انطلاقة موسم نجم البلدة بالمكلا

> المكلا«الأيام» خاص:

> انطلقت، اليوم السبت، في مديريات ساحل محافظة حضرموت، مهرجان موسم نجم البلدة السياحي، والذي يستمر من 15 إلى 29 يوليو الجاري.

وتشهد مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، ومديريات: ”الشحر، غيل باوزير، بروم، الريدة، وقصيعر"، عروضًا تراثية على هامش تدشين المهرجان، اشتملت على أعمال يدوية وحرفية ارتبطت بموسم البلدة، وألعاب شعبية ومحاكاة لحياة البادية.


وتضمن تدشين المهرجان فعاليات من العروض البحرية، ومعرضًا للصور خاص بمشاريع السلطة المحلية وغيرها من الفعاليات التي تواكب مهرجان موسم البلدة.

ويمثل المهرجان تقليدًا سنويًا في ساحل حضرموت، وتكمن رمزيته بارتباطه بالتراث والعادات الحضرمية، وهو أحد الظواهر المناخية والطبيعية التي تشهدها شواطئ الشريط الساحلي لمدينة المكلا والمدن القريبة الأخرى، والمتمثل في برودة مياه بحر العرب إلى درجات منخفضة، حيث أن المهرجان يعتبر عاملا سياحيا يجذب المواطنين إلى ساحل حضرموت، ويجدون في أيامه الاستمتاع والاغتسال بمياه البحر البادرة كتقليد تاريخي قديم، إضافة إلى ما يمثله المهرجان لهم من عوائد اجتماعية، وفوائد صحية وعلاجية.

ويسعى المهرجان لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لمواطنيها وللقادمين من خارجها، وهذا ما جعل القائمين على المهرجان تدشين نسخة هذا العام بإطلاق الحمام في السماء، تأكيدًا لمعاني وقيم السلام.


وانتشر آلاف المواطنين والعوائل على امتداد السواحل مجسّدين لوحة فرح وابتهاج، متجاوزين ظروف الواقع، مبتهجين بأجواء نجم البلدة السياحي للعام 2023م التي بدأت مع دخول فجر اليوم .

وظهرت ملامح الابتهاج بنجم البلدة من خلال التدفق الكبير على المكلا الذي سبق يوم التدشين، أظهر ملامحه حجم الازدحام في شوارع المدينة والتدفق على الفنادق والانتشار الواسع في سواحل وأرجاء المدينة، إلى جانب لوحات المركبات التي تحمل أرقام مختلف المحافظات ودول الجوار.

أما نجم البلدة فهو نجم فلكي مرتبط بالأشهر الميلادية، ويعد من نجوم فصل الخريف، ويبدأ حسب التقويم الميلادي في منتصف يوليو، من خلال تكون تيارات بحرية شديدة تنبع من أعالي البحار، تتأثر بها سواحل محافظتي حضرموت والمهرة وشرق اليمن عموما، وتكون باردة جدا وتؤدي إلى تلطيف الجو في مياه بحر حضرموت، لا سيما في الأجزاء المطلة على مدينة المكلا والمناطق الحضرمية الساحلية الواقعة إلى الشرق والغرب من المكلا.


وبحسب ما هو متعارف عليه محليا، فإن مياه البحر تكون الأكثر برودة عن غيرها من السواحل، وذلك يعود لاتجاه التيارات المائية والرياح والأمواج التي تكون أكثر تركيزا واتجاها على هذه السواحل.

وفي تقدير الباحثين فإنها تتشكل في موسم نجم البلدة ظاهرة بحرية فريدة من نوعها، وذلك يتمثل في ارتفاع درجة برودة مياه البحر بشكل كبير، وذلك لأن "نجم البلدة هو أحد النجوم المرتبطة بفصل الخريف من الناحية الزراعية، وهو في المنزلة الثانية، كما يصفه العالم الفلكي القزويني "فضاء في السماء لا كواكب له بين العائم وسعد الذابح"، ومكون من ستة كواكب مستديرة صغيرة وخفية تشبه القوس".

كما أن اشتداد الرياح الموسمية الشمالية وقوة انبعاث التيار البحري، يثيران حركة موج واسعة وعنيفة داخل البحار تقوم بدفع التيار الغائص الذي يدفع به المياه من الأعماق الباردة إلى سطح البحر، مما يدفع بالكتل المائية إلى الشواطئ الجنوبية لشبه جزيرة العرب، فتتشبع بالبرودة التي تسري في مياهها.


ويشير البعد التاريخي لنجم البلدة في المدلول الثقافي والشعبي، ومنها الجانب المهني وهو ارتباط الإنسان الحضرمي بنجم البلدة منذ القدم، وكان أكثر الفئات المهنية إحساساً بهذا النجم المزارعون، فكان موسما لعقد الصفقات والعقود التجارية بين ملاك المزارع وعمالها، حيث يتم بذر المحاصيل الزراعية، كما ينتج التمر الطازج المسمى الرطب، وتنشط حركة الإنتاج الزراعي، وعلى العكس تماما كان للصيادين في حضرموت قبل عشرات السنين قصص وحكايات مع نجم البلدة، أهمها عدم قدرتهم على الإنتاج السمكي كبقية فصول السنة نتيجة الأمواج العاتية، لذا كانوا يكتفون بصيد الأسماك في المناطق القريبة من السواحل، لكن قلة العمل تلك كانت فرصة لهم لممارسة بعض الأنشطة التراثية في هذا الموسم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى