العربة قبل الحصان

> ديما قالو تمخض الجبل فأنجب فأرا .. هكذا بعد عقود مليئة بالأحداث، أتوا متجاوزين كل تلك الحقبة الزمنية التي كانت وطأتها على الجنوب بالغة القسوة. أتوا ليضعوا العربة قبل الحصان، وعفا الله عما سلف، وما عليكم أيها الجنوبيون، إلا أن تنسوا كل ما يتصل بتضحياتكم من أجل الحرية، والتعاطي مع تلك البشرى التي يحملها لكم الجلاد عبر صقور رموزه، التي وجدت متنفسا للتعبير عن مشاريعها تجاه الجنوب، بعد كل مواجهات الصد التي مارسها شعبنا ببسالة تجاه تلك القوى، التي كانت مماراساتها واضحة بحق الأرض والإنسان. أتوا ليضعوا العربة قبل الحصان، بمعنى أدق لا حديث عن الجنوب، طالما وقد ابتكروا لنا تجربة الحكم المحلي واسع الصلاحيات، الذي لم يأخذوا به أو مقترحه بعد عام 1994.

ربما لأنه أتى حينها سابقًا على ممارسات النهب للثروة وكل مقدرات الجنوب، لكنه الآن وفق الوهم الذي تملكهم، لوأد قضية الجنوب وحق استعادة دولته،

بغض النظر عن إرادة شعبنا، لأن مشاريع الحلم ترسم خارطة جغرافيا تتسع لمن فقدو الأمل باستعادة أرضهم، ليروا في فكرة الوطن البديل أمرا ممكنا. قضية أو مشروع طريق مكثوا للعمل عليه منذ عام ونصف.

فهل أدرك من كان من قيادات الحزبين الحاكمين بعد كل هذه العقود، أو بعد أن تحقق امتلاء الجيوب من النهب، وبعد زوال دولتهم المركزية هي سبب كل ما حصل. فكرة ربما تبدو خرافية بالنسبة لهم، لأنها تحيي رفات الوحدة التي ماتت وانتهى أمرها. ومشروع يجسد افتراضا أنهم مازالوا على هرم السلطة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى