مركز دراسات: ضغوط وقيود خارجية مفروضة على الشرعية والانتقالي

> عدن «الأيام» خاص:

> أكد مركز مسارات للاستراتيجيات والإعلام، أن هجمات الحوثيين على موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة، وعلى مواقع عسكرية ومدنية في مأرب ولحج خلال الأيام الماضية، خرقا صريحا للهدنة العسكرية في اليمن، معتبرا أن الحوثين بذلك قد شرعوا في حرب جديدة تستهدف في المقام الأول الاقتصاد اليمني، لاسيما تصدير النفط للخارج الذي تستفيد منه الحكومة الشرعية.

ورأى مركز مسارات ومقره مدينة عدن في تحليل بشأن أخر التطورات السياسية في اليمن، أمس الأربعاء، بأن الهدنة لم يعد لها وجود في حسابات الحوثيين على الأقل وقال: "لم يعد هناك أي وجود الآن للهدنة العسكرية إلا من طرف واحد، وهو التحالف والحكومة الشرعية، الذين يرفضون الرد على التصعيد الحوثي الأخير، في صورة تثير الكثير من علامات الاستفهام، وتمنح الحوثي الفرصة المناسبة لاستهداف أي مواقع يريدها سواءً كانت في الشمال أو الجنوب، وهو يدرك أن الرد على ذلك لن يكون، وإذا ما حدث فإنه لن يغير شيء من المعادلة التي يريد فرضها على الواقع".

وقلل مسارات من أهمية تصنيف الحكومة لجماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية وقال أنه :"بعد الهجمات التي استهدفت منشآت النفط في الجنوب، أعلن المجلس الرئاسي المعترف به، تصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية، وهذه الخطوة تعتبر مهمة في رأي الكثير من المتابعين، لكنها حتى الآن ظلت يتيمة ولم تتبعها خطوات أخرى، سياسية واقتصادية وعسكرية، لذا فهي ستفقد تأثيرها مع مرور الأيام، خصوصا وأن الحوثيين لم يعلقوا عليها أو يعيروها أي اهتمام يذكر".

وقال مسارات "اصبحت اليمن كلها بعد ثمان سنوات من الحرب في مرمى الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية، بالإضافة لدولتي التحالف، اللتان تعانيان من نفس الشيء، وهو ما دفع المملكة العربية السعودية لإجراء حوارات ثنائية مع الحوثيين بدأت منذ أشهر، بهدف الخروج باتفاق يجنب منشآتها النفطية أية ضربات حوثية جديدة كما يبدو، لكن مناطق سيطرة الشرعية والانتقالي، ستظل أهدافا سهلة امام الحوثيين، مادامت قوة الردع معطلة لديهم، ومادام كل طرف يرتب أموره بعيدا عن الآخر".

ورأى التحليل إن العودة إلى الهدنة قد أصبح أمرا صعبا الآن قائلا: "الحوثيون يعيشون حالة انتشاء وغرور غير مسبوق بقوتهم العسكرية وقدرتهم على ضرب الأهداف بدقة متناهية، فضلا عن تراجع الطرف الآخر الذي بات يقدم تنازلات كبيرة جعلته في موضع الضعف الذي أغرى الحوثيين كثيرا، وجعلهم يقدمون على خرق الهدنة التي استمرت أشهر، استطاعوا خلالها إعادة بناء ترسانتهم العسكرية والصاروخية وتحشيد الآلاف من المقاتلين لبدء فصل جديد من الحرب، وهو ما بات واضحا الآن، حيث يبدو أنهم أصبحوا المتحكمين بمصيرها، وهذا ما تؤكد عليه هجماتهم الأخيرة، وما يحدث في الجبهات، إذ أصبح الطرف الآخر مجرد مدافع وحائط صد ليس إلّا".

واعتبر مسارات إن الذهاب إلى حوار الحل النهائي الذي أُعلن عنه قبل شهر ونيف تقريبا، وبموجبه شكل المجلس الرئاسي وفده المفاوض، "أصبح الآن في حكم المنتهي أو الميت، بعد خرق الهدنة، وبعد تصنيف الحوثين كجماعة إرهابية"،

وتابع "إذ ليس من المنطق أن يعلن المجلس الرئاسي تصنيف الحوثين جماعة إرهابية ثم يطلب الحوار معها، فالإرهابيون يُفترض أن يُواجَهون بالقوة العسكرية لاستئصالهم، وليس بالحوار الذي أضنه أصبح في حكم الأمر المعقّد والمستحيل".

وأشار إلى تنامي الضغوط الخارجية على الطرف الحكومي والمجلس الانتقالي تمنعهم من الرد على هجمات الحوثي، وفسر ذلك من تصريحات قيادي كبير في المجلس الانتقالي قال "على التحالف والخارج أن يطلقوا سراحنا ونحن سنرد على الحوثي وسنهزمه".

وأكد مركز مسارات أن وضوح "قيود خارجية مفروضة على السلطة الشرعية والمجلس الانتقالي"، تمنعهم من التحرك والرد على هجمات الحوثي المتكررة على منشآت النفط، جعلت من الحوثي يسرح ويمرح، ويملي شروطه على الجميع، التي يبدو أن التحالف سيستجيب للكثير منها، دون مقابل حقيقي ومهم لليمن وشعبه، العالقان في الحرب وانعكاساتها المدمرة منذ ثمان سنوات خلت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى