مختصون: المخدرات وغياب الوازع الديني وراء انتشار الجريمة بعدن

> عدن "الأيام" ريم رامي :

> عزا المحاضر في قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة عدن، د. محمد حسن عبد الشيخ الجرائم وظواهر العنف التي انتشرت بالعاصمة عدن إلى انتشار المخدرات بكل أنواعها؛ "ما سبب انفلاتا أمنيا وضرب القيم ومزق الأسرة، وهز العادات والتقاليد".

وأضاف في تصريح لـ"الأيام" "لذلك انتشرت ظواهر وسلوكيات كنتيجة للفلتان العام للقانون، وتؤدي إلى ظهور التمرد العام، تمرد على القيم وتمرد على المؤسسات، وتصبح الذات الإنسانية ضيقة لا تؤمن بالنظام أو بالقانون وبالتالي تسقط الكثير من الأخلاقيات التي يحاول المجتمع الحفاظ عليها بشتى الوسائل، ولكن نظرًا لغياب القانون وغياب الدولة التي من المفترض أن تكون حامية للقانون، الآن شبه ضائعة".

وتابع "هذا لا يعني أن الصورة قاتمة إلى هذا المستوى، بل بالعكس عندما تم إلقاء القبض على القاتل في الحادثة التي حصلت يوم أمس الأول الثلاثاء في مركز (توب سنتر) بمديرية المنصورة دلالة على محاولة التعافي، وأن المجتمع ما زال مصممًا على الاحتفاظ بالقيم والجماليات الطيبة واحترام الإنسان لنفسه وذاته وهذه حالة تعافٍ موجودة، مطالبًا بإنزال أقسى العقوبات وسرعة القصاص في حق هذا المجرم بحسب القانون.

من جهته تحدث لـ "الأيام" د. جلال فارع محاضر علم النفس والاجتماع في كليتي الإعلام والآداب بجامعة عدن قائلًا "بخصوص جريمة يوم أمس الأول الثلاثاء.. نحن نستيقظ كل يوم على كارثة جديدة، ومن أجل تحليل بعض الأسباب، عندما نقول تفلُّـت الجانب الأمني أو انتشار المخدرات، هناك جانب أهم بكثير وهو ضعف الجانب الديني (الخوف من الله) والذي يُـعد السلاح الأكبر لأي شيء، ما ألاحظه أن ما يحدث في مجتمعنا نتيجةً لتراجع الوازع الديني لدى الشباب فالجانب الديني هو يردعك عن ارتكاب أي جريمة أو أي فاحشة، والجانب الآخر غياب دور الأسرة فهما لا ينفصلان فنحن نقوم بالتربية قبل أن نُـعلِّـم، فالأسرة تلعب دور كبيرًا في التربية".

وأضاف أن ثقافة العنف الموجودة وانتشار الجريمة لدى الشباب هذه ليست من ثقافتنا في العاصمة عدن، ما يحدث في المدينة مثل الكابوس نحن نستيقظ على قضايا كارثية لم تكن موجودة فالأسباب كثيرة.

وتابع "الجانب الأمني ليس السبب الأول، وقد يعترض البعض عن كلامي، متسائلًا هل رجل الأمن يعلم أن هذا الشخص سيدخل مكان ما ليرتكب جريمة قتل فتاة؟ الإجابة لا، هل نحن نعلم ما في قلوب الآخرين أن شخصًا سيسرق مثلًا".

الجانب الديني بحاجة إلى صحوة لدى الإعلام، والذي لا بد الاضطلاع بدوره وأن يُـفعِّـل من خلال (التلفزيون، والمساجد) ليس مجرد شعارات ولكن بالفعل وبالإحساس والروح، نحن فقدنا الروح في مدينة عدن بشكل خاص إلا من رحم الله، فعندما تموت الروح فإن الجسد يكون لا شيء.

واستطرد قائلًا "أتوقع يوم غد أو بعد غد أن تحدث قضية جديدة، لم ننتهِ بعد من قضية قتل الطفلة حنين البكري إنها جريمة إنسانية قتل البراءة قتل الطفولة، وجاءت جريمة أخرى بقتل فتاة بريئة أيٍّ كانت الأسباب فهذا ليس الحل".

وبخصوص قضايا الرأي العام إن تركت أي جريمة دون أن تحسم قضائيًا ستستمر وتتحول إلى قضية رأي عام لماذا لم يتم البت فيها؟ هناك قضايا واضحة الحكم فيها واضح لماذا المماطلات في حيثيات القضايا؟ فقضية هذه الفتاة العاملة بالمركز التجاري هي شخصية ليست قضية رأي عام، وتركها دون حسم سيؤدي إلى جعلها قضية رأي عام، فلا بد أن تحسم هذه القضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى