​استعادة دولة الجنوب الواحد ومشاريع التمزيق

>
​هناك مشروعان -كما يتضح- يستهدفان وحدة شعب الجنوب واستعادة دولته الواحدة التي حققها بنضالاته وتضحياته وأعلنها يوم 30 نوفمبر 67م «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا وعاصمتها عدن المتألقة أبدًا التي تستحق رد الاعتبار لها لما لحق بها وأبنائها في كل المراحل والحروب والمنعطفات ودورات العنف التي شهدها الجنوب.

إنَّ المشروعين إنْ أطلّا برأسيهما وحضرا في خارطة الطريق والتسوية السياسية وشكل الدولة فإنها -التسوية- سوف لن تؤسس لسلام حقيقي عادل ومستدام يأخذ بتطلعات شعب الجنوب الواحد وحقه في استعادة دولته الواحدة كاملة الحرية والسيادة والاستقلال التي حققتها في 30 نوفمبر 67م ودخل بها الوحدة مع الشمال في مايو 1990م والخالية من أي تمزيق أو تقسيم وتحت أي مسميات أو أغطية كانت فضلًا عن كونه لو تم ذلك -التمزيق والتقسيم- دعوة عابثة للفتنة والاحتراب بين أبناء الشعبين الشقيقين الجارين في الجنوب وفي الشمال والإخلال بالأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة والتأثير على مصالح الإقليم والعالم وأمن وسلامة الممرات المائية والملاحة الدولية وانتشار ظاهرة الإرهاب.

 وهما -المشروعين- المكونات التي تم إعلانها مؤخرًا في بعض المحافظات وبالنظر لتوقيتها عشيّة التسوية السياسية -ربما تكون قد أتت- في إطار تقسيم الجنوب وتمزيق وحدة الصف الجنوبي والأقاليم التي سلقوها بليل أثناء انعقاد الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار وعرضوها على المشاركين في نهايتها ووُجِهَتْ بمعارضة شديدة ورفض مطلق لها من قبل كل الجنوبيين المشاركين في المؤتمر -نصف القوام- وارتفعت أصواتهم عالية ضدها فيما صوت تقريبًا الشماليون المشاركون فيه، ولما كان المؤتمر قد انعقد على أساس تمثيلي توافقي 50 ٪ جنوب و50 ٪ شمال فإن تصويتهم وكيفما كان باطل من أساسه ومع كل ذلك وضدًا عليه وفي ظل فوضى عارمة شهدتها الجلسة أعلنوا إقرارها «سلقوا إقرارها كما سلقوا إخراجها» ناهيكم عن أن الحوثي قد انقلب على المؤتمر ومخرجاته والأقاليم وطرد الشرعية وحكومتها من صنعاء.

كتب د. الزامكي في مقال له نشرته صحيفة الأيام يوم السبت 23 ديسمبر و«الخطوة الثانية تقسيم الجنوب وتقسيمه لا يمكن له أن يتحقق إلا بنقل الصراع إلى مثلث عدن: عدن- لحج- أبين.

إن استعادة شعب الجنوب لدولته واستقراره وعلى حدود ما قبل مايو 1990م وسيادته واستقلاله وأمنه واستقراره وبناء حاضره ومستقبل أجياله اللاحقة هو قدره ومصيره وعنوان وجوده يكون أو لا يكون..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى