الجيش الصومالي يسيطر على مدينة إستراتيجية حكمتها حركة الشباب لأكثر من 15 عاما

> مقديشو "الأيام" وكالات:

>
​رغم تحقيق الصومال لمكاسب ميدانية كبيرة في مواجهة حركة الشباب الإرهابية، إلا أن معركة مقديشو لا تزال طويلة وشاقة في ظل تمركز الحركة على الحدود الشاسعة مع كينيا والتي تبلغ 900 كيلومتر وهو ما يوفر لها هامش مناورة كبير.

وأعلن الجيش الصومالي الجمعة السيطرة على مدينة “عيل بور” الإستراتيجية، والمعقل الرئيسي لحركة الشباب في الأقاليم الوسطى.

ونقلت وكالة الأنباء الصومالية “صونا” عن بيان أصدرته وزارة الدفاع أن الجيش سيطر اليوم (الجمعة) أمس بالتعاون مع المقاومة الشعبية بشكل كامل على مدينة "عيل بور" الإستراتيجية بإقليم غلغدود وسط البلاد.

وأضاف البيان أن “القوات المسلحة مستمرة في تنفيذ عمليات تمشيط واسعة داخل أحياء المدينة لتعزيز الأمن والاستقرار وملاحقة الإرهابيين".

ولفت إلى أن "الجيش يواصل زحفه نحو القرى والمناطق القليلة المتبقية من إقليم غلغدود وسط البلاد". ووفق وسائل إعلام محلية، فإن مدينة "عيل بور" كانت تحكمها حركة الشباب لأكثر من 15 عاما. ويشن الجيش الصومالي، منذ أشهر في معظم محافظات البلاد، حربا ضد حركة الشباب التي تأسست مطلع عام 2004 وتتبع تنظيم القاعدة، وتبنّت تفجيرات أودت بحياة مدنيين وعناصر من الجيش والشرطة.

ومنذ مايو الماضي، ازدادت وتيرة الهجمات الإرهابية لمقاتلي الشباب في مناطق الحدود الكينية – الصومالية، وهو ما رجح محللون صوماليون أن تكون محاولة للحركة لزيادة عملياتها على حدود البلدين البالغة نحو 900 كيلومتر، مستغلة ضعف آليات المراقبة في هذه المنطقة الشاسعة. ونهاية يونيو الماضي، انسحبت القوات الكينية من قاعدة "جيرلي" الحدودية وسلمتها للقوات الصومالية بموجب قرار أممي، ما زاد طمع حركة الشباب للتوغل في هذه المنطقة الحدودية وتنفيذ هجمات إرهابية نوعية طالت مقاطعات كينية متاخمة للصومال.

ووفق محللين فإن حركة الشباب تبحث من خلال هجماتها الأخيرة على حدود كينيا والصومال عن “ملاذ بديل محتمل” في حال فشلت في وقف المرحلة الثانية من الحرب التي تقودها الحكومة الصومالية ضدها بمشاركة قوات من دول الجوار. ويرى المحللون أن تفعيل حركة الشباب نشاطها على حدود كينيا جاء ردا على فشلها الميداني أمام الجيش الصومالي الذي استعاد مناطق شاسعة كانت في قبضتها في أقاليم جنوب ووسط البلاد.

وقال محمد عبدو المحلل السياسي في المركز الصومالي للدراسات إن حركة الشباب “لا تزال تبحث عن خيارات بديلة ومحتملة في أنشطتها داخل الصومال في حال لم يفلح مقاتلوها في التصدي للعملية العسكرية في مناطق نفوذها جنوب ووسط البلاد". وذكر عبدو أن "العملية العسكرية الحكومية الأخيرة كشفت عن حالة الانهيار وعدم المقاومة الفعالة لعناصر مقاتلي الشباب، حيث خسرت خلال شهرين مناطق كانت تخضع لسيطرتها منذ نحو 9 سنوات ما يعكس تراجع قدراتها القتالية في ميادين القتال".

وأشار إلى أن المناطق الحدودية بين الصومال وكينيا “تعد من المواقع المحتملة التي قد يتخذها مقاتلو الشباب ملاذا آمنا في المرحلة المقبلة، وقد يلجأ إليها قادتها كونها منطقة مليئة بالغابات وشاسعة". وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الأسبوع الماضي إن هجوما عسكريا على حركة الشباب يستهدف القضاء على الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة خلال الأشهر الخمسة المقبلة، لكن خبراء أمن شككوا في هذا الإطار الزمني وسط الهجمات المتكررة من الجماعة المتشددة.

وشكك محللون أمنيون في إمكانية تنفيذ تعهدات القضاء على الحركة، وقالوا إن لها جذورا اجتماعية عميقة في مختلف أنحاء البلاد بينما خبرات وقدرات القوات الحكومية محدودة. وعاد مسلحون متشددون إلى بعض المناطق الريفية التي سيطرت عليها قوات حكومية خلال المرحلة الأولى وكبدوا أعداءهم خسائر فادحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى