​سفير اليمن بلندن: تصرفات واشنطن أعطت مشروع إيران زخمًا في المنطقة

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> قال سفير اليمن في لندن  د. ياسين سعيد نعمان إن إدارة بايدن اتخذت خطوات، أعطت المشروع الإيراني وأدواته زخمًا جديدًا في المنطقة بحسابات سياسية، حلقت فوق ما تقتضيه مصالح اليمن وبلدان المنطقة من قرارات مسؤولة.
واعتبر سفير اليمن إسقاط جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب التي كانت قد أدرجت عليها قبل ذلك من قبل إدارة الجمهوريين واحدة من تلك الخطوات.

وقال السفير اليمني في منشور على موقع فيسبوك "لقد فسرت إدارة بايدن أن الهدف من اسقاط الحوثي من قائمة الإرهاب يعود إلى يقين الإدارة الأمريكية من أن ذلك سيسهل إقناع الحوثيين بالانخراط في عملية السلام في اليمن.. لا نعتقد أن أمريكا لم تكن تدرك أن قرار انخراط الحوثيين في عملية السلام كان في طهران، وأنه بيد المنظومة المليشاوية العقائدية لأكثر من بلد عربي، والتي أخذت تتشكل وتدور حول محورها المركزي المتمثل في الحرس الثوري الإيراني، لكنها تقلبات السياسة حينما لا تجد ما تسترشد به في مواجهة التحديات غير التلطي بأحداث طارئة، تجعل منها حجة لكسر المعادلة وتغيير مجرى الأحداث".

وأضاف "اليوم، لا ندري ما إذا كان المبعوث الأمريكي الى اليمن السيد لندركنج، الذي عينه الرئيس بايدن بتزامنٍ مع إسقاط الحوثي من قائمة الإرهاب، قد توصل إلى قناعة بعد ثلاث سنوات من غدوه ورواحه وجهوده من أن الحجة التي أطلقتها الإدارة الأمريكية يومذاك كانت وجيهة أم لا !! بالتأكيد يستطيع أن يرد على ذلك من خلال تقييم النتائج التي خلص إليها في عمله مع الحوثيين بشأن عملية السلام . قد أستبق الإجابة وأقول بأنها لم تكن بالنتيجة غير محاولة لتغييب الوعي السياسي عن حقيقة أن مصالح الشعوب ليست سوى بيادق تحركها اليد التي لا تهتم في نهاية المطاف إلا بقتل الملك الخصم ولو على سبيل التسلية، كما يحدث في لعبة الشطرنج. وإذا كان الأمر كذلك فما الذي نجم عن تحريك البيادق حتى الآن ؟!".

وتابع "لا تزال المباراة في منتصفها !! خرجت إيران من عنق الزجاجة، وقلبت الطاولة وحركت بيادقها في الاتجاه الذي خططت له ورسمته منذ بداية الأمر. استطاعت أن توظف أهم قضية سياسية وإنسانية عربية في العصر الحديث "قضية فلسطين". نفضت عنها عروبتها أولًا مستنجدة بما عرف بالمقاومة الإسلامية، ثم نفخت الإسلامية بغازات مذهبية طائفية لتجعل منها الدرع الذي تتخفى فيه وتحتمي به هي ومشروعها الطائفي، وزجت بأذرعها للقيام بمناورات على هامش مأساة غزة لتضع المنطقة كلها على شفا الهاوية. وبعد أن كانت قبل " طوفان الأقصى" في مواجهة مباشرة مع العالم، دفعت بأذرعها، التي صنعتها تحت سمع وبصر هذا العالم، وعلى حساب قهر وقمع وتشريد شعوب بلدان عربية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، لمواجهة هذا العالم نيابة عنها".

وأردف "هنا يبرز سؤال: أين تقف القوى العظمى من هذا الصراع؟! لا تبدو الإجابة على هذا السؤال ممكنة دون تتبع مجرى الأحداث في المنطقة منذ ثورة الخميني على الشاه عام 1979 وحتى اليوم، فالقوى العظمى لا ترفع صوتها في وجه إيران إلا حينما يتعلق الأمر بمشروعها النووي، أما مشروعها السياسي الطائفي، وتكسيره لبلدان المنطقة، وتمزيق شعوبها وتشريدهم فربما لا يعنيها كثيرًا. لذلك عندما قام "تحالف الازدهار" مؤخرًا بقصف أهداف عسكرية إيرانية في اليمن بسبب ما تتعرض له خطوط الملاحة الدولية، لم يشر إعلام هذ التحالف إلى أنه يقصف أهدافًا إيرانية، وهو يعرف تماماً أنها قواعد ومراكز إطلاق إيرانية، بل أطلق عليها أهداف حوثية، ما يؤسس في وعي المتابع أن هناك قوة على أرض اليمن مستقلة بقرارها اسمها الحوثي، بغض النظر عما تقوم به من أعمال مضرة بالأمن الدولي والإقليمي".

وقال "من هنا تأتي لعبة الاعلام، أو أخطائه، في إخراج إيران من هذه المواجهة لتبدو الضربات وكأنها تستهدف بلدًا فقيرًا لا يبدو فيه الحوثي غير متشرد في الجبال والشعاب وحواري المدن ومشغول بنهب مقدرات الناس، يطلق الصواريخ العشوائية للمشاغبة عند البعض، أو مناصرًا لفلسطين عند البعض الآخر، ولا تظهر فيه إيران كمحرك رئيسي للأحداث، وإنما كداعم لا يظهر له من دور إلا عن بعد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى