بعد مدفع الإفطار

>
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ولنا نسأل بمرارة، هل ستأتي الرياح بما تشتهي اليمن؟

سؤال رمضاني ملح قبيل مدفع الإفطار لمن يهمه الأمر. طغت الحرب بمفاسدها وموبقاتها وتكاثر تجارها الأشاوس من تجار الحروب ومن لف لفهم، وتلك سمة ملازمة للحروب وتشكل معالم من معالمها السوداء، لكن أن يترافق معها أيضا نوع من الجنون وفقدان الرجولة، فذاك جديد لانج من نواتج الحرب العبثية في بلادنا، التي طالت واستطالت وأكلت الأخضر واليابس، وآخر فواجعها ذاك الذي تم القبض عليه بتهمة تحوله من ذكر إلى أنثى تمارس الطب باعتباره-باعتبارها طبيبة أمراض نساء، تلك من العجائب التي ستكشف الأيام القادمة، ما أنتجته الحرب من خراب ودمار ولصوصية لا يشق لها غبار.

كثرت في الآوانة الأخيرة الزيارات إلى موسكو من هذا الطرف وهذا الكيان كل يدعي وصلا بليلى، وليلى بهمومها وتفكيرها العميق المنشغل بإعادة ترتيب أمور الكون بعد تذويب نظام الهيمنة الأمريكية، أحادي القطبية نحو رحاب أوسع يضم عوامل باتت تمتلك مفاتيح عهد جديد، وزوارنا ذهبوا خارج الوقت المناسب وفي ظرف عصيب.

كثرت خلال اليومين الماضيين التسجيلات الشريطية، التي تسيل كسيل العرم كلاما من العيار الثقيل عن شخصية قيادية، كان الأولى أن تناقش كل كلمة قيلت وحرف نطق داخل الهيئات، هذا إن كان القائل يقع ضمن التشكيلة السياسية، التي تأكدت من دقة وصحة ما ذكر فهناك المعركة وهناك الميدان. أما ميدان الميديا والأشرطة فهشك بشك، كما يقولون بالترك يثير غبارا ولا ينتج طحينا مفيدا.

المبعوث الأممي الخلوق من أدخلته حرب اليمن حلزونية الكعب الدائر، فما عاد يعرف من أين يدخل ولا من أين يخرج هاهو قد حط رحاله أخيرا بالرياض عاصمة الملك السعودي، سيبحث هناك شروط وتصورات استئناف الهدنة بعد مفاجأة الاتفاق السعودي الإيراني، وقد نراه منتقلا نحو صنعاء باحثا عن جديد، وغدا سنسأله ما الجديد لديك قد نال منا التعب من كثرة اللف والدوران، داخل حلزون الكعب الدائر تلك لعبة مصرية عليك بفك طلاسمها.

سؤال بريء نتوجه لقيادة البنك المركزي وأنتم تقيمون الأثر الإيجابي لمفاعيل منصة المزادات، التي أهلكت الحرث والنسل من احتياطي البلاد من النقد الأجنبي، وأنتم تضخون للسوق المزيد والمزيد، والريال ما يزال يترنح هبوطا.

ألم يحن بعد المراجعة وإعادة النظر بهذه الآلية؟ أنتم تشترون الريال لدفع الرواتب أم تدافعون عن سعر الريال ومواجهة التضخم؟ وأهل مكة أدرى بالجواب. ألم يصل إلى مسامعكم تداعيات سليكون فالي بنك وفساد المضي المجنون، لرفع سعر الفائدة بينما الأزمة كامنة عمق أزمة النظام الأمريكي ذاته.

من فواجع الحرب الطاحنة التي تطحن بلادنا من أقصاها إلى أقصاها، نجد نظام صنعاء يطحن الوطن والمواطن كل يوم بصرع جديد آخرها كان ما أصدره مجلس النواب الفاقد الشرعية من قانون أسماه قانون مواجهة الربا، وكان هناك لقاء مع الرئيس المشاط لم يتبين بعد لا خيطا أبيض ولا غاب الخيط الأسود.

كثيرة هي الغصص التي تضيق الخناق على الصائمين قبيل مدفع الإفطار فهل ثمة أمل بانفراج الأحوال؟
 رمضان كريم والله المستعان على ما يفعله المطففون، الذين فتحوا المزيد من المولات ولم نرهم يفتحون مصنعا ولا معهدا، إنهم يغسلون الأموال يا رمضان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى