​الجمع بين النقائض

>
تساؤلات كثيرة تلك المتعلقة باليمن وإمكانية الوصول إلى هدنة دائمة وتسوية سياسية توقف الحرب وتسدل الستار عن مآسي عقد مضى.

ربما توحي حدة تناقضات الأطراف بتعقيدات المشهد وجعل مسارات التسوية على قدر من التعقيد بحكم طبيعة الواقع اليمني عمومًا. وتمترس كافة الأطراف خلف ما تعتبره حقًا لا يمكن تجاوزه ناهيك عن تلك المشاريع التي تتقاطع تمامًا، بل  تبدو مقاربتها أمرًا في غاية الصعوبة وإن حدث يظل الشيطان يكمن في التفاصيل، كما هو حال أي أزمة بهذا الحجم. نعم المضي في وقف الحرب والمضي في تحقيق السلام أمر لا يتعارض مع كافة الأطراف، لكن تظل هناك تفاصيل كثيرة فمشروع حكومة وحدة وطنية في ظل تناقضات أقل ما  يمكن أن نصفها أنها جوهرية وحساسة.

ومن نتائج المؤشرات التي أعقبت مساعي السلام ما تجعل من استعراض للقوة من قبل الحوثيين والاعتداءات التي طالت الأشقاء في الخليج، ناهيك عن معارك مستمرة على أكثر من جبهة جنوبية  وتعارض الاحتفال بسبتمر وفق ما جرى في صنعاء.

ما يعني أن التصريحات المبشرة بالانفراجة لم تكن معطياتها على الأرض. الحال الذي يجعل المضي في نهج محادثات ماراثونية هو المرجح لكن دون تحقيق خلاصات في الواقع. أطراف الأزمة جدًا متباعدة ويمكن أخذ نموذج الحوثيين كواحد من مشاهد التباعد، في حين أن قضية الجنوب لا تقل شأنًا، فهي على الأقل بالنسبة لشعبنا محورية مع ما واجهت وتواجه من تحديات. بمعنى أن الحلول الجذرية والمستدامة لم تكن حتى اللحظة سوى عناوين، وإن أحيطت بتناول إعلامي واسع. ذلك لا يعني أنها على مقربة من التحقق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى