الاستفتاء فخ قاتل

> تبين من خلال سنوات خلت ومواقف عدة ألا مجال لحسن النوايا تجاه الجنوب فيما تققدمت من مواقف تظهر بما لاشك فيه أننا تجاه تحديات عميقة وتآمرات عاصفة، بل وأضحت المعالم حتى مع ما تقال من عبارات ناعمة، فالمعطيات كشفت عن السعي لتجاوز حقنا المشروع في استعادة دولتنا، في ظل بقاء شعبنا تحت سطوة العقاب الجماعي كسبيل للتركيع.

لم تحترم إرادة شعبنا بل قوبلت توافقاتنا بمشاريع بديلة.

حاليًا بدأت فكرة الاستفتاء تطرح كتسريبات، لها ما وراءها رغم أن الأمر مختلف بالنسبة لحالتنا، إذا لم نكن أقلية في شعب تريد أن تقرر مصيرها، فلماذا تطرح فكرة الاستفتاء التي هي الفخ القاتل إذا ما تم الأخذ بها.

أولًا تم العمل خلال عقود خلت على تدمير كل ما يتصل بملفات وسجلات الأحوال المدنية الجنوبية، تم التلاعب بالهويات بصورة فاضحة. في حين شكلت حالات النزوح إلى الجنوب من الشمال نسقًا آخر في نطاق الحسابات المستقبلية. ما جعل أعدادًا ممن استقروا في عدن تحديدًا يفوق عدد سكانها. وهو الملف الذي تبنى عليه فكرة الاستفتاء.

الطُعم الذي يتم تقديمه بظاهر حسن النية، في حين أن معركته بكل ما تلازمها من محاولات تصحيح بالنسبة للجنوب، لن تفضي إلا بنتائج مضمونة للطرف الذي عمل على ذلك طيلة العقود الماضية. ما يعني أن تمسكنا بحق استعادة دولتنا هو الصواب، وما عداه هو الفخ القاتل والخطأ الجسيم، الذي يبني عليه الآخر فكرة الوداع الأخير للجنوب. نعم طريقنا شاق، والأفضل أن نترك الباب مشرعًا لتحقيق الانتصار لقضيتنا، حتى مع طول الزمن، على ألا تتخذ خطوة قاتلة من هذا النوع تحت الضغط وكافة الظروف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى