الجنوب قضية ومسارات أممية

> هل يتخلى الجنوب عن الشمولية؟ سؤال يطرح نفسه في أكثر من موقع ومكان ويتم التخاطر به بين أوساط وفئات المجتمع.

هل وصلنا فعلا بالجنوب كقضية إلى آفاق متعددة واستطعنا أن نوصل رسالة مفادها أننا فعلا ماضون نحو تحقيق الهدف المنشود؟

أسئلة مشروعة ومخاوف أيضا مقبولة، وعلينا أن نستمع إليها دون خوف من حاضر أو مستقبل قادم، لأننا ما زلنا نرسم جميعنا ملامحه، نعم جميعنا دون استثناءات، لكن علينا أن نخرج عن تلك المنطقة المعتمة التي تظل تطاردنا جميعا أو البعض منّا خوفا مما يشاع حول تكرار النظام الشمولي بنفس النمط والعقلية التي سادت تلك الفترة التي بالرغم من بعض إيجابياتها إلا أنها حملت معها الكثير من السلبيات التي قد لا يشعر بها البعض حينذاك أو تغافل عنها بصمت طويل أو جعلت من الآخرين مهاجرين في بلدان الاغتراب منها اختياري ومنها بشكل قسري.

ما أود هنا التنويه به أن أتحدث عنا جميعا كشعب بأننا قادرون على إحداث التغيير المطلوب لتحقيق الهدف المنشود لا غالب ولا مغلوب، فالأرض للجميع لكن بعدالة يرتضيها الجميع.

نحن ننفض عنا غبار تلك السنوات وعلينا أن نتعلم التنازل لبعضنا ونحسن اختيار الأنسب والأجدر لتحقيق كل التطلعات بالتدريج، نعم كلنا يأمل أن يحدث ذلك، لكن في المقابل نحن لسنا لوحدنا في هذا العالم الذي يمتلئ بالصرخات، هناك ألم ومعاناة وضيم فعلا،

لذلك، علينا أن نحسن اختيار اللحظة والتوقيت حتى نعمل على إقناع أنفسنا أولا بأننا على الطريق الصحيح أو أننا ما زلنا بحاجة للوقت حتى نعمل على مراجعة شاملة لأوضاعنا، لا يستطيع أحد أن يجبرنا أن نعود إلى الوراء، ولا يملك أحد هذا الأمر لأنه مستحيل جدا.

الجنوب كقضية يسمع صوته العالم وهو حاضر بشعبه ومكوناته على السواء دون استثناءات.

هناك مكتسبات على الأرض قد لا يراها كثير من الناس ولكنها حاضرة وموجودة وقد غيّرت الكثير من التوازنات وحددت إطار جديد للقضية، فالقضية الجنوبية اليوم ليست كما الأمس فهي قابلة للتطور والنماء وتتعزز شيئا فشيئا، علينا فقط كما قلت أن ننصت لبعضنا البعض، بالنسبة للمسارات الأممية فهي دائما ما تجيء وهي مرتبطة بسياسات دول وقرارات مجلس الأمن الدولي الذي يدير العملية السياسية برمتها جنبا إلى جنب مع دول التحالف العربي التي تساند اليمن كبلد وشعب في حرب بالوكالة، وهم يعتمدون على خلق فرص جديدة لاستمرار الهدن في ظل تعنت جبهوي متخادم مع بعضه للنيل من قضية الجنوب، وهذا لا يحتاج الكثير من التأويل لأنه واضح للعيان.

في الجنوب علينا أن نتدارس المواقف بعيدا عن التعصب الأعمى ونتحرر من الماضي والعبث الذي ظل يصاحبه، لأن التعصب يجعلن مجرد عبيد له.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى