​وجدان شاذلي .. بداية الغيث فرحة..!

>
أعرف (الكابتن وجدان محمود شاذلي) مدير عام مكتب الشباب والرياضة في عدن عن ظهر قلب لاعباً ساحراً (سابقا) ، ثم قيادياً (حاليا) ، ألقت به المقادير ، والظروف المتشابكة ، لقيادة دفة رياضة عدن في وضع شائك لا يحسده عليه إلا من كان ممسكاً بالجمر.

  قلتها قبل أن يضع محافظ عدن الأخ أحمد حامد لملس ثقته في (وجدان) : "إذا كان هناك رجل يستطيع الإبحار بـ (قارب نجاة رياضة عدن) ، من محيطها المضطرب ، وبحرها الهائج ويُعيد لأمواجها العاتية السكينة فلن يكون هذا الرجل سوى الكابتن (وجدان شاذلي) ، الذي منح ملاعب عدن نهجاً كروياً يرتقي إلى درجة السحر، في أيام سادت ثم بادت .. وعندما خرج قرار تعيين (أبي ود) مديراً عاماً لمكتب الشباب والرياضة بعدن صفقت بكل جوارحي لأن هذا القرار الجريء والصائب كان أعظم وأنجح قرار ، يتخذه محافظ عدن في مجمل قراراته المختلفة في كل المرافق والمؤسسات الحكومية.

   ولم يشأ الكابتن وجدان شاذلي ، الدخول في مرحلة جس نبض طويلة ، لوضع يده على موضع الداء ، الذي تعاني منه الرياضة العدنية ، لأن مدير مكتب الشباب و الرياضة الجديد ، وبحدس لاعب خبير ، وحس قيادي منير ، أدرك أن بداية الحل ، يأتي من رد الاعتبار للمحرك والدينامو ، ولم يكن هذا المحرك ، أو الدينامو سوى جمهور عدن العاشق الولهان والمتيم بالرياضة ، وكيف لا يكون بتلك الصفات النادرة وهو الذي يذوب ويتشكل في محيط ملاعبها؟!
  وأطلق الكابتن (وجدان) فكرة (بطولة كأس عدن لفرق النخبة العدنية) وكان الهدف الرئيسي من هذه البطولة الخاطفة ، ذات النفس القصير ، شعبياً وجماهيرياً في المقام الأول ، قبل أن يكون فنياً ، ولم يكن أحد ليراهن على حكمة (وجدان) وثقته في فراسته التي استلهمها من تراث ملعب الشهيد الحبيشي ، لولا أن جمهور عدن تجاوب مع نجمه الكبير ومحبوبه المثير فسجل أرقاما قياسية في حضور معظم مباريات البطولة، بلغ مداها الاستيعابي في كلاسيكو عدن بين الوحدة و التلال.

  نجح (وجدان شاذلي) بشخصيته المحبوبة في إذابة الجليد بين اتحاد كرة القدم والأندية العدنية وخلق توافقاً بين فرع اتحاد الكرة بعدن بقيادة (الشيبة) الأستاذ عبد الجبار سلام سعيد ، والكيان الرياضي للمجلس الانتقالي الجنوبي ، وهذه التفاهمات ، التي رعاها (وجدان) وباركها محافظ عدن ، خلقت فريقاً متناغماً ومنسجماً أخرج بطولة كأس العاصمة عدن إلى بر الأمان في ليلة جماهيرية رقصت بها الأضواء في ثوب قشيب .. راقبت تحركات صديقي وجدان ، بطريقة (مان تو مان) ، وأعترف أن مراقبته أرهقتني وأنهكتني ، لأن هذه المهمة تحتاج إلى لياقتين (بدنية وذهنية) خارقتين ، والعبد لله خارت قواه ولم يعد قادراً على رصد كل تجليات وروائع هذا القيادي ، الذي أعاد للكرة العدنية ، قليلاً من لبنها المسكوب ، في ظرف قياسي ، وكنت أتمنى على الجهات ذات العلاقة ، أن تبتعد عن التربصات والتنظير ، وتمتنع عن إشغال (وجدان) بتفاهات جانبية تحدث في أحسن ملاعب العالم، على أساس أن مدير عام مكتب الشباب والرياضة بحاجة إلى تشجيع (رسمي) ، وتكاتف كل الجهات ، والأطر الحكومية ، والأهلية مع مشروعه (الرياضي) الذي يخلو من أية صبغة سياسية.

  لم أصدق أن ملعب الشهيد الحبيشي قد امتلأ عن بكرة أبيه وأمه قبل نحو 6 ساعات ، من موعد النهائي الجماهيري المثير بين الوحدة والتلال ، لولا أنني كنت شاهد عيان ، على هذه التظاهرة الشعبية التي لم يسبق لي رصدها منذ ما يقارب ربع قرن تقريبا.
  أعرف أن الحمل ثقيل ، على عاتق إبن عدن البار (وجدان شاذلي) ، وأدري أيضاً ، أن هناك ملفات معقدة ومفخخة بالمشاكل ، تنتظره تماماً مثلما أنني موقن ، أن أطرافاً أقرب إليه ، من عتبات مكتبه ، تكيد له وتتصيد له الزلات والتفاهات ، بهدف تكسير مجاديفه ، لكنني أثق أن صديقي (وجدان) ، الذي يخبيء رياضة عدن في قفصه الصدري قادر على تجاوز خارطة العلل والعراقيل وقادر على تشكيل وعي شعبي جديد، و رأي عام يكون وقوده في مرحلة تتطلب رفع (غيرة) الحس الوطني إلى الدرجة القصوى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى