حقائق يحاول البعض تجاهلها

>
  • الوحدة كانت فخ للاستيلاء على دولة الجنوب وتصفية الجنوبيين
  • ​نخب الشمال تستميت من أجل الوحدة بينما جمهوريتهم لم تعد موجودة
> الحقيقة الأولى: بشهادة أحد أعضاء اللجنة الدستورية محمد الفسيل بأن الجنوب كان جادا وصادقا في عملية التوحد مع دولة الجمهورية العربية اليمنية بينما الشمال وحسب تعبيره كان يحضر لعملية غدر واسعة النطاق وفقا لخطة الرئيس علي عبدالله صالح أمام جمع من معارضي الوحدة من المشايخ والفقهاء، ومن هنا نستطيع أن نؤكد بأن الوحدة في نظرهم مجرد فخ لاستدراج الجنوب لتسليم دولته وبعدها يتم تصفيتهم أي الجنوبيين.

 الحقيقة الثانية: وحسب مذكرات الشيخ عبدالله الأحمر بأن الرئيس علي عبدالله صالح أوعز إليه تشكيل حزب إسلامي مهمته معارضة ما تم الاتفاق عليه مع الجنوب لأنه لا يستطيع أن يفعل ذلك وكان ذلك تبادل أدوار في إقصاء الجنوب من الشراكة في الوحدة.
الحقيقة الثالثة: أثناء الفترة الانتقالية جرت حملة اغتيالات واسعة النطاق استهدفت قيادات جنوبية ووضعهم في حالة رعب هم وعائلاتهم بعد أن فقدوا حماية الدولة بعد انتقالهم إلى صنعاء.

الحقيقة الرابعة: شن حزب الإصلاح حملة تحريض عبر منابر المساجد وفي معسكرات القوات الشمالية والإذاعة والتلفزيون ضد الجنوب ونعتهم بالملحدين والاشتراكيين والشيوعيين لتأليب العامة ضدهم والتحضير لاكتساح الجنوب.

الحقيقة الخامسة: قام الرئيس علي عبدالله صالح ومن ورائه حزب الإصلاح بإعلان الحرب السافرة ضد الجنوب في ميدان السبعين ولما وصفوه بالتمرد ضد الشرعية وكانت بداية النهاية للوحدة السلمية الطوعية بين الجنوب والشمال وتحول اجتياح الجنوب عسكريا والسيطرة عليه إلى احتلال مكتمل الأركان حسب وصف اللواء علي محسن الأحمر والذي قال بإن الجنوب تم إدارته بالاستعمار والاستبداد.

الحقيقة السادسة: باجتياح الجنوب مكن النخب الشمالية السياسية والعسكرية والقبلية والدينية من تشليح المؤسسات الحكومية القائمة في الجنوب لا بل تم تقاسم الثروات بين الأجنحة الرئيسية وتحولت الثروات الجنوبية إلى ملكيات شخصية للشماليين.

الحقيقة السابعة: الجنوب تعرض للتجريف في كافة المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية والإدارية من خلال تسريح عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين ورميهم في الشارع وكأنهم ليسوا مواطنين لديهم كامل الحق في الوظيفة العامة والسكن والتعليم والتطبيب وكذلك الحق في تمكينهم من الخدمات الضرورية التي على الدولة توفيرها والتي تم حجبها عن المواطن الجنوبي.

الحقيقة الثامنة: شهد العالم أجمع بأن الجنوبيون لم يرضخوا لهذه الإجراءات التعسفية وقاوموا بكل السبل ومن ذلك خروجهم في حراك سلمي للمطالبة باستعادة دولتهم واستعادة كرامتهم والتي تم مواجهتها بالعنف والسجن والقتل المباشر للمتظاهرين من قبل قوات نظام صنعاء ولدى الجنوب عشرات الآلاف من الشهداء وظل الجنوب يواصل نضاله السلمي حتى جرى الانقلاب في صنعاء على ما يسمونها الشرعية التي توافقوا عليها.

الحقيقة التاسعة: تعرض الكادر الجنوبي المتخصص والمؤهل من العسكريين والطيارين والمهندسين خلال فترة الوحدة لحملة اغتيالات منظمة وموجهة عبر خلايا قاعدة النظام وذلك حسب وصف طارق الفضلي في مقابلة تلفزيونية بأن هناك لجنة شكلها النظام للقيام بتلك التصفيات بحجة أن الشيوعيين عادوا من جديد
الحقيقة العاشرة: الجنوب تعرض لعدد كبير من المجازر ابتداء بمجزرة المعجلة ومرورا بمجزرة سناح وزنجبار وعدن والعند والكثير الكثير منها في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية.

الحقيقية الحادي عشر: انقلاب صنعاء تم بتحالف الزعيم علي عبدالله صالح مع الحوثيين ولولاه لما سقطت الدولة بيد الانقلابيين وبالمقابل تخلي الشرعية عن الدفاع عن صنعاء وفرارها كان عاملا مهما للسقوط السهل للعاصمة.

الحقيقة الثانية عشر: قرر الانقلابيون في صنعاء غزو الجنوب تحت مبرر مطاردة الدواعش  (أي هادي وجماعته) وكان رهان تحالف الانقلاب بأن الجنوب لن يقاوم لأنه حسب اعتقادهم ولن يقاتلوا من أجل الشرعية التي كان يرأسها هادي والذي كان مشارك في اقتحام الجنوب في حرب 94م ولكن خابت تقديراتهم وحمل الجنوبيون السلاح عند تجاوز الجنود الشماليون حدود الدولة الجنوبية وتصدوا للغزو ودارت معارك طاحنة في كل شبر يتوغل فيه الغزاة على أرض الجنوب، وهذه كانت أبلغ رسالة بأن الجنوبيين أتت لهم الفرصة التي ينتظرونها لكي يلقنوا الغزاة مرارة الهزيمة التي تنتظرهم وكانت رسالة أخرى بأن الجنوب يدافع عن أرضه ولن يسمح لأحد باحتلالها من جديد ولم يفهم الشماليون ذلك المغزى من استماتت الجنوب بالدفاع عن أرضهم بينما مرت قوات الغزو عدد من المحافظات الشمالية لم يرميها أحد بحجر أو يعترض خط سيرها باتجاه الجنوب مما يعني أن كل شعب الجمهورية العربية اليمنية بقواته وأحزابه وقبائله مع الغزو وليس لديهم مانع من تدمير الجنوب واحتلاله مره أخرى وكان انتصار الجنوب خلال ستين يوم من المقاومة في الضالع وتلاها انتصار مقاومة عدن ولحج وأبين وشبوة بأن الجنوب استعاد توازنه ويسير باتجاه استعادة دولته على أرضه.

الحقيقة الثالثة عشر: الشرعية حشدت قوات عسكرية من مأرب وسيئون ترافقها طلائع القاعدة وداعش باتجاه الجنوب حتى وصلت إلى مشارف عدن وحاولت اقتحام المدينة تحت مسمى عملية خيبر وبدل أن تحشد قواتها لاستعادة عاصمة الدولة صنعاء حولت بوصلتها نحو عدن وكانت القشة التي قسمت ظهر بعير الشرعية والتي بهزيمتها على أسوار عدن وعودتها خائبة منكسرة كانت بداية النهاية لوجودها على أرض الجنوب الذي كان كريما معها في منحها فرصة التواجد على الأرض

الحقيقة الرابعة عشر: الشرعية والحوثي تتقاطع مصالحهما في استعادة الجنوب وكانت أحداث السنوات الماضية شاهد على ذلك من خلال الانسحابات الغير مبررة وتمرير شحنات الأسلحة للحوثي عبر تواجد قوات الشرعية والحملة الدعائية المضادة ضد التحالف والجنوب وكان ذلك تبادل للأدوار فيما بينهما.

ماذا بعد؟
هذه وغيرها من الممارسات الخاطئة التي اتخذها النظام في صنعاء قبل الانقلاب وبعد الانقلاب وكذا ممارسة الشرعية ضد الجنوب وكل هذا لا نجد غرابة بأن الانقلابيين والشرعية لا زالوا يحملون نفس التوجهات الخاطئة تجاه الجنوب ويلتقون تماما بهدف إعادة السيطرة عليه وإبقاءه تحت عباياتهم.
الآن هل يوجد عاقل من لا زال يفكر بوحدة بين الجنوب والشمال وأن لم يوجد فلا اعتقد أن مثل هذه الوحدة ستفرض بالقوة على شعب الجنوب تحت أي مبرر.

فالنخب السياسية والقبلية والدينية الشمالية وضعت نفسها في مأزق خطير فهي تخاذلت في مقاومة الحوثي ولم تستفد من دعم التحالف خلال ثمان سنوات فهذه مشكلتها وليست مشكلة الجنوب وعليها ان تفتش عن أي مخرج للعودة إلى ديارها ولديها خياران لا ثالث لهما أما وتقتنع بالحوثي سيدا وحاكما عليها فتذهب للتصالح معه وأما أن تذهب لترتيب أوراقها لمواجهة الحوثي حربا أو سلما من أماكن تواجدها في الشمال.

من غير الانصاف ربط الجنوب  بحل مشكلة صنعاء لأن النخب الشمالية بكل تفرعاتها ليست جادة في تحريك الوضع في الشمال وتركت الحوثي يرتب الدولة وفق توجهه السياسي والذي سيصل في نهاية المطاف إلى إعادة الإمامة بحلة إيرانية جديدة بينما هذه النخب الشمالية تعيش في عالم الوهم فهم يضعوا العربة قبل الحصان أي  يستميتوا من أجل الوحدة التي أضاعوها بينما جمهوريتهم قد اختطفها الحوثي ويحولها إلى نظام أمامي بنسخة ولاية الفقيه التي لا يقبلها الجنوب بأي حال من الأحوال فهم بحاجه إلى إعادة ترتيب أوراقهم بشكل صحيح بحيث يضعوا الخطط لاستعادة جمهوريتهم أولا ويتركوا الجنوب يعيد دولته التي ستسندهم عند اتخاذهم أي قرار، وأي قرار تتخذه القيادات السياسية والقبلية والدينية الشمالية ستجد من الجنوب كل الدعم والمساندة.

حان الوقت لكي يتفرغ الجنوب لإعادة بناء دولته، وسيكون من المفيد استعادة العقل والمنطق بالاعتراف بالحقائق وأولها أن الوحدة ماتت وشبعت موت وثانيا الترتيب لفك ارتباط سلمي وثالثا يجلس ممثلي الجنوب مع ممثلي الشمال لترتيب الأوراق السياسية والتنسيق والتعاون فيما بينهما كدولتين متجاورتين تربطهما روابط كثيرة تتطلب التفاهم والتنسيق فيما بينهما بهدف تأمين مستقبل الأجيال القادمة لشعبي الدولتين ولضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
خاص بـ"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى