​وادي حضرموت يسير نحو استعادة الماضي المشرق

>
خلال زيارتنا إلى وادي حضرموت والزملاء البروفيسور عبد الله سعيد الجعيدي رئيس مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر، والدكتور عبد القادر باعيسى نائب رئيس المركز، تمت مقابلة مدير عام مديرية شبام الأستاذ طارق فلهوم، ورئيس منتدى شبام الأستاذ علوي بن سميط، ورئيس منتدى تنمية شبام الأستاذ عوض حسان، واختتمت الزيارة العلمية بمقابلة وكيل محافظة حضرموت لمديريات الوادي والصحراء الأستاذ عامر سعيد العامري، هذه اللقاءات تأتي للتحضير لندوة " شبام في عصر ازدهارها التجاري" في فبراير الجاري .

تجولت في أرض الوادي ،المدن ،المزارع ،القرى الملاحظ أن هناك تحولًا تنمويًا يشهده وادي حضرموت أولًا : التنمية الحضرية بالنظر إلى حال المدن في الوادي ونموذجها مدينة سيئون، هناك العديد من المؤشرات الحضرية التي تتجه بالمدينة نحو التحضر المتوازن والصحي المستدام، لعل أولها إعادة  تأهيل البنية التحية للشوارع الرئيسة والثانوية، وهنا يمكن الاسترشاد بشارع الجزائر واجهة المدينة، فالعمل يسير في إعادة التأهيل بخطة مليئة بالمؤشرات الحضرية التي في نهاية المطاف استدامة حضرية، فالسفلتة والتشجير والأرصفة من أهم مؤشرات المدينة الصديقة للبيئة والاستدامة الحضرية، ويرافق هذه الخطوة تنظيم حركة السير للمركبات، فلم نشاهد مركبة عاكسة للخط أو بدون لوحة مرورية، حتى الدراجات النارية التي لا تلتزم بقواعد السير يتم ضبطها، يمكن للشخص أن يمارس رياضة المشي بشكل مريح وآمن.

أما مستوى النظافة في مدينة سيئون مرتفع جدًا فقلب المدينة نظيف، عمال النظافة يعملون على تنظيف المدينة قبل شروق الشمس وهذا سلوك حضاري مرتفع. وما تم مشاهدته في سيئون، هناك نسخة مكررة في مدينة شبام، فداخل سدة شبام لا توجد مخلفات أكياس بلاستيكية أو حتى أوراق، ولكنك تشاهد براميل صغيرة بمنظر جميل لجمع القمامة ومغطاة، تتموضع قرب مداخل المحلات التجارية والمقاهي وبالقرب من مداخل المساجد.

إذا انتقلنا للمزارع فهناك نهضة زراعية غير عادية على مدى النظر، مساحات زراعية بالقمح العبادي المعروف بالهلباء، وهو من أجود أنواع القمح، وأخرى بالبصل والفوم والكزبرة والكوسة والبامية والباذنجان، بالإضافة إلى النخيل التي بدأ فيها الطلع أول حلقات موسم التمر.

التوسع الزراعي أسهم فيه العديد من العوامل، لعل أهمها استخدام الطاقة الشمسية كمدخل زراعي بدلًا من الديزل، وهذا مفيد من عدة جوانب فالطاقة الشمسية مستدامة ونظيفة وصديقة للبيئة، وأقل كلفة مقارنة بالوقود، وهذا يرفع العائد الزراعي ودخل المزارع.

ولكن العامل الأهم هو اقتراب الوكيل من المزارعين، التنمية الزراعية تجعلنا نستحضر التاريخ لاسيما مقولة استرابون (كانت حضرموت تنتج التمر والقمح والقرفة والتوابل بكميات كبيرة قبل الجفاف)، اليوم وكيل محافظة حضرموت يقود تنمية زراعية، هدفها عودة الوادي إلى مجده الزراعي، إذا ما استمرت هذه العملية دون منغصات، فإن وادي حضرموت في المستقبل المنظور سيكون من أهم مناطق إنتاج الغذاء، وخاصة التمر والقمح والبصل والفوم والخضار، ويتوقع أن تسد الفجوة الغذائية في هذه المنتجات مع وجود فائض للتصدير.

وهنا أتوجه إلى الأستاذ مبخوت بن ماضي محافظ المحافظة، بنقل تجربة وادي حضرموت الزراعية إلى وادي حجر، وهذا سيحقق نسبة كبيرة من الأمن الغذائي في حضرموت.
*أستاذ جامعي باحث في السكان والتنمية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى