر الذي دعانا إلى الوقوف بجانب أهل منطقتنا ومساندتهم في محنتهم ومتابعة أمورهم عند جهات الاختصاص وأهل الخير من أجل حل هذه الأزمة التي يعانون منها والتي أدت لكوارث كثيره أبرزها:

سقوط عدة اطفال وبنات من أبناء المنطقة في الآبار في أوقات اليل الدامس وهم يبحثون عن شربة ماء، ويتساقطون في الآبار أثناء إخراج الماء بالطريقة التقليدية "الدلو".


وبعد أن علمنا بإسهامات الشيخ سمير القطيبي الخيرية بعدة محافظات يمنية تواصلنا معه شخصياً، وبفضل وتوفيق من الله لم يقصر مع أهالي حبيل حنش ووجه بنزول الفرق الهندسية للمنطقة برئاسة المهندس أنور الغالبي والمهندس فضل اليافعي، والمهندس عدنان الهويد، وتم تحديد مكان البئر وبدء أعمال الحفر لعمق ثلاثين متر مع تركيب صبيات اسمنتية لعمق عشرين متر، وسيتم توفير كافة المتطلبات من مضخات وأنابيب وخزانات مياه، وما يزال العمل مستمر على قدم وساق، وهو أول مشروع يدخل منطقة حبيل حنش بعد توقف المشروع السابق منذ عشرين عاما.

ودعا مختار القاضي السلطة المحلية في المديرية والمحافظة والمنظمات والجهات الداعمة في اليمن إلى سرعة التدخل لحفر آبار للمياه الجوفية في المنطقة لتنتهي معاناة السكان بالكامل، ولإنقاذ ما تبقى من الثروة الحيوانية والنباتية، حيث أن 5000 نسمة في حبيل حنش أصبحوا متنقلين في الجبال والأودية يبحثون عن شربة ماء منذ عشرين عام.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى