ذلكم عنوان أغنية عراقية شجية توقض المشاعر بحب الأوطان، وقيمة الإنسان وحريته بل وكرامته. بمعنى حين تضيع الأوطان لا تسأل عن العدل والحق، لأنك أضعت كل شيء، إذن لماذا آل الحال إلى ما نحن عليه، وماهي السبل التي تعيدنا إلى طريق الصواب، وهل نحلم بحياة كريمة في ظل حالة التردي العارم، الذي اجتاح حياتنا في واقع يصعب أن تجد فيه إجابه عن حقيقة ما يجري ولماذا تتداعى أمورنا الحياتية بهذا المستوى؟ وهل بعد ما نعاني من إذلال سنقبل على دروب أشد مأساوية مما نحن عليه؟ لماذا اجتمعت كل صعوبات الحياة في دروب رحلتنا الحياتية التي تنتقل من سيئ إلى أسوأ؟

هكذا وجدنا حالنا في براثن الأسى والقهر واليأس. حال تتناغم صوره المأساوية مع قيادات كما لو أنها أعدت بعناية لتزيد الحال سوءًا بسلاطة ألسنها ومشاعرها المتحجرة، هي لا ترى في مآسي الفقر شيئا يستحق الانتباه، لا ترى في أوجاع البائسين ما يدعو للتعبير عنهم، لأنهم ببساطة لم يأتوا على رؤوس الأشهاد، من أجل تلك الغاية. إنها مدرسة الحاضر المخولة بطمس كل شيء.

قديما قالوا قم للمعلم... تمثل بتلك التعبيرات القاسية التي لم يسلم منها حضرة المربي الفاضل، الذي لم تستوعبه خزينة المال العام، على الأقل عرفاننا بما يقدمه بل جرى البحث له عن وجهة بند المساعدات والهبات. هكذا يخالفون المنطق والعقل بل والقيم، ينضون بنا جميعا إلى فيافي مجهولة، لا نحمل فيها حتى قليل من تاريخنا، يدعونا إلى التشكل، ونحن في أفق المغيب بلون أقواس قزح، لنتماهى مع ما تقتضيه الضرورة، ليس بالنسبة لنا، إنها وبحق العواصف التي اجتاحت واقعنا بعد أن فقدنا كل شيء.