بعد “خيبة أمل وعتاب” المقاومة… اقتراحات على طاولة أردوغان ونقاشات صريحة في “الحصار المصري”

> «الأيام» القدس العربي:

> رغم شيوع “تعبيرات” خيبة الأمل من هوامش المناورة التي قدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدعم قطاع غزة مؤخرا بين العناصر القيادية لفصائل المقاومة الفلسطينية، إلا أن أنقرة بدأت تحاول تأسيس “صياغة” ما تتفق عبرها مع توسيع هوامشها في إسناد حقوق أهل قطاع غزة.

ما حصل مؤخرا وعبر شبكة اتصالات ثنائية مع شخصيات في المقاومة “تبادل رقيق للعتاب” بين القصر الجمهوري التركي وبعض قادة حركة حماس تحديدا، رافعته الأساسية “الأمل” في أن تتخذ تركيا “خطوات فاعلة أكثر” وممكنة ولا تكلفها الكثير دبلوماسيا وسياسيا، من بينها وأهمها “تقليص التبادل التجاري” مع الكيان الإسرائيلي قليلا ولو بصفة “رمزية”.

ومن بينها أيضا الضغط أو العمل مع مصر تحديدا واستثمار رغبة القيادة المصرية بالانفتاح أكثر على الرئيس أردوغان والتصالح الشامل معه بعد خطوات جدية اتخذها مؤخرا لمحاصرة ومنع “نشاطات الإخوان المسلمين” في الأراضي التركية، على أن يركز هذا الاستثمار على “إدخال المساعدات” لأهالي قطاع غزة.

يفترض المكتب السياسي لحركة حماس بأن “الرئيس الصديق” أردوغان اليوم في حالة متقدمة من القدرة على “التأثير” على القيادة المصرية، وتخفيف تشددها حصرا بالالتزام بما يسمى “اتفاقية فيلادلفيا” على معبر رفح، بمعنى التسهيل أكثر في إدخال المساعدات.

وحماس بطاقمها السياسي، وقد أبلغت أردوغان شخصيا بذلك، على قناعة تامة بأن أنقرة تستطيع التركيز على “تفكيك الحصار الصحي” حصرا، بمعنى العمل مع المصريين على “إنشاء 3 مستشفيات” وعد بها أردوغان، والأهم التمكن من إقناع المصريين بزيادة عدد “الجرحى “الذين يتم نقلهم للعلاج ولو بموجب قرارات قمة الرياض”.

تم تذكير أردوغان مؤخرا وحصرا من القيادي خالد مشعل، بأن الصيغة التي اعتمدتها قمة الرياض باسم الدول العربية والإسلامية بجزئية “المعابر والحصار وعلاج الجرحى” هي حصرا الصيغة التركية التي اقترحها وزير الخارجية هاكان فيدان.

المعنى، تطلب حماس ضمنا من الأتراك “تأسيس حراك إجرائي للدفاع عن صيغتهم” واستعمال أي ثغرة لتحقيق فارق مع المصريين بهذا المجال.

يقدر مسؤول سياسي بارز في حماس تحدثت معه “القدس العربي” بأن المقاومة تتفهم كل الاعتبارات التركية، وما تطالب به فقط من فئة “المقدور عليه” و”الممكن” لأن المتوقع من أردوغان أكثر من “تصريحات ومبادرات دبلوماسية وسياسية” وعلى أساس القناعة بأن “مكانة تركيا” وسط الأمة الإسلامية قد تتراجع إذا لم تبتكر “مبادرات تركية منتجة” في ملف المساعدات حصرا، ولو على “الطريقة الأردنية” حيث مستشفيات ميدانية داخل القطاع، وإنزال مظلي للمساعدات، والأهم “إخراج” مئات من الأطفال المصابين لعلاجهم في عمّان.

يبدو عموما أن “القيود” التي تقلص من الحراك التركي الإجرائي المضاد للعدوان مفهومة لدى قادة المقاومة السياسيين، لكنها تنتهي بعتاب مر وبملاحظات وبآمال في قفزات أكبر وأهم مأمولة.

يشكر قادة حماس في كل المناسبات “الموقف التركي” وهو ما رصدته “القدس العربي” مؤخرا على هامش التفاعل مع “شخصيات عربية  وأردنية”، لكن “خيبة الأمل” موجودة في المسار، لأن أنقرة لديها قدرة ووعود.

طُلب مؤخرا من الوزير فيدان صراحة “إقامة المستشفيات التي وعد بها أهل غزة” منذ بدأ القصف الوحشي، والتحرك مع وعبر مصر في سياق الضغط السياسي لتفكيك الحصار الناتج عن التزامات اتفاقية “فيلادلفيا” التي يتشدد المصريون بخصوصها بطريقة “مؤذية جدا” لأهالي القطاع.

وطُلب من الوزير التركي ولو تلويح بـ”تقليص محدود” للعلاقات التجارية مع الكيان، ودعم مشروع سبق أن تحدث عنه الإعلام، فكرته تحشيد وتأمين مبادرة الـ”1000″ قارب التي تبنتها في الإطار الرمزي بعض المنظمات الأوروبية، كما طُلب منه الاستفادة من موقف شركاء الحزب الحاكم من الحركة القومية التي “تلاحظ علنا” قصور الدعم التركي لأهالي القطاع.

تلك طلبات على طاولة أردوغان شخصيا. في المقابل، ما تقدمه أنقرة وتذكره  في التواصل هو التزام بالمضي قدما في “جمع وثائق لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين” وتحذير الموساد الإسرائيلي “فعلا لا قولا” من أي “مغامرة” لاغتيال أي شخصية فلسطينية داخل الأراضي التركية، والبقاء في دور “الفلتر الداعم” على المستوى الدولي.

أبلغ الأتراك بأنهم يقدمون “خدمة نوعية خاصة” حاليا، قوامها الحرص على اتهام إسرائيل بـ”التطهير العرقي”، الأمر الذي يقدم مساهمة منتجة وفعالة داخل إطار “حلف الناتو” تحديدا، ويعزل الحلف ضمنا عن “سردية الكيان”.

تحدث الأتراك أيضا مؤخرا عن “تجميع طاقم طبي ومعدات” قريبا على الحدود في رفح، ومحاولة إدخال أطقم للقطاع و”بقاء مكتب حماس” في إسطنبول كما هو، وتعزيز قناة التواصل التي طلبتها حماس مع ممثلين للجهاد الإسلامي، وحرب “دبلوماسية” على العدوان.

 تلك كلها “التزامات” ترحب بها المقاومة، لكن موقفها الأعمق التأشير بصيغة “شكرا، لكن نطمح بالمزيد بما يليق بالجمهورية التركية ويتعامل مع حجم وهول العدوان والجريمة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى