سيرينا ولاريسا فتاتان من ذوي الهمم أثبتتا ألّا فرق بينهما وبين الأسوياء

> هشام عطيري

> قصص نجاح لذوي الهمم  تحولت إلى نور أضاء طريق العديد من الأطفال

> "لا يظهر نور الفجر إلا بعد الظلام الحالك"، سيرينا نبيل ولاريسا علي فتاتان من ذوي الهمم من فئة الصم والبكم، بزغ فجرهما وتحول إلى شعاع نور أضاء طريق العديد من الأطفال من ذوي الهمم، حيث كافحتا واجتهدتا ووصلتا إلى أهدافهما، ولم تتوقفا بل قامتا بمساعدة وتأهيل وتعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب المدربة والخبيرة في لغة الإشارة كوكب عبدالله، وهي امرأه سوية مازالت تعمل مع فئة الصم والبكم منذ 18 عامًا، وتعد خبيرة في لغة الإشارة، و تعتبر أمًا لهؤلاء الأطفال والفتيات من ذوي الإعاقة السمعية في المدرسة الخاصة، بجمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم، حيث نجحت في تطوير قدرات العديد من الفتيات من ذوي الإعاقة حتى وصلن إلى مستويات أفضل.

سيرينا ولاريسا أثبتتا ألا فرق بينهن وبين الأسوياء، حيث كانت تطمح سيرينا -وهي طفلة- أن تكون طبيبة، لكن إعاقتها حالت دون ذلك، فلم تستسلم وعملت على استكمال دراستها وتعلم لغة الإشارة، لتساعد بقية أقرانها، من خلال تدريس وتعليم الأطفال بعض المواد الدراسية بلغة الإشارة، فهي تشعر بسعادة بالغة بما تقدمه.


التقينا المدربة السوية والخبيرة بلغة الإشارة كوكب عبدالله وكذلك الفتاتين سيرينا ولاريسا، اللتين تحدثتا لنا بلغة الإشارة، وقامت المدربة كوكب بترجمة أحاديثهما،

حيث قالت سيرينا: رغم أنها صماء إلا أنها تعلمت واستكملت دراسة الثانوية العامة، لتتأهل في مجال تدريس الرياضيات والعربي، ومخارج الحروف، إضافة إلى حصولها على دورة في الإسعافات الأولية والتمريض، فهي كانت تطمح -وهي طفلة- بأن تكون طبيبة، إلا أن إعاقتها حالت دون ذلك.

الفتاة سيرينا عندها خبرة في لغة الإشارة، وتعلمها للطلاب والطالبات الصم في مدرسة الجمعية، وهي سعيدة بذلك حيث قالت: "لا يوجد فرق حاليا بين المتكلم والسامع، فلغة الإشارة هي من تعرف ذوي الاحتياجات الخاصة ما يقول، وهي سعيدة بما تقدمه للأطفال في المدرسة"

الفتاة لاريسا أكملت تعليمها وتطورت في مجال التدريب، لتصبح مدربة في مجال التريكو، رغم إعاقتها السمعية، وهي أيضا أم مثالية، أوصلت بناتها للدراسات العليا في الجامعة.

لاريسا تقدم كل خبراتها في مجال خياطة التريكو، كمدربة للعديد من الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي مستمرة في عملها كمسؤولة عن التدريب في جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم.

تتحدث لاريسا بلغة الإشارة بأنها تعلمت تريكو خمس سنوات في المعهد، ثم تزوجت في لحج، ودرست وأكملت الثانوية العامة، لتدرس بعدها سنتين جامعة، وهي حاليا مسؤولة قسم تدريب التريكو والخياطة والأشغال اليدوية، تشعر لاريسا بالسعادة والفرح أثناء عملها بتدريب الفتيات الأخريات من ذوي الهمم على خياطة التريكو.

تتمنى لاريسا من الحكومة تطبيق قانون 5 % لتوظيف فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتطالب مكتب التربية والتعليم توفير وسائل تعليمية وكراسات وسبورات لمدرسة الجمعية.

وتحدثت المدربة كوكب عن فئة ذوي الهمم قائلة: إنها فئة طموحة وشغالة، وتعتبرهم أولادها، وهم يعتبرونها أمًا لهم، حيث تعيش بكل ارتياح مع هذه الفئة الطموحة، مشيرة إلى أن هناك العديد من الأسر يحرمون أولادهم وبناتهم من هذه الفئة من التعليم، ويضعونهم بالمنازل، وهي تجربة واقعية عاشتها مع كثير من الأسر التي لم تسمح لهم بالتعليم.

وطالبت كوكب جميع الأسر بضرورة إشراك أطفالهم من فئة الصم والبكم في التعليم، وعدم حرمانهم منه، لأنه يعد حقًا من حقوق الطفولة وخاصة من ذوي الهمم.

تكشف كوكب إن احتكاكها مع هذه الفئة كانت في العام 2006م مع بداية إنشاء القاموس اليمني للغة الإشارة، وهو ما ساهم بزيادة معرفة هذه الفئة أكثر وأكثر، وبرزت فيها العديد من الطالبات والطلاب، وأنهوا الثانوية العامة، ودخلوا الجامعة وتخرجوا منها في تخصصات عدّة.


أرزاق بخيت مسؤولة التعليم في جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم بلحج، أشارت إلى أن هناك العديد من الفتيات من ذوي الهمم اللواتي لهن قصص نجاح بارزة، ومنهم لاريسا وسيرينا اللواتي برزن من خلال استكمال دراستهن بنجاح، وتحملن مسؤوليات كبيرة في مدرسة الجمعية، فلاريسا بداية حياتها كانت تعاني من ظروف صعبة، تخطتها وأكملت الدراسة، ولديها حياة خاصة بها، وتدير مجموعة من الفتيات في مجال التدريب، فيما سيرينا نبيل متميزة في تعليمها، وأكملت دراستها بتفوق، لتتحمل حاليا مسؤولية التدريس للصف التمهيدي بمدرسة الجمعية.

وتشير أرزاق بخيت أن كوكب عبدالله هي الدينمو المحرك لكل هذا النشاط والعمل في الجمعية، وهي أم للجميع منذ أكثر من 18عامًا، مع ذوي الهمم، رغم العديد من المعوقات والاحتياجات لمدرسة الجمعية.

خاص "الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى