العملة إلى الهاوية.. ولا رقابة على شركات الصرافة وهي في تزايد

> «الأيام» ريم رامي:

> بعد أن شهدت عدن ارتفاعًا غير مسبوق لأسعار صرف العملات.. "الأيام" تلتقي بمواطنين وتجار وصيارفة


> تتسع سطوة المعاناة وتتمدد في واقع المواطن البسيط مع وضع اقتصادي متدهور، وعملة تواصل انهيارها أمام العملات الأجنبية بمستويات قياسية في أسوأ سقوط على الإطلاق في تاريخها، وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية وأسعار المواد الأخرى.

كل المؤشرات حتى اللحظة تنذر باقتراب كارثة إنسانية ستكون لها عواقب وخيمة في ظل غياب المعالجات الاقتصادية الشاملة والتحديات الماثلة التي يقف الشعب في حيرة أمامها.


أحد العاملين في سوبر ماركت "هاي بارك" بمنطقة الشابات في مديرية خور مكسر (مبارك محمد قائد) قال: "عندما نأخذ المواد الغذائية من التجار، نأخذها بالدولار، لكي لا يحصل لديهم عجز، وعندما نأخذ المواد الغذائية بسعر صرف اليوم واليوم الثاني صرف آخر، لذا لا نبيع بصرف اليوم، نبيع بسعر الفاتورة التي اشترينا بها المواد الغذائية بذلك اليوم، وعندما نقطع فاتورة بمواد غذائية أخرى، نسعره على حسب الصرف، ونأخذ الأرباح ولا نرفع الأسعار إلا عندما تنفد البضاعة التي اشتريناها، أما التاجر الصغير فهو الذي سيتأثر مع ارتفاع العملة، عندما يأخذ بمبلغ كبير مثلًا ويبيع بمبلغ أقل في حالة انخفضت العملة أو العكس، فيضطر إلى شراء نصف البضاعة، لأن الأسعار تكون قد ارتفعت ولم يحقق ربحًا من المواد الغذائية التي باعها.

وأضاف :"بينما التاجر الكبير قد أخذ بحسبانه نسبته وباع كميات منتجاته، ولم يخسر شيئًا.

واختتم "يجب ضبط من يتلاعب بارتفاع العملة الأجنبية".

ومن مديرية صيرة قال المواطن (محمد عبدالحكيم سالم) "نرى الأسعار ترتفع والارتفاع بكل شيء المواد الغذائية والاستهلاكية والنفطية، وكل ما زاد الصرف زادت السلعة، ولا شيء ينزل، حتى وإن نزل الصرف الأسعار تبقى على ما هي عليه.

وأضاف سالم بأن الحكومة هي السبب الأساسي في تلك المعمعات، ولا توجد رقابة على البنك المركزي ولا رقابة على الصرافين، متسائلًا: لماذا نرى شركات الصرافة في تزايد؟


من قبل كنا نرى في بلادنا شركات صرافة على عدد أصابع اليد أما الآن فلدينا أكثر من 200 صراف وهذا أيضًا سبب ارتفاع العملة.

وأشار محمد عبدالحكيم إلى أنه لا توجد رقابة على البقالات، فنجد أن كل بقالة ولها سعر خاص بها على الرغم من أن البقالات يقعن في نفس المنطقة إلا أن كل بقالة تبيع على هواها، والمرتبات كما هي لم تزداد.

ويرى محمد عبدالحكيم أن الحل بحضور الحكومة وتشكيل رقابة على التجار الكبار للمواد الغذائية وكذلك تجار العملة فهم أساس كل خراب وكل مشاكل البلاد، وعلى الحكومة أن تغلق شركات الصرافة غير المرخصة.

يجب أن يتقوا الله بهذا الشعب ونحن موكلين أمرنا لله، نحن لاحول لنا ولا قوة إلا بالله".

وكذلك من مديرية صيرة تحدثت المواطنة (عبير علاء) قائلة "الأوضاع سيئة للغاية، الأسعار في ارتفاع متزايد وبشكل مبالغ فيه والدخل معدوم.


إذا كان في توازن بين الدخل والأسعار سيكون هناك حياة قابلة للعيش في عدن بشكل أفضل مثل ما كانت زمان، ولكن حاليًا الوضع سيء.

وأشارت عبير إلى أن الأسعار تختلف من بقالة إلى أخرى، هناك بقالات تراعي ظروف الناس، وأخرى تبيع بأسعار مرتفعة، ويبرر أصحابها أن بضاعتهم قد أتت اليوم وبالتالي فهي جديدة، وهو مالم يحصل في الحقيقة، لكن لا خوف من الله.

نطالب بفرض رقابة شديدة على جميع البقالات وبشكل يومي لكي ينضبط السوق ويجب فرض غرامات على المخالفين إن لم يلتزموا بالسعر المحدد من مكتب وزارة الصناعة والتجارة، يجب أن يعود الحزم الحكومي على التجار حتى تعود العاصمة عدن مثل ما كانت في الماضي بل وأفضل.

(هبة علي) لفتت إلى أن طمع التجار هو سبب رئيس في ارتفاع الأسعار، فبمجرد ما يرتفع الصرف ترتفع كل الأسعار، على الرغم من أن البضائع تكون مكدسة لديهم من السابق.

وهناك مؤشر خطير يتمثل في تبدل الطبقات المجتمعية فالذي كان يعيش متوسط الحال أصبح فقيرًا، أما الفقير فأصبح معدوم الحال كليًا، وهناك أناس لا يستطيعون توفير قوت يومهم بعد ارتفاع الأسعار، وكذلك يوجد مواطنون يعملون من الصبح حتى المساء من أجل أن يحصلوا على قوت أبنائهم.

ووجهت هبة علي كلمة إلى الحكومة قائلة: يتوجب على الحكومة أن تنظر إلى حال الشعب وتلتفت نحو الفئة الفقيرة، وليس الفئة المتوسطة، بل الفئة الفقيرة والتي أصبحت معدومة.


المواطن (منذر محمد سالم) امتعض من صعود الأسعار، والناس لا يستطيعون أن يحصلوا على قوت يومهم الأساسي، مضيفًا " من قبل كانت العائلات عايشة بمستوى محدد وتستطيع توفير الوجبات الأساسية، أما الآن فأغلب الناس لا يستطيعون أن يوفروا إلا وجبة واحدة في اليوم، الناس لا تستطيع أن تعيش في هذا الوضع المتدهور للأسوأ.

وأردف قائلًا "إن كل بائع له سعر، وتوجد بقالات ترفع أسعارها بعد منتصف الليل، مستغلين عدم وجود بقالات أخرى مفتوحة في ذلك الوقت، فيضطر المواطن أن يشتري بسعر غير السعر الذي يشتريه في بقية اليوم، والسبب غياب رقابة الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي أيضًا.

ومن الأسباب التي جعلت عملتنا تهبط، هي الفساد والبطالة والعصابات الذين يعملون لدى الصرافين والقيادات والتستر على المجرمين.

وواصل منذر سالم حديثه "أعرف أناس أصيبوا بمرض السكري والضغط، وماتوا وليس لديهم النقود لشراء الكفن".

باتت الناس في عدن طبقتان فقط لا ثالث لها، ناس في الطبقة الأولى المتنعمة بالأموال والغنى، والسواد الأعظم من الناس يعيشون في العاصمة عدن تحت خط الفقر، فلا يوجد ناس حالتهم متوسطة، والذين كانوا فقراء في الزمن الماضي إما أنهم أصبحوا غير موجودين، أو باتوا يتسولون ويمدون أيديهم، فإذا الحكومة اتقت الله في الشعب فإن كل شيء سيصلح حاله، وإلى الانتقالي أو الشرعية يجب أن يتقوا الله بالشعب المسكين هذا.

هم لديهم سيارات آخر موديل، ويشترون القات بمئات الآلاف من الريالات، والشعب لا يستطيع أن يوفر قوت يومه، أليس ذلك حرام عليهم؟


ومن مديرية صيرة تحدث المواطن (مروان حسان عبده علي) أن الوضع إلى الأسوأ والغلاء فاحش في عدن، والناس لا تستطيع أن تواكب الوضع والأسعار.

حيث توجد قلة قليلة يتلاعبون بالأسعار ويوظفون سماسرة معهم لرفع الأسعار بالريال السعودي والدولار الأميركي، جعلوا حياة الشعب في حالة نكدة يُـرثى لها، والضحية هو المواطن.

وأضاف لا توجد رقابة نجد في كل يوم أن كل بقالة وكل سوبر ماركت لهم أسعار على الرغم من أنه بجانب بعضهم البعض وفي نفس الشارع.

وأنا أشاهد أسر عزيزة النفس لا يستطيعون أن يوفروا وجبة واحدة في اليوم فالوضع بات سيئًا جدًا.

لم نرَ حلولًا لهذه البلاد كلها، ودائمًا ما نسمع الكذب ولا نلمس شيئًا حقيقيًا للبلاد أبدًا، ومنذ عام 2015م ونحن مع الأسف الشديد ننحدر إلى الأسوأ، وها هو عام 2023م ولا جديد بخصوص تحسين الأوضاع المعيشية فلا استقرار ولا أمان.


الموجود في عدن عصابات هي التي تشتغل في هذا الوضع، والصرافون مدعومون من أناس كبار بعدن هم الذين أوصلوها إلى هذه الحالة.

المجلس الانتقالي حاكم العاصمة عدن لم يستطع فعل شيء لها، نحن نريده أن يفعل حلًّا لكي يحل الاستقرار في الأسعار، ونريد أيضًا إيصال رسالتنا إلى مسؤولي العاصمة عدن اتقوا الله بالشعب.

وفي بقالة باحكيم بمديرية المعلا قال البائع (محمد علي) "إن الأسعار تتغير كل يوم، وذلك على حسب الصرف سواءً في ارتفاع أو انخفاض، لذا يجب أن يوجدوا حلًّا لسعر صرف الريال السعودي والدولار الأميركي لأن كل شيء مرتبط به.

اليوم نزلت أسعار جديدة كلها بزيادة شركات الأغذية التابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم رفعت أسعار منتجاتها، ووكلاء العلامات التجارية كذلك وهم كل من: أرز النقيب، أرز الفخامة، أرز شاهين، جميعهم رفعوا الأسعار.

ونبين لكم هنا الفرق بين رفع الأسعار وقبل أن يتم رفعها وهي كما يلي:

رز شاهين وزن 20 كيلو كان سعره بـ 38800 ريال، أما الآن أصبح بـ 39800 ريال.

أي بمعدل ألف ريال زيادة كل هذا بسبب ارتفاع الصرف.

وكل الأسعار في البقالات نسبيًا متقاربة الفرق لم يتجاوز عن 50 ريالا أو 100 ريال.

لكن الفرق الأساسي نجده في الجملة، فالبعض من تجار الجملة يبيعون بالسعر الجديد والبعض الآخر بالسعر القديم، فيجب على الدولة أن تتحرك ولابد من فرض رقابة، فإذا الصرف استقر فإن الأسعار ستثبت ويمكن لها أن تتناقص أيضًا، ولكن كيف السبيل لأن تنخفض أسعار البضائع وصرف العملات الحل عبر الرقابة المستمرة وتدخل الحكومة.

وتابع محمد علي نحن عندما نشتري بضاعة بسعر منخفض ومن ثم يرتفع ثمنه بعد شرائه فإننا لا نرفع الأسعار بل نبيع على حسب الصرف الذي أخذنا بضاعتنا به، وبعد نفاد البضاعة نشتري بضاعة جديدة بسعر صرف اليوم مع الارتفاع، فنبيع بسعر أرفع.

ولفت البائع (أحمد سالم أحمد سعيد) من بقالة حلوة عدن في الشارع الرئيس بمديرية المعلا إلى أن ارتفاع الأسعار صاعدة للأعلى ولم تنزل نهائيًا فكل يومين أو ثلاثة أيام تتبدل الأسعار بمعنى أن السعر لم يثبت بتاتًا.

والفاتورة التي نزلت بالأسعار الجديدة كانت نسبيًا متناسبة مع سعر الصرف، ولكن ليست مناسبة مع مرتبات المواطن.

مبينًا أنه بالفعل توجد بقالات تبيع بسعر وبقالات أخرى تبيع بسعر آخر، ولكن أغلب البقالات تبيع مثل بعضها بالأسعار، الحلول في أيدي الحكومة فلو ضبطت أسعار الصرف ستنضبط أسعار المواد الغذائية.

من جانبه قال مدير فرع أحد المصارف في العاصمة عدن "يأتي عدد من التجار إلى شركة الصرافة ليشتروا منه عملة أجنبية سواءً دولارا أميركيا أو ريالا سعوديا ويقول مالك الصرافة أنا سأرفع عليك ريال سعودي أو نصف دولار، علمًا بأن المبلغ الذي يشتريه التجار قد يكون مثلًا 200 ألف ريال سعودي، أو 100 ألف دولار أميركي وبهذا يبيع الصراف فيزداد السعر، وهكذا ترتفع الأسعار، من صراف إلى صرّاف آخر.

كاشفًا أن جميع الصرافين لديهم مجموعات في تطبيق "الواتساب" ومن خلاله يقومون برفع الأسعار، فكل صرّاف يرفع وبقية الصرافين يرفعون أيضًا حتى بدون علمهم بالسبب، ولهذا يتم التلاعب بأسعار صرف العملات في العاصمة عدن".

إحدى العاملات في صيدلية بمديرية المعلا قالت "نحن توقفنا عن الشراء من التجار إلى أن يتم استقرار الأسعار المرتفعة، ومن جانب آخر هناك بعض شركات بيع الأدوية توقفت عن البيع ولكن احتياجات الأطفال الأساسية ارتفعت بشكل جنوني فلا حول ولا قوة إلا بالله".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى