شاشات عملاقة لمباريات كأس العالم تبهج الشباب اليمني في زمن الحرب

> عدن «الأيام» ريام محمد مخشف :

> * تراجع تأثير الحرب أمام سحر كأس العالم لكرة القدم وارتفعت مؤشرات البهجة في اليمن لتصنع الرياضة حالة نادرة من السعادة التي طغت على آلام الصراع المرير ، ووضعت مدن يمنية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة في الحكومة المعترف بها دوليا، والمجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة المحلية في العاصمة المؤقتة عدن شاشات عملاقة في الساحات والشوارع الرئيسية لمشاهدة مباريات المونديال العالمي في نسخته الـ 22 المقامة في قطر ، والذي يقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط مما ساهم في أن ينسى اليمنيون ولو مؤقتاً آثار ومآسي الصراع في بلدهم الذي مزقه الحرب منذ ثماني سنوات.

* وهذه هي المرة الثانية ، التي يستقبل فيها اليمنيون منافسات مونديال كأس العالم ، في ظل استمرار النزاع وسط اهتمام وشغف كبيرين ومتزايد لليمنيين لمتابعة هذا المونديال هذه المرة ، إنطلاقا من كونه يقام في بلد عربي لأول مرة ، إضافة إلى أنه يعتبر مهرجاناً رياضياً ثقافياً عالمياً ، يشعر معه المشاهدون بمتعة لا تتكرر إلا كل أربع سنوات.


160 جهاز استقبال

* وقال وكيل وزارة الشباب والرياضة الأستاذ خالد محسن الخليفي لـ "الأيام" أن وزارته وفرت ووزعت أكثر من 160 جهاز استقبال لشبكة (بي . إن سبورتس) التي تمتلك الحقوق الحصرية للبث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الأندية والتجمعات السكانية في المحافظات وبعض المديريات النائية "كهدية للشباب وجماهير الكرة في كافة محافظات اليمن" ، وأن تلك الشاشات والأجهزة ، التي خُصصت لها أماكن واسعة وتم توفيرها بالتنسيق مع السلطات المحلية والشركات الراعية مزودة بأدوات تقنية ناقلة للحدث العالمي ، ومنها : عارض بروجكتر وكمبيوتر محمول وصوتيات ، سيتمكن من خلالها عدد كبير من عشاق الرياضة في البلاد من مشاهدة كافة مباريات كأس العالم 2022 مجاناً دون أي مقابل .. مشيراً إلى أهمية الحفاظ على تلك الشاشات ، وعدم التفريط بها ، باعتبارها ملكاً للشباب والرياضيين ستساهم في تمكينهم من متابعة أهم الأحداث والبطولات التي تحتكر قنوات "بي إن سبورت" بثها باعتبار متابعة المباريات ترفع من مستوى حبهم للرياضة وتدفعهم لممارستها، مما يبعدهم عن الأشياء التي قد تكون غير مناسبة وهدامة.


تجاوز أجواء الحرب

* وقال الكاتب والصحافي المعروف الأستاذ أحمد الأغبري :"إن إتاحة الفرصة لليمنيين لمشاهدة مباريات مونديال قطر في غاية الأهمية كونه يسهم في مساعدة اليمنيين على تجاوز أجواء الحرب من خلال خلق حالة من المتعة في حضرة الرياضة ، وهي المتعة التي يستعيد من خلالها معظم اليمنيين توازنهم النفسي الذي فقده الكثير منهم بسبب الصراع المرير الذي تشهده بلادهم".

* وأضاف الأستاذ أحمد الأغبري ، المقيم في صنعاء ، قائلاً : "إن نصب هذه الشاشات العملاقة، وإتاحة الفرصة للجماهير من أجل مشاهدة المونديال يكرس حالة يمنية خاصة ، وهي توحدهم الإنساني أمام الشاشات تحت لواء الرياضة ، وهو ما نجدهم عليه في مباريات منتخباتهم ويتجلى بوضوح في التفاعل اليمني الواضح مع مونديال قطر".

* وأدت الحرب المستمرة بين تحالف عسكري بقيادة السعودية، وحركة الحوثي المتحالفة مع إيران إلى تقسيم اليمن حيث يسيطر الحوثيون على الشمال ذات الكثافة السكانية العالية إلى حد كبير ، فيما تسيطر الحكومة المعترف بها على مناطق جنوب وشرق البلاد .. ودمر الصراع الاقتصاد وأصبح الملايين في أنحاء اليمن يواجهون صعوبات في الحصول على قوتهم وقوت أسرهم.

* كما أدت الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تشهدها اليمن، وفقاً لتقارير أممية ورسمية إلى ارتفاع معدل التضخم إلى نحو 40 في المئة وارتفاع نسبة البطالة في اليمن إلى 35 بالمئة والفقر إلى حوالي 78 بالمئة بين أوساط السكان وبات الشباب الذين يشكلون 70 بالمئة من إجمالي السكان البالغ عددهم 30 مليوناً أمام آفاق مسدودة، حيث ينتظرهم مستقبل ملبد بالغيوم.


متنفس رائع

* وقال الشاب أحمد هاشم المرشدي طالب في سنة أولى جامعة عدن لـ "الأيام " : "لقد وجد اليمنيون في الشاشات المجانية العملاقة الخاصة ، متنفساً رائعاً لإظهار حب الجماهير لكرة القدم، والرياضة عموماً ، وهو الشيء الذي لم يتغير في حياتنا ، التي دمرتها الحرب ، فلقد نشأنا ، ونحن نلعب ، ونتابع باهتمام اللعبة الشعبية الأولى في صورة ، تُظهر مدى حالة الشغف المتسع التي أصابت الجميع مع بدء مباريات كأس العالم في قطر ، بمن فيهم الكبار قبل الصغار خاصة وأن الناس في اليمن تعبوا كثيراً وجاء انطلاق مونديال قطر فرصة لإدخال السلوى والبهجة والفرحة والملاذ ، وإن سويعات - للهروب من الواقع اليمني المرير - يخفف عنهم وطأة الضغوط والمعاناة والأوجاع التي تعيشها البلاد جراء استمرار الحرب الدامية".


* فيما أكد أحمد اليامي وهو مواطن في عدن أن هذه الشاشات تساعد في جذب الشباب لمتابعة المونديال مما يساهم في منع العديد من الشباب من الإنزلاق باتجاه الظواهر السلبية الخطيرة التي باتت منتشرة في الآونة الأخيرة في المجتمع بصورة تثير القلق أبرزها انتشار تعاطي الممنوعات والمخدرات .. وجاء تنظيم مونديال كأس العالم كفرصة مناسبة تأتينا كل أربع سنوات وهي مهرجان كبير تجمع كل العالم للتعبير عن البهجة والفرح والمتعة، ولا يمكن أن نفوتها ما دامت كذلك".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى