الأيام" ترصد تفاصيل حساسة عن انفجار المحطة الغازية في جعار

> زنجبار«الأيام» أحمد يسلم:

> غياب الرقابة يلقي بظلاله على أمان المئات من الأسر
مسؤول حكومي: أغلب المحطات بلا تصاريح وأبين لا تملك سيارة إطفاء


كثرت خلال السنوات الأخيرة المشاريع الاستثمارية في الوقود مثل المحطات البترولية والغازية بعدد من المحافظات وخاصة محافظة أبين وذلك سبب انخفاض مستوى الرقابة الحكومية وغياب الجهات المختصة، الأمر الذي يضاعف عدد من المشكلات أبرزها مخاطر قرب هذه المحطات من الأحياء السكنية وخطر ذلك على حياة العشرات من الأسر إلى جانب المشكلات الأخرى.

وكانت قد أفاقت مدينة جعار في أبين صبيحة الأربعاء الماضي على دوي انفجار ضخم تردد صداه إلى مسافات بعيدة وهز كل أحياء المدينة.


وبعد ساعات هرع الناس إلى مستشفى الرازي العام ومركز الشرطة لمعرفة ضحايا انفجار محطة الغاز الواقعة على الخط الرئيس والشارع الرئيس لمدينة جعار وفي أرقى أحياء المدينة.

وبحسب التفاصيل، لم يكن هذا أول انفجار تشهده مديرية خنفر بل سبقه انفجار أشد وأعنف في محطة الغاز حبيل برق الذي وقع في 8/12/2020 وذهب ضحيته قتلى وجرحى وكل هذا يحدث لانعدام احتياطات الأمن والسلامة التي هي في صورتها الصفرية إن لم تكن مادون الصفرية.


وقال العقيد حسين المسعودي قائد شرطة المدينة لـ"الأيام":"تحركنا في اللحظات الأولى إلى موقع الانفجار وهناك عملنا على نقل الضحايا من قتلى وجرحى إلى مستشفى الرازي الذي لا يبعد سوى بضعة مترات عن الحادثة والحقيقة كان الانفجار شديدا ومرعبا".

وبحسب المسؤول الأمني لم تتوفر في المحافظة سيارة مطافي بالمطلق وهذا يفاقم من خطورة حوادث الحرائق مع العلم أنه وفي ذات اليوم الأربعاء عصرا شب حريقان في منزلين في جعار وأخر في زنجبار تم السيطرة عليهم عن طريق الأهالي والجيران بإحضار (وايتات) ماء خاصة لم تحصل خسائر بشرية".

وفي هذا الصدد التقت زارت "الأيام" هيئة مستشفى الرازي العام المستشفى المركزي بالمحافظة والتقت د. حسين عبدالباري مدير عام هيئة مستشفى الرازي العام للاطلاع عن قرب على نتائج الحادثة والذي بدوره أوضح أن طاقم المناوبة في المستشفى استنفر بما لديه من إمكانيات وجهز سيارتي الإسعاف المتوفرة لدينا ونقلنا الحالات المصابة والحرجة إلى العاصمة عدن وتحديدا مستشفى أطباء بلاحدود نظرا لأن معظم الحالات كانت قد تعرضت لحروق شديدة من الدرجة الخطيرة وكسور مضاعفة وليس لدينا إمكانية علاج حالات الحروق من الدرجات الخطرة.


ومن جانبه، رئيس قسم التمريض بهيئة مستشفى الرازي العام علي الحوتري قال:"الحادثة مهولة ومريبة جدا لأنها وقعت في وسط المدينة وعلى مقربة من المستشفى وحي المثلث المكتظ بالمباني السكنية وصلت معظم الحالات في حالة حرجة وبعضها توفى في الحال".

وحصلت "الأيام" على اسماء الضحايا وهم مسعود سالم فتيني 50 عاما عامل المحطة (متوفي) و جواد عبدالملك عبدالرقيب تعز( 45 عاما) متوفي، و طارق عبدالله حزام عمران ( 47 عاما) سائق صهريج الغاز متوفي.

وعلمت "الأيام" أن المصابين الذين نقلوا إلى عدن لتلقي العلاج هم حسام الحويجي (30 عاما) وعبدالواحد البركمي( 35 عاما ) و خالد عبدالله( 28 عاما) مثلث جعار نقل إلى عدن.


"الأيام" من موقع الحادثة

لوحظ من الوهلة الأولى أن معالم المحطة قد انتهت عن بكرة أبيها وقذف شدة الانفجار أحد صهاريج التخزين إلى مسافة 500 متر فيما بلغت شدة التأثير في دائرة سكنية وتجارية من جميع الاتجاهات قطرها 820 مترا وتحول صهريج آخر إلى قطع متناثرة طارت إلى مسافة 300 متر.

ورصدت سيارات مواطنين متضررة وصهريج التفريغ ومنازل محيطة ومتاجر إلى خلع الأبواب والنوافذ ومقذوفات اخترقت جدران بعض من البيوت المحيطة.


الشيخ صالح القحيم متضرر في سياراته وبيته قال في الساعة الحادية عشرة والربع تقريبا هز الانفجار المدينة وفوجئنا بسقوط نوافذ البيت والأبواب وتساقط المكيفات وفجوات في منزلي والمنازل المجاورة.

وتابع :"تضررت السيارات الواقفة أمام منزلي ومنازل الآخرين الواقعة على الشارع الرئيس و شكَّل الانفجار لنا صدمة لم نستوعبها في البداية وتبين لنا أن الانفجار في المحطة فهرعنا إلى موقع الانفجار والمساعدة في نقل المتوفيين والجرحى.


واستطرد الشيخ :"حذرنا من أول وهلة وتقدمنا خطيا إلى الجهات الحكومية حينها بخطورة قيام محطة غاز وسط حي سكني والشارع الرئيس للمدينة يعج بالحركة التجارية والمرورية والسكانية ولكن كل محاولاتنا ذهبت أدراج الرياح لأن الفساد طاغ في مثل هذه الأمور طبعا" .

وفي هذا الاتجاه، الحاج محمد علي صالح الوالي رئيس الغرفة التجارية والصناعية محافظة أبين قال:"احتياطات الأمن والسلامة معدومة ليست في محطات الغاز بل ومحطات بيع المشتقات النفطية أيضا".

وأضاف :"أبين بطولها وعرضها تخلوا من سيارة إطفاء واحدة وهذا بحد ذاتها جريمة مشهودة".


ويتهم الموظف الحكومي المحطات بعدم امتلاكها تصاريح مزاولة المهنة وخاصة مزاولة بيع الغاز وإلا لما تم إقامتها في منطقة تجارية ومأهولة بالمساكن والسكان بل في عمق المدينة وأرقى أحيائها.

وقال :"الجهات الرسمية ونحن منهم مدعوون إلى اتخاذ تدابير عاجلة بتشديد الرقابة على محطات بيع الغاز والوقود وتوفير معدات الأمن والسلامة ووسائل الأمان بصورة صارمة".

أعين الناس

الشيخ زيد محسن السنيدي، أحد سكان حي المثلث وجار مستشفى الرازي قال :"كان صوت الانفجار مرعبا للغاية اهتزت له مدينة جعار بصورة لم يسبق لها مثيل وسمع إلى مناطق عدة من مناطق الدلتا".



وأضاف:"قيام محطات الغاز والوقود وسط الأحياء السكنية عبارة عن قنبلة تدمير شامل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت وهذه جريمة نطالب بإجراء تحقيق شامل إزاء هذه الحوادث المرعبة خاصة وأن انفجار محطة الغاز ليست الأولى من نوعها فقد سبقها انفجار محطة حبيل برق نهاية عام 2020 م ".

وفي الصدد ذاته، تحدث محسن محمد محسن، مدينة حصن بن عطية:"من خلال مشاهداتي لموقع المحطة كان الأمر مهولا ومخيفا، مضيفا:"الحادثة نتيجة من نتائج الفساد والمحسوبية"..

وعبر طه عمرعبدالله العوبان عن مخاوفه بالقول:"كان الانفجار كبيرا ونحن نقول إنه يتم اختيار عاملين في هذه المحطات الخطرة بدون تأهيل ولا دورات ولا احتياطات أمن وسلامة ولايحزنون".


وأضاف:"كما أن قيام هكذا محطات في وسط المدينة وعلى الشارع الرئيس للمدينة خطأ فادح وغير مقبول".

ودعا الجهات المختصة والرسمية إلى حصر الأضرار والخسائر البشرية والمادية قبل أن يتم تغيير معالم الانفجار.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى