مجلس العشرة

> كون عددهم عشرة أمر يحمل من الغرابة الكثير، ولا علاقة لهم مع كامل الاحترام لشخوصهم.. لا علاقة لهم بما جاء في الأثر الإسلامي عن العشرة.

أما الغرابة ذاتها فهي أن عنوان المجلس في وادٍ وتخصصاتهم في وادٍ آخر.

يقال إنهم أصحاب فكرة المقترح المقدم للحكومة والذين هم أيضا يشكلون ثلثها تقريبا، وهذا المقترح أو الفكرة التي قضت برفع سعر مصارفة الدولار الجمركي ورفع سعر النفط والغاز ليواكب الأسعار العالمية ؟ فهل الرواتب لغالبية المطحونين هي أيضا تدفع بذات مستوى الرواتب العالمية، أم أنهم يقيسون الوضع وفقا لدخولهم من رواتب وحوافز وإكراميات وبدلات سفر وبدلات تأمين صحي.. إلخ، التي تفوق رواتب أعضاء حكومات غنية جدا في أوروبا؟

مصيبتنا تكمن في أننا لدينا حكومة تعيش حالة الإمبراطورة الفرنسية ماري انطوانيت حينما رأت الجموع الهائجة من شرفة قصرها الضخم المنيف، وسألت من حولها لماذا يتجمهرون فقالوا لها إنهم لا يجدون الرغيف، فقالت ولماذا لا يأكلون البسكويت (والبسكويت في ذلك الزمان كان لا يقدر على شرائه إلا الأغنياء فقط؟

إذا فحكومتنا الحالية تعيش بعقلية ماري انطوانيت التي كان مصيرها هي و زوجها الإمبراطور لويس السادس عشر الإعدام بالمقصلة في الشارع العام من قبل ثوار كومونة باريس الشهيرة في الشارع العام بمدينة باريس.

في حقيقة الأمر أنا أحترم عضوا واحدا فقط من مجلس العشرة ولا أعتقد أنه شارك التسعة والذين هم في طريقهم لنحر ناقة الوطن الجنوبي، وأرجو أن يدرك أنه ليس معنيا بما أورده في مقالتي الغاضبة على رئيس الحكومة الفلتة الذي أسري به من ميدان الستين إلى مقام كبار الموظفين في غمضة عين، بسبب الخريف العبري (الربيع العربي) الذي ليس له علاقة نسب أو مكانة أو نتيجة بما استبشر به الشاعر البحتري وبشر به كذلك:

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا

من الحسن حتى كاد أن يتكلما

فأين ربيعهم من ربيع البحتري؟

نحن مازلنا نعيش عقلية ونهج عشيرة الإخوان في تسيير أو اختيار أمور الحكومة وكأننا مازلنا في عام 2012م ولم نلج في حرب ضروس وتغيرت وتبدلت أحوال وأصبحت هناك شراكة وقوى أخرى هي الفاعلة في الساحة.

قرارات الحكومة المتدثرة بمقترح أو قرار المجلس الاقتصادي الأعلى أو اللجنة الاقتصادية العليا كما جاء في الأخبار هو رصاصة اللا رحمة ضد الشعب الجنوبي ومقدراته من ميناء وثروات، وهذه القرارات هي حبل سري وطوق نجاة لجماعة الحوثي، فمن صناعة الغلاء وانهيار العملة جنوبا تنتعش خزينة جماعة الحوثي شمالا، وهذه الرغبة أو الجريمة ليست محلية صرفة ولكنها رغبة إقليمية ودولية لرعاية الجماعة الحوثية خوفا من انهيارها بعد أن وصلت لعنق الزجاجة اقتصاديا.

هناك بدائل ووسائل أخرى اقتصادية ستدعم خزينة الحكومة ولكنها سلكت عمدا طريق التحريك برقصة الطير المذبوح من شدة الألم لتفرضها على الشعب الجنوبي حتى تضمن توجيهه كيف ما تريد ولكن هيهات هيهات أن تصل لمبتغاها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى