شبح يواجه الأسر في أبين مع بداية العام الدراسي الجديد

> سالم حيدرة صالح

> عام دراسي جديد في محافظة أبين والكثير من الأسر غير قادرة على توفير المستلزمات الدراسية لأبنائها، نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها بعد أن دخل الفقر كل منزل، وأصبحت الدراسة للأبناء الشغل الشاغل للكثير من الأسر في ظل تدني الحياة المعيشية، وارتفاع الأسعار الجنوني، والذي بدوره تسبب في حرمان بعض الأبناء من الدراسة، في دولة كانت تحتل قديمًا المرتبة الثالثة على مستوى الوطن العربي في التعليم بشهادة اليونيسف، ولكن بعد الوحدة المشؤومة وصل التعليم إلى الصفر وانتشرت الأمية.

وقالت أم حمود من مدينة زنجبار: "إن عدد أبنائها ستة يدرسون في الابتدائية والثانوي، ولم تستطع هذا العام من شراء المستلزمات الدراسية لهم، نتيجة ارتفاع الأسعار والظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها.

وأكدت في سياق حديثها لـ"الأيام" أنها ستقوم بتدريس الأولاد في الصف الأول والرابع والسادس والثامن ابتدائي، فيما بنتان في الصف الأول والثاني ثانوي ستحرمهما من الدراسة هذا العام، بعد أن عجزت في توفير المستلزمات الدراسية.

وأشارت إلى أنها ستدرس أولادها بالملابس الدراسية القديمة، وأنه ما باليد حيلة، فقر وجوع وغلاء وعجز، أمام الأبناء في توفير المستلزمات الدراسية لهم، فمن يتوقع أن نصل إلى هذا الوضع الكارثي، والاتجاه إلى الأمية ويكون جيل بالكامل محروم من الدراسة.

من جانبه أوضح المواطن صالح محمد أحمد من مديرية لودر إن الدراسة بالنسبة للأبناء أصبحت حلمًا، نتيجة عجز الكثير من الأباء عن شراء المستلزمات الدراسية، بعد ارتفاع أسعاره ليضطروا إلى تدريسهم، إما بملابس عادية أو إخراجهم من المدارس وحرمانهم من الدراسة.

وأكد أنه يعيل ثمانية من الأبناء أربعة ذكور وأربع إناث، أصبح اليوم عاجزًا أمامهم عن توفير المستلزمات الدراسية، وسنضطر إلى حرمان الفتيات من الدراسة، وتوفير المستلزمات للآخرين. وكل هذا يأتي نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي نمر بها.

وأشار إلى أنه متقاعد عسكري براتب 30 ألف ريال لا يكفي لمصروف يوم واحد، فما بالك بتوفير المستلزمات الدراسية لثمانية من الأبناء، حيث كنا في السابق نربي الأغنام ونبيع منها ونوفر ما نستطيع توفيره، لكنها انقرضت وأصبحنا عاجزين.

وقال المواطن حمود حسان صلاح من مدينة جعار إن العام الدراسي الحالي سيكون مغايرا ومتعبا على العديد من الأسر، نتيجة ما تمر به من ظروف صعبة ومعقدة، لدي خمسة أطفال، ثلاثة يدرسون في الصف الثاني والرابع والخامس ابتدائي، الحمد لله وفرت لهم المستلزمات الدراسية.

وأشار إلى أن بعض الأسر في مديرية خنفر لم تقدر على توفير مثل هكذا مستلزمات، وسيكون مصير أبنائها الحرمان من الدراسة مرغمين، فالفقر والجوع أدى إلى مثل هذه الأوضاع، نكبات متواصلة، وإذلال من الحكومات المتعاقبة، أنهكت المواطن الجنوبي وأوصلته إلى أوضاع لم يتوقعها، فمن المسؤول عن ضياع مستقبل الأطفال وحرمانهم من الدراسة.


وأشارت الأستاذة التربوية طلحة الأحمدي إلى أن الغلاء أدى إلى عجز الكثير من الأسر، عن توفير المستلزمات الدراسية، فالأزمات المفتعلة وتدهور العملة المحلية، أدت إلى المحظور، وستؤدي هذه الأعمال إلى جيل من الأميين في أبين خاصة والجنوب عامة.

وأضافت أن الوضع أصبح خطيرًا، وتسرب الطلاب وحرمانهم من الدراسة بحاجة إلى وقفة جادة من قبل الجهات ذات العلاقة، ويقع على فاعلي الخير والمنظمات الداعمة تقديم الدعم للأسر الفقيرة، من أجل التحاق أبنائها بالدراسة وعدم حرمانهم منها.

مشيرة إلى أن الجنوب كان من الدول الأولى في مجال التعليم على مستوى الوطن العربي وبشهادة اليونيسف، لكن اليوم انتشرت الأمية والوحدة المشؤومة سبب لكل هذه الأوضاع التي نمر بها.

وقال محمد العبسي من حارة الطميسي بمدينة زنجبار إن هذا العام لم يتمكن من توفير احتياجات الدراسة لأبنائه السبعة، كونه عاطلًا عن العمل ويعمل بالأجر اليومي، من أجل توفير لقمة العيش، مشيرًا إلى أن ارتفاع الأسعار أنهكت الأسر، وأنه منتظر أي دعم من قبل أهل الخير أو المنظمات الإغاثية، من أجل أن يدرس أبناؤه، ولا يحرموا من الدراسة.

وقالت المواطنة زهراء قائد أحمد من زنجبار إن الأوضاع المعيشية التي يمر بها المواطنون أدت إلى عجز الكثير من توفير لقمة العيش لأسرهم، ليأتي العام الدراسي الجديد ويضاعف هذه الهموم، ويصبح الآباء أمام أبنائهم في وضع لا يحسدون عليه.

وأشارت إلى تسرب الفتيات من الدراسة وعدم قدرة الآباء على توفير المستلزمات لهن، فالهم واحد والغلاء ينخر جسم المواطن وازمات متواصلة، ولم يلُح في الأفق أي بوادر أمل في ظل وجود الفاسدين.

وتابعت القول "منهم لله حرموا أبناءنا وفلذات أكبادنا من الدراسة وذلك عن طريق إثارة الأزمات والنهب والسطو المتواصل، وحرب الخدمات، فيما أولادهم يدرسون في الخارج ونحن نعاني الأمرين... إلى متى سيظل هذا الوضع من الجوع والحرمان وافتعال الأزمات وضياع مستقبل الأطفال.

خاص "الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى