البناء على الهدم

> حذر تقرير أمريكي مؤخرا من تهديدات جديدة للممرات المائية في خليج عدن، من منظور وصول أنواع الأسلحة للحوثيين بعد أن ضبطت شحنات نوعية من تلك الأسلحة من قبل القوات الدولية في عرض البحر.

واقع الحال لدينا يعطي مثل تلك الثغرات التي تشكل تهديدا للمنطقة وفق معطيات عدة منها حالة الانشغال بالهدم وكره البناء، وفق رؤى ربما تشكل أخطاء سياسية فادحة، لو أن الأمور مضت بهذا الاتجاه، رغم أن الأصل أن يستمر البناء على ما تحققت من انتصارات كان طرفها التحالف والمقاومة الجنوبية، والأمر لم يكن يقتضي تفريخات جديدة سواء على الصعيد السياسي أو العسكري من منظور أن لا تباينات جوهرية وطرف المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية لا يشكلان تهديدا لاستراتيجية التحالف بأي حال، إلا أنه من جوهر الأخطاء عدم قراءة الواقع بصورة منطقية ومتأنية، الأمر الذي يذهب بالأمور إلى خلق عوامل إجهاض للانتصارات المحققة، وفتح الباب لتفريخات لا يمكنها إلا أن تخلق تحولات عكسية في عموم المشهد والثابت أن مثل تلك الخطوة تجد من يتعاطى معها ما يرشح الوضع لتداعيات مؤسفة وحالة عدم استقرار مؤشرات - دون شك- يجد فيها الطرف الحوثي مبتغاه بعد فشل دام لسنوات خلت.

إذن أين الحكمة من كل ما يجري، وهل عجزت الأطراف عن خلق توافقات تجسد تطلعات الجميع ثم هل تتعارض تطلعات الجنوب مع الأشقاء إلى هذا المستوى مع تيقننا أن فكرة البدائل لم تكن صائبة، إن لم تكن تخلق حالة خلط لا يستفيد منها أحد، نضالات وتضحيات شعبنا على مدى عقود لا تستهدف مصالح الأشقاء ولا أمنهم بقدر ماهي معززة لذلك، فكيف تتحول الأمور بين عشية وضحاها إلى تناقضات تعزف عليها الأطراف المترابطة، كنافذة أمل تعزز تطلعاتهم وتجسد أيما حقد تجاه الجنوب، وحقه في استعادة دولته واقع يكرس بكل تفاصيله نهج نظام عفاش ويذكي فكرة عودة الفرع إلى الأصل، وهذا ما يمكن استنتاجه من وسائل إعلامهم التي تمارس كل مغالطاتها التاريخية بحق شعبنا، وهنا نسأل هل يجهل الاشقاء معاناة شعبنا وغدر الطرف الآخر الذي مارس معهم ذات الغدر مع كل ما قدموا له؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى