الحرمان آفة الأوطان

> ما تفعله الدولة الشيعية إيران في الشمال يثير العجب، فقد كانت تسير جسرا جويا كل يوم بكل المساعدات والمعدات إلى صنعاء، وبعد الحظر الجوي استغلت بحار ومحافظات الجنوب الشرقية لتهريب هذه المساعدات والمعدات وغيرها تحت سمع وبصر الرباعية، بينما دول الرباعية الوصية نفسها تورد لنا في الجنوب الدواعش والفاسدين والمؤمنين بالوحدة أو الموت الهاربين من صنعاء تحت مسمى أحزاب ونشطاء وقادة سياسيين وعسكريين وأمنيين ووجاهات جميعهم مجرد قتلة وناهبين وأدوات لدى هذه الدول، وهم الذين كانوا منذ البداية ومازالوا حتى اللحظة يقتلون أبناء الجنوب ويقصون ويهمشون رجاله وكوادره.

كلما لفظ أبناء الجنوب هؤلاء الدواعش إلى تركيا وقطر والرياض وغيرها، أعادتهم من جديد كحكومات أو منظمات أو لجان أو جيوش مناطق عسكرية أو نازحين مسيسين لا يريدون تحرير أرضهم الشمال اليمني ولا يريدون أبطال الجنوب العربي مساعدتهم في تحريرها، وكل ممارساتهم وما يجيدونه هو البقاء في الجنوب ونهب وتزوير وإرهاب وإشعال الحروب فيه.

مازال الغباء الخليجي يتعامل مع عصابات وليس مع الشعوب، لهذا خسروا الشمال اليمني وسيخسرون الجنوب العربي لا محالة في النهاية.

ما علينا فهؤلاء منهم من لديه مصالح مع الأعداء الواضحين لشعب الجنوب وقضيته، فالمصيبة في القلة القليلة من القادة الجنوبيين الذين يمارسون نفس فعل عصابات صنعاء بجهل مثل الإقصاء والتهميش والحرمان لرجال وأبطال وشباب الجنوب.

القلة القليلة من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية للجنوب رغم أننا نحبهم ونضعهم في حدقات أعيننا لأنهم على استعداد للتضحية بحياتهم وما يملكون في أي وقت لأجل الجنوب وشعبه، إلا أنهم يذكرونا بحالة الغربان.

بعد النقاش المتكرر مع أحدهم تظن أن ابتعد عن الشخصنة في المعاملة وابتعد عن تجسيد الوطن في المنطقة أو المذهب، ويتم الاتفاق على أن الوطن الجنوبي يحوي كل المناطق والمذاهب والأعراق، فالتعصب المناطقي أو المذهبي لا يبني أوطانا بل يهدها، والوطن ليس منطقة أو مذهب أو طائفة، لأن التفكير المناطقي أو المذهبي بعد فترة قد يصبح كقنبلة موقوتة يسيطر على عقله أكثر من البعد الوطني.

مثل هذه القنابل ستعيدنا بسبب هذا الفرز للنسيج المجتمعي مرة أخرى إلى باب اليمن بدون أن ندري.

أتمنى من الإخوة قادة الجنوب السياسيين والأمنيين والعسكريين والمحافظين وقادة المناطق العسكرية وقادة الكيانات السياسية والوكلاء ومدراء عموم مديريات الجنوب، التجرد كليا من انتماءاتهم المناطقية أو المذهبية والعمل على تجنيد شباب الجنوب كلا في مديريته وبالذات شباب عاصمتهم عدن الذين كانوا الأساطير في التضحية والقتال حين حرروا مدينتهم من اجتياح الشمال للجنوب في 2015م.

أرجو عدم إقصاء أبناء عدن حتى تكون عدن كمجتمع حاضنة لكل أبناء الجنوب بكل تكويناتهم السياسية والأمنية والعسكرية، فالإقصاء كان سبب حروبنا الداخلية حتى كارثة 86م وما بعدها، وهو من قضى على الوحدة في نفوس أكثر المتشددين للوحدة المغدور بها.

الإقصاء والحرمان سيدفع بعصابة صنعاء عبر أحزابها الإرهابية المدعومة إقليميا ودوليا إلى أن تدخل الجنوب عبره ومنه وستتلقف المحبطين من الإقصاء والتهميش لتستعين بهم على مساعدة الخلايا والطابور الخامس من أذنابها المتواجدين أصلا لالتقاط مثل هذه الأخطاء.

نعلم أن مديريات الجنوب تمتلئ بالنازحين الذين بحسب إمكانياتهم المادية التي يتحصلون عليها من المنظمات والحكومة وغيرها أصبحوا قادرين على تجاوز منافسة شباب عدن والجنوب في لقمة عيشهم، وباستطاعتهم فتح محلات وأكشاك وبناء العشوائيات وطرد بعض من شباب عدن المقاوم من أسواقهم ومن المنافسة في أي معترك.

هؤلاء الشباب الذي لم يحصلوا على وظيفة حكومية في مدينتهم ولا وظيفة عسكرية أو أمنية بسبب حرمانهم منها من قبل مسؤول مناطقي فضل أبناء منطقته عليهم، فمثلا يأتي نازح شمالي ويفترش الشارع ويستعمله للبيع والشراء ويعبث بجمال المدينة ونظامها طوال فترة نزوحه ومازال، وشباب عدن ومدن الجنوب محرومون حتى من المنافسة في أي معترك أو تجارة أو عمل بسبب الأولوية والأفضلية والإمكانيات المادية الحكومية التي تسخر للنازحين الشماليين من ثروات الجنوب في بر وبحر وسماء الجنوب حتى الصيادين الجنوبيين تمت إزاحتهم من قبل صيادي الشمال في أغلب أسواق وحراجات وسواحل الجنوب، وابن المدينة التي حررها مع رفاقه محروم من كل هذه الامتيازات، فهذا الظلم بعينه، ولذلك، فعلى من ناشدناهم أن يأخذوا سريعا بأيدي هؤلاء الأبطال ورفع كشوفات بأسمائهم عبر قيادة مجلس المقاومة الجنوبية واللجان المجتمعية وسرعة استيعابهم في جميع التشكيلات السياسية والأمنية والعسكرية وغيرها داخل مدينتهم وخارجها، أو تحديد سوق رسمي وبناء أكشاك وتوزيعها عليهم ليستطيعوا إعالة أنفسهم وأسرهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى