وهم المرجعيات الثلاث

> لا أنسب كل ما حصل وأنتج ما يعرف بالحالة اليمنية، إلى المرجعيات الثلاث 100 %، وفي نفس الوقت لا أبرئ ساحتها من ذلك، وما زالت ما تسمى بالمرجعيات الثلاث تستخدم بعناية في الديباجات وفي الخطب السياسية وفي تبادل الحديث الدبلوماسي كصك لتبرئة ساحة المتحدث أو الدولة التي ينتمي إليها مما جرى ويجري لناس في هذه المنطقة من جهة ومن جهة أخرى المتحدث أو الدولة التي ينتمي إليها المتمسك بما سمي بالإجماع اليمني الوطني والإقليم والدولي لحل مشاكل المنطقة، وهذا ما يبدو في الشكل عند استخدامها، ويريدون الأغبياء من ضحايا تلك المرجعيات والمستفيدين من استمرارها كشماعة للاستخدام السياسي لها كدليل على ألا يفكر أحد في قضية شعب الجنوب وليس لها موقع في الوضع السياسي بهدف زرع الإحباط لدى شعب الجنوب، وحقيقة الأمر ليست كما يبدو مما أشرنا إليه آنفا، لأن أكثر المستخدمين لها لأهداف دبلوماسية بروتوكولية وهم على قناعة بعدم صحة ما يقولوه لمعالجة الحالة اليمنية، وفي نفس الوقت يستخدمونها وهم يدركون عدم واقعيتها بهدف جعل ما يسمى بالحالة اليمنية معلقة لفترة أطول دون حلول حقيقة وتوقيف أي تفكير باتجاه إيجاد حلول ناجحة، لأن ذلك يعتبر، وفق ما يريدونها، قفزا عن الإجماع الوطني والإقليمي والدولي، وهذا يذكرنا بالشعارات الفضفاضة وغير القابلة للتطبيق، وبالجمود الفكري الذي يولده الالتزام الإيديولوجي بحكم وضع ذلك القيد أو الحاجز المسمى بالمرجعيات الثلاث، ونلاحظ أن الأكثر استخداما لذلك هم من تجسدت مصالحهم وتحققت أهدافهم تحت هذه المظلة في ظل الأوضاع التي أفرزتها الحرب وعدم الاستقرار، وليس بوسعهم الحفاظ علي مصالحهم إلا في مثل هذه الأوضاع، والمشكلة الكبرى أنهم استطاعوا أن يجعلوا بعض العامة ودعاة السياسة يرددون ذلك، بل يرون خلاصهم في مولد تعاستهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى