تحركات سعودية لاحتواء التباينات داخل الشرعية حول مسار السلام باليمن

> الرياض "الأيام" العرب:

>
  • ​حزب الإصلاح ينازع بعد أن وجد نفسه على هامش المشهد

تحرص السعودية على احتواء أيّ تباينات داخل السلطة الشرعية في اليمن، حيال المسار الجاري لتسوية النزاع، لاسيما مع بروز تحفظات من بعض المكونات اليمنية، التي تخشى من أن تأتي أيّ صفقة على حساب نفوذها.

وتقول أوساط سياسية يمنية إن بعض القوى الممثلة داخل مجلس القيادة الرئاسي باتت لا تخفي امتعاضها من الزخم السياسي الحاصل، مشيرة في هذا السياق إلى حزب التجمع الوطني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في اليمن، والذي باتت قيادته على هامش المشهد.

وكان عدد من القياديين والنشطاء المقربين من الإصلاح هاجموا اللقاءات التي عقدها مسؤولون سعوديون في صنعاء في وقت سابق من الشهر الجاري، وقال محمد المحيميد إن “الصور من القصر الجمهوري في صنعاء مستفزة وقاهرة وتملأ القلوب غيظا وغضبا”.

وكتب الإعلامي المقرب من الحزب الإخواني عبدالسلام محمد إن “الصورة من صنعاء تُصيب بالقهر واليأس، وتعبر عمّا وصلت إليه الفصائل الموالية للتحالف خلال ثمانية أعوام من الحرب”.

ورفض حزب الإصلاح الانخراط في عملية كبرى لتبادل الأسرى جرت في وقت سابق بين السلطة الشرعية والحوثيين، برعاية من الأمم المتحدة.

وترى الأوساط السياسية أن محاولات الإصلاح التشويش على الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق تهدئة، لن توقف قطار التسوية لكن المملكة حريصة على بلورة موقف موحد للسلطة الشرعية، وهي متمسكة بتحقيق اتفاق يحظى بدعم جميع المكونات.

وأعربت السعودية الثلاثاء عن أملها بأن تُكلّل الاتصالات القائمة مع كافة الأطراف اليمنية بما يؤدي إلى تحقيق حل شامل ومُستدام لأزمة البلاد.

جاء ذلك وفق بيان نشرته وزارة الخارجية السعودية عبر حسابها على تويتر، عقب لقاء جمع الفريق السعودي المفاوض مع الحوثيين، مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي.

وذكر البيان أن “الفريق السعودي للتواصل مع الأطراف اليمنية برئاسة سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر، عقد يوم الأحد لقاءً مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي”.

وأضاف أن “آل جابر نقل للعليمي تحيات القيادة الرشيدة (في المملكة) وتمنياتها بأن تُكلّل الاتصالات القائمة مع كافة الأطراف اليمنية بإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق حل شامل ومُستدام في اليمن”.

ولفت البيان إلى أنه” تم خلال اللقاء، إطلاع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي على نتائج اللقاءات في صنعاء (للوفد السعودي) في الفترة ما بين 8 و13 أبريل الجاري، بمشاركة وفد من سلطنة عمان الشقيقة وما رافقها من أجواء إيجابية”.

بدوره، ثمن العليمي “الجهود السعودية والعمانية، مشيداً بالحرص على أهمية المُضيّ بالخطوات الإنسانية اللازمة بما يرفع المعاناة عن الشعب اليمني في كل المحافظات، بما في ذلك صرف المرتّبات، وزيادة عدد الرحلات عبر مطار صنعاء الدولي، وفتح طرق تعز والطرق الأخرى، ووقف إطلاق النار وإحياء العملية السياسية والتوصل إلى حل سياسي شامل ومُستدام”، وفق البيان.

وفي الثامن من أبريل، زار وفدان من السعودية وسلطنة عمان العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي منذ العام 2014، وأجرى الوفدان مباحثات مع قيادة الحوثيين تناولت سبل تمديد الهدنة وإحلال السلام في اليمن.

وقالت الخارجية السعودية السبت إنّ هذه اللقاءات “شهدت نقاشات مُعمّقة في العديد من الموضوعات ذات الصلة بالوضع الإنساني وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، وكذلك الحل السياسي الشامل في اليمن”.

وأكّدت أنّ لقاءات الفريق السعودي في صنعاء “اتسمت بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية”، مشيرةً إلى أنّ “زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء امتداد للمبادرة السعودية وللأجواء الإيجابية التي وفّرتها الهدنة الأممية”.

وتتضاعف مساعٍ إقليمية ودولية لتجديد هدنة استمرت ستة أشهر وانتهت في الثاني من أكتوبر الماضي.

ويشكل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السعودية وإيران بوساطة صينية الشهر الماضي لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما في غضون شهرين، حافزا إضافيا لإنجاح الجهود الجارية.

ويرى مراقبون أن هناك فرصة مهمة للسلام في اليمن، لكن الأمر لا يخلو من تعقيدات، حيث أن الصراع اتخذ على مدار السنوات الأخيرة أبعادا جديدة، وأن مجرد اتفاق الرياض وطهران لن ينهي الأزمة.

ويشير المراقبون إلى أنه لا يمكن على سبيل المثال التوصل إلى تسوية سياسية دون حل القضية الجنوبية، وهي نقطة أصبحت مفصلية.

وأعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي الاثنين عن “خارطة طريق” لإنجاح العملية السياسية في البلاد من المقرر أن تعلن خلال أيام، مشددا على أن قضية الجنوب ستطرح في العملية السياسية الشاملة كقضية محورية بإطار خاص أجمعت عليه كل الأطراف المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي”.

وكان الزبيدي شدد في وقت سابق على أنه لا تسوية في اليمن دون حسم قضية الجنوب، وطالب رئيس المجلس الانتقالي الأمم المتحدة بضرورة اعتماد “إطار خاص لقضية شعب الجنوب في العملية السياسية باعتبارها مفتاح الحل ومدخلا رئيسيا لإنهاء الصراع في المنطقة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى